الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النفط يتحرك في نطاق محدود ويتراجع دون حاجز 100 دولار أمريكي للبرميل

صدى البلد

استمرت المخاوف المتعلقة بجانب الطلب تطارد سوق النفط، حيث انخفضت الأسعار مرة أخرى إلى ما دون 100 دولار أمريكي للبرميل في بداية أغسطس 2022. 

ووصلت أسعار النفط إلى مستويات ما قبل الحرب بعد عودة ظهور مخاوف الركود مجدداً على ساحة الأحداث، حيث ظلت توقعات الطلب غير واضحة خاصة بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا. 

وأدى رفع أسعار الفائدة الشهر الماضي إلى تعزيز إمكانية حدوث تباطؤ اقتصادي، حيث إن معدل التضخم الكلي في الولايات المتحدة لايزال مرتفعا عند 8.5 في المائة في يوليو 2022. 

كما أدت موافقة الأوبك على زيادة الإنتاج، وإن كان بمستويات هامشية، واستئناف الإمدادات من ليبيا إلى زيادة الضغوط على النفط.


اتجاه أسعار النفط منذ بداية العام

إن تراجع أسعار النفط والتقلبات المستمرة ساهم في توفير بعض الارتياح لمستوردي النفط في جميع أنحاء العالم الذين كانوا ينادون بزيادة الإنتاج. 

ومن المتوقع أن يؤدي هذا بدوره إلى تعويض مخاوف نمو الطلب جزئياً. 

وانخفض متوسط سعر البنزين في الولايات المتحدة إلى ما دون 4 دولارات للجالون للمرة الأولى منذ مارس 2022، ومن المتوقع أن يساهم ذلك في تعزيز بيانات التضخم على المدى القريب، والذي من المتوقع له أن ينخفض بعد ذلك.

وعلى جانب العرض، أثرت الزيادة التي وعدت بها الأوبك وحلفاؤها بمقدار 100 ألف برميل يومياً في اجتماعها الأخير إلى حد ما على ارتفاع أسعار النفط. 

على الرغم من ذلك، أثار المتشككون بعض المخاوف المتعلقة بشأن قدرة المجموعة على زيادة الإنتاج بشكل أكبر. 

وساهم استئناف الإنتاج في ليبيا في الحد من ارتفاع الأسعار. 

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الشهري الأخير، أن حظر واردات النفط الروسي كان له تأثير ضئيل على إنتاج روسيا. 

من جهة أخرى، بدأ تجنب استيراد النفط الروسي ينعكس على البيانات الأخيرة، مما أدى إلى تحول هيكل السوق مع انخفاض واردات اليابان من النفط الروسي لتصل إلى الصفر خلال يونيو 2022، بينما استوردت بولندا أولى شحناتها من خام مربان أبوظبي في أغسطس 2022 كبديل للنفط الروسي.

من جهة أخرى، احتفظت الصين والهند بمركزها ضمن أكبر مستوردي الخام الروسي الرخيص.

أما على صعيد الإنتاج، زاد إنتاج الأوبك بأكثر من 200 ألف برميل يومياً في يوليو 2022 بدعم رئيسي من زيادة الإنتاج من قبل منتجي الشرق الأوسط، والذي قابله جزئياً تراجع إنتاج أنجولا وإيران. 

من جهة أخرى، كشف أحدث تقرير أسبوعي لإدارة معلومات الطاقة عن وصول إنتاج النفط الأمريكي إلى أعلى مستوياته المسجلة بعد الجائحة عند 12.2 مليون برميل يومياً، فيما يعد الأعلى منذ أبريل 2020. 

كما سجلت بيانات منصات الحفر أول تراجع في عددها منذ 10 أسابيع وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن شركة “بيكر هيوز”.

الاتجاهات الشهرية لأسعار النفط

تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط إلى أدنى مستوياتها المسجلة في 6 أشهر ببداية أغسطس 2022 وصولاً إلى 94.1 دولار أمريكي للبرميل على خلفية المخاوف المتعلقة بتأثير ركود الاقتصاد العالمي المتوقع على الطلب على النفط. 

وكان الانخفاض خلال الأسبوع الأول من الشهر هو الأعلى منذ بداية أبريل 2022. 

إلا أنه كانت هناك عوامل معاكسة متساوية دعمت أسعار النفط، مما أدى إلى هدوء وتيرة تقلبات أسعار النفط وتراجعها هامشياً إلى دون مستوى 100 دولار أمريكي للبرميل. 

وكان ضعف معدلات التضخم من أبرز الأسباب الجوهرية التي ساهمت في ذلك، والذي أعقبه صدور بيانات سوق العمل القوية في الولايات المتحدة. 

