الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كرم روسي أم عقاب جديد.. لماذا أعاد بوتين ضخ الغاز إلى أوروبا؟

بوتين
بوتين

فاجأت روسيا الجميع بقرار استئناف ضخ الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" بعد شهور من الترقب والتخوف وسط ترجيحات واسعة بأن الرئيس الروسي سيغلق صنبور الغاز عن ألمانيا وأوروبا.

وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إنه يبدو أن شهورا من سياسة حافة الهاوية حول ما إذا كان فلاديمير بوتين سيسحب القابس من صادرات الطاقة إلى ألمانيا قد انتهت دون دراما مع عودة خط أنابيب الغاز الرئيسي إلى الاتحاد الأوروبي إلى الخط.

وقال مصدران مطلعان على خطط التصدير إن تدفقات الغاز عبر نورد ستريم 1 وهو خط الأنابيب الرئيسي بين روسيا وألمانيا ستستأنف في الوقت المحدد يوم الخميس بعد الانتهاء من أعمال الصيانة المقررة.

وكان خبراء يخشون أن يظل خط الأنابيب مقفولا بعد إغلاقه في 11 يوليو بينما كان بوتين يلوي السكين في الحرب الاقتصادية الدائرة بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

حتى في ذروة موجة الحر الصيفية، من الضروري البدء في ملء تخزين الغاز لفصل الشتاء المقبل حيث يخشى المحللون من تقنين الكهرباء وارتفاع فواتير الغاز.

كرم روسي غير متوقع

قالت مصادر مطلعة لم تكشف عن هويتها إنه من المتوقع أن يستأنف تشغيل خط الأنابيب بأقل من طاقته البالغة نحو 160 مليون متر مكعب يوميا. بحسب ما أفادت به وكالة "بلومبرج" الأمريكية.

وأوقفت شركة الطاقة الروسية العملاقة المملوكة للدولة جازبروم، التي تدير خط الأنابيب، تدفقات الغاز الطبيعي إلى ألمانيا - التي تعتبرها حيوية لصناعتها - لمدة عشرة أيام وسط توترات حادة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بسبب غزو أوكرانيا.

وقالت هيئة تنظيم خطوط الأنابيب الألمانية إن خطوط الأنابيب الأخرى التي تمر عبر بولندا وأوكرانيا لا تستخدم كروابط بديلة لإرسال الغاز كما كانت في السنوات الماضية خلال الإغلاق المؤقت.

ويمثل نورد ستريم 1 أكثر من ثلث صادرات الغاز الطبيعي الروسية إلى الاتحاد الأوروبي، وخفضت جازبروم صادرات الغاز عبر الطريق إلى 40 في المائة من الطاقة الإنتاجية الشهر الماضي.

وكان السبب الرسمي المذكور لذلك هو التأخير في عودة التوربينات التي كانت سيمنز للطاقة تخدمها في كندا.

واعتبرت كييف الغاضبة عودة التوربين انتهاكا للعقوبات المفروضة على روسيا، الأمر الذي سيمكن الدولة العملاقة من مواصلة جني عائدات هائلة من صادراتها من الغاز الطبيعي.

وفي وقت سابق الثلاثاء، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مفوض الميزانية الأوروبي يوهانس هان، أن المفوضية الأوروبية لا تتوقع استئناف تشغيل خط الأنابيب بعد الصيانة.

وقال أحد المصادر "ستعود (جازبروم) إلى المستويات التي شوهدت قبل 11 يوليو، عن كميات الغاز المتوقعة عبر نورد ستريم 1 اعتبارا من يوم الخميس".

وفي الأسبوع الماضي، أرسلت جازبروم خطابا إلى العملاء في أوروبا توضح فيه أنها لا تستطيع ضمان إمدادات الغاز الطبيعي، معلنة عن قوة قاهرة على الإمدادات، بدءا من 14 يونيو.

يعرف بند القوة القاهرة باسم بند "القضاء والقدر"، وهو شرط قياسي في عقود الأعمال ويوضح الظروف القصوى التي تعفي الطرف من التزاماته القانونية.

وذكرت صحيفة كوميرسانت يوم الاثنين نقلا عن أشخاص مطلعين على الوضع أن كندا أرسلت التوربين إلى ألمانيا بالطائرة في 17 يوليو بعد الانتهاء من أعمال الإصلاح.

وقال أحد المصادر إنه من غير المرجح إعادة تركيب التوربينات بحلول 21 يوليو . ولم ترد جازبروم ونورد ستريم 1 على طلبات للتعليق يوم الثلاثاء.

وقررت شركة جازبروم الروسية، أمس الاثنين، وقف إمدادات الغاز إلى ألمانيا عبر خط نورد ستريم 1 لأسباب خارجة عن إرادتها، حسبما أفادت وكالة "رويترز" للأنباء.

ماذا تعني عودة تدفق الغاز الروسي؟

قال الكاتب روجر بويز في مقال على صحيفة "تايمز" البريطانية بعنوان "شاهد أوروبا تتصدع عندما يقطع بوتين الغاز"إنه إذا أغلق بوتين الصنابير، فإن الأزيز والانقضاض المرتبطين بموجة الحر الحالية في أوروبا سوف يفسح المجال بسرعة للمخاوف من شتاء متجمد، وارتفاع أسعار الغاز الشرس، وتراجع الصناعة، واليقين المتسارع من حدوث ركود عميق.

وتشير توقعات الكاتب إلى ما يمكن لرجل الشارع توقعه، فقطع الغاز الروسي بمثابة كارثة على أوروبا، وكانت كافة التوقعات متشائمة بشأن عودة ضخ الغاز في نورد ستريم 1، لكن المفاجئ كان العودة وإن كانت "بسعة مخفضة"، لكن يمكن اعتبار أن السعة المخفضة هي مواصلة لعقاب بوتين لأوروبا في تخفيض كميات الغاز، وأنه ما يزال هناك ما هو أسوأ، قطع الغاز