الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

للبيئة والاقتصاد.. الأمونيا الزرقاء توفر الطاقة الخضراء وتخفض الانبعاثات الكربونية

الأمونيا الزرقاء
الأمونيا الزرقاء

بحث المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية مع وفد من شركة تويوتا تسوشو اليابانية برئاسة توكوجى كوياما المدير العام لمشروعات البنية التحتية للطاقة  الدراسة المبدئية التي أجرتها الشركة لتقييم فرص التعاون الممكنة مع قطاع البترول لانتاج الأمونيا الزرقاء في مصر كمصدر للطاقة منخفضة الكربون  .

وأشار المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية إلى أهمية تلك الدراسة بصورة مبدئية لاستكشاف إمكانيات انتاج الأمونيا الزرقاء في قطاع البترول كأحد حلول توفير الطاقة الخضراء وخفض الانبعاثات الكربونية لافتاً إلى أن الدراسة تأتي في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين الشركتين القابضتين للغازات الطبيعية والبتروكيماويات وشركة تويوتا تسوشو. 

ما هي الأمونيا الزرقاء 

تصنف الأمونيا على أنها "زرقاء" عندما تنتج من المواد الأولية للغاز الطبيعي ويحتجز ثاني أكسيد الكربون المنطلق بواسطة تقنيات "حجز الكربون وتخزينه" أو "حجز الكربون وتخزينه واستخدامه"، كما يمكن تصنيف الأمونيا على أنها "خضراء"، عندما تشتق من الهيدروجين الكهربائي التي تنتجها الموارد المتجددة.

وأتاح النمو المستمر في إنتاج الغاز وتدفق الغاز الطبيعي المسال، في الماضي القريب، لمنتجي الغاز والصناعات توسيع إنتاج الأمونيا الزرقاء؛ وبهذا يتماشى النمو في إنتاج الأمونيا وانخفاض كثافة الكربون مع الأهداف العالمية للاستغناء عن الوقود الكربوني.

وبحسب تقرير عبر موقع “إي إس آي أفريكا”، فإنه وفقا لجمعية طاقة الأمونيا، تقترب مستويات إنتاج الأمونيا حاليا من نحو 200 مليون طن سنويا، إذ يُتداول نحو 10% منها في السوق العالمية، ويمثل الوقود الأحفوري مصدرا لما يقرب من 98% من المواد الأولية للإنتاج العالمي للأمونيا، وتستخدم 72% منها الغاز الطبيعي مادة وسيطة. 

مزايا الأمونيا 

لا تتطلب الأمونيا التبريد لدرجات حرارة قصوى، بالمقارنة مع الهيدروجين، وتتميز بكثافة طاقة أعلى من الهيدروجين السائل، ما يجعلها أكثر كفاءة في النقل والتخزين، وبخلاف ذلك يتمثل التحدي الكبير الذي يواجه الهيدروجين في التكلفة العالية لأنظمة التخزين ومتطلبات النقاء والنقل.

وتبين المزايا أن الأمونيا يمكن أن تكون خيارًا تنافسيًا بوصفها حلًا لإزالة الكربون من الصناعة كثيفة الاستخدام للطاقة، لا سيما في قطاعي توليد الكهرباء والنقل، وأدت التطورات الحديثة في تقنيات محركات التوربينات إلى زيادة استخدام الأمونيا؛ إما بشكل مباشر للاحتراق وإما بشكل غير مباشر عن طريق إعادة تشكيلها مرة أخرى إلى النيتروجين والهيدروجين كمادة وسيطة صناعية.

وتتمتع الأمونيا بأنها مطلوبة على نطاق واسع، بصفتها أساس إنتاج الأسمدة، إضافة إلى توفير البنية التحتية المتطورة ومرافق إنتاج الأمونيا على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، ما يجعل إنتاجها أكثر جدوى.

تحديات استخدام الأمونيا الزرقاء 

تواجه