بالإضافة إلى ذلك، اتخذ الطلب على النفط اتجاهاً إيجابياً في الصين والهند، حيث ارتفعت الواردات النفطية للهند بنسبة 17.1 في المائة خلال الربع الممتد من أبريل إلى يونيو 2022 بعد ارتفاع الطلب وتلقي خصومات من روسيا، بينما زادت واردات الصين بنسبة 1 في المائة في يوليو 2022 مقارنة بتراجع الواردات التي وصلت إلى أدنى مستوياتها المسجلة في 47 شهراً، والذي شهدناه في يونيو 2022. 

كما أدى إغلاق خطين من خطوط الأنابيب في أعقاب حادث تسرب النفط في خليج المكسيك إلى دعم الأسعار الأسبوع الماضي. 

بالإضافة إلى ذلك، جاءت المكاسب التي تحققت خلال اليومين الماضيين أيضاً بعد أن كشفت بعض التقارير أن مستويات المياه في نهر الراين، والتي تعد أحد العوامل الجوهرية لتدفق شحنات الديزل والغاز من روسيا إلى أوروبا، قد انخفضت إلى مستويات قياسية تهدد شحن المنتجات المكررة إلى أوروبا. 

وانعكس انخفاض أسعار النفط خلال شهر يوليو 2022 على متوسط الأسعار لهذا الشهر. 

وشهد المتوسط الشهري لسعر مزيج خام برنت ثاني أكبر انخفاض منذ أبريل 2020 بنحو 8.8 في المائة ليصل إلى 111.93 دولار أمريكي للبرميل، بينما شهدت سلة الأوبك أكبر انخفاض تسجله منذ سبتمبر 2020 بنسبة 8.8 في المائة، ليصل السعر في المتوسط إلى 108.55 دولار أمريكي للبرميل.

وبلغ متوسط سعر الخام الكويتي 111.1 دولار أمريكي للبرميل بعد تراجعه بنسبة 6.6 في المائة عن متوسط الشهر السابق.
 


الطلب العالمي على النفط -2022/2023 – (مليون برميل يوميا)

كما يتوقع أن يشهد الطلب على وقود الطائرات نمواً بعد تزايد الطلب من قبل بعض القطاعات في بعض الدول الآسيوية، بما في ذلك الصين. 

ومن المتوقع أيضاً أن يتعافى الطلب على وقود الطائرات في الصين وبعض الأجزاء الأخرى من آسيا التي أظهرت زيادة في حركة الطيران، وفقا لتقديرات شركة تحليل البيانات المنافسة "OAG" للطيران، التي نقلتها وكالة بلومبرج. 

وكشفت البيانات تزايد الطلب بقوة في منطقة شمال شرق آسيا وأوروبا الغربية وانخفاضه في وسط / غرب أفريقيا وآسيا الوسطى وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية. 

من جهة أخرى، من المتوقع أن يشهد الطلب على البنزين في الصين زيادة شهرية قدرها 200 ألف طن ليصل إلى 14.5 مليون طن في أغسطس 2022 بدعم من انخفاض أسعار التجزئة وتزايد الطلب على السفر خلال موسم العطلات وارتفاع الطلب بسبب موجة الحر، وفقاً لبيانات شركة Oilchem.

إلا انه من المتوقع ايضاً أن يؤدي خفض معدلات التشغيل من قبل شركات التكرير الصغيرة المستقلة في الصين والمعروفة باسم “أباريق الشاي” إلى تعويض الطلب الكلي على النفط جزئياً.

هذا ولم تشهد توقعات نمو الطلب على النفط في العام 2023 أي تغيرات تذكر وظلت مستقرة عند مستوى 2.7 مليون برميل يومياً مع توقع أن يصل متوسط الطلب إلى 102.7 مليون برميل يومياً، وفقاً لتقرير الأوبك الشهري. 

من جهة أخرى، قامت وكالة الطاقة الدولية بمراجعة توقعاتها للطلب للعام المقبل بمقدار 0.5 مليون برميل يومياً في تقريرها الشهري الأخير.

عرض النفط

ارتفع الإنتاج العالمي من السوائل النفطية على أساس شهري في يوليو 2022، إذ تشير البيانات الأولية إلى زيادة قدرها 1.7 مليون برميل يومياً ليصل الإنتاج في المتوسط إلى 100.6 مليون برميل يومياً.

وتعزى الزيادة الشهرية بصفة رئيسية لزيادة الإنتاج من قبل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا والمنطقة الأوروبية الآسيوية وأمريكا اللاتينية بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً، والذي قابله جزئيا تراجعات هامشية في مناطق أخرى.

الإنتاج النفطي للدول غير الأعضاء في أوبك – 2022/2023 - (مليون برميل يومياً)

أبقت منظمة الأوبك أيضاً على تقديرات نمو إمدادات السوائل النفطية من خارج الأوبك للعام 2023 دون تغيير عند مستوى 1.7 مليون برميل يومياً لتصل إلى 67.5 مليون برميل يومياً. 

إلا انه تم إجراء تعديلات على مستوى كل دولة على حدة مما ساهم في تعويض معدل التغيير العام، حيث تم رفع توقعات الإمدادات في الولايات المتحدة والمكسيك بمقدار 101 ألف برميل يومياً و60 ألف برميل يومياً للعام 2023، والتي قابلها مراجعة نزولية للتوقعات الخاصة بروسيا بمقدار 160 ألف برميل يومياً.

إنتاج الأوبك

زاد إنتاج الأوبك من النفط بمقدار 216 ألف برميل يومياً خلال شهر يوليو 2022 ليصل في المتوسط إلى 28.9 مليون برميل يومياً، فيما يعد أعلى مستويات الإنتاج المسجلة منذ أبريل 2020، وفقاً للبيانات الصادرة عن مصادر الأوبك الثانوية. 

ووفقاً للأوبك، كانت الزيادة مدفوعة بصفة رئيسية بتزايد إنتاج السعودية والإمارات والكويت والعراق والتي قابلها جزئياً انخفاض إنتاج فنزويلا وأنجولا. 

وفي المقابل، أظهرت بيانات الإنتاج الصادرة عن وكالة بلومبرج تزايد معدلات الإنتاج بمقدار 270 ألف برميل يومياً خلال الشهر متخطية في المتوسط حاجز 29 مليون برميل يومياً لتصل إلى 29.05 مليون برميل يومياً. 

كما كشفت بيانات وكالة بلومبرج ارتفاع الإنتاج في السعودية والكويت والإمارات، مقابل تراجع انتاج إيران ونيجيريا وأنجولا. 

وجاءت السعودية مرة أخرى في الصدارة باستحواذها على أكبر زيادة لمعدلات الإنتاج على مستوى المجموعة لهذا الشهر وأكبر زيادة مسجلة في 11 شهر (+180 ألف برميل يومياً وفقاً لوكالة بلومبرج و+158 ألف برميل يومياً وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية) ليصل متوسط معدل الإنتاج إلى 10.8 مليون برميل يومياً، فيما يعد ثاني أعلى مستويات الإنتاج المسجلة منذ نوفمبر 2018.

 


حصص الدول الأعضاء في الأوبك من الإنتاج النفطي لشهر يوليو 2022– (مليون برميل يومياً)

كما عكست زيادة الإنتاج في يوليو 2022 ضغوط المستوردين العالميين لزيادة الإنتاج سعياً منهم لكبح جماح الأسعار. 

وفي الاجتماع الذي عقد مؤخراً، قرر منتجو الأوبك وحلفائها زيادة الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يومياً في سبتمبر 2022. إلا أن وكالة الطاقة الدولية أثارت شكوكاً بشأن قدرة التحالف على زيادة الإنتاج بشكل أكبر بسبب الانخفاض المتوقع لإنتاج روسيا، والتي تعد عضواً من أعضاء الأوبك وحلفائها. 

من جهة أخرى، أقرت وكالة الطاقة الدولية أن السعودية والإمارات ستقومان بتحمل الجزء الأكبر من أعباء زيادة الإنتاج في المستقبل. 

كما كشفت تقديرات وكالة بلومبرج عن تباطؤ إنتاج الأوبك وحلفائها عن المستويات المستهدفة.

وتم استئناف إنتاج النفط في ليبيا بعد أن رفعت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة على الإنتاج بعد انتهاء الحصار. 

وأعرب وزير النفط عن أمله في أن تتمكن البلاد من مضاعفة الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل يومياً خلال أسبوعين. 

وبلغ الإنتاج 0.7 مليون برميل يومياً في شهر يوليو 2022. 

وأضاف رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط أن الدولة تهدف إلى زيادة الإنتاج إلى 2 مليون برميل يومياً في خلال ثلاث إلى خمس سنوات القادمة.

من جهة أخرى، استمر تراجع إنتاج النفط في نيجيريا خلال شهر يوليو 2022، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج، بينما أظهر تقرير الأوبك زيادة هامشية خلال الشهر.

وكشفت بيانات وكالة بلومبرج تراجع الإنتاج في البلاد على مدار ستة أشهر متتالية، ليصل بذلك إلى أحد أدنى مستوياته المسجلة. 

وأظهرت التقارير أن الإنتاج في أغسطس 2022 قد يتراجع بسبب إضراب عمال النقل البحري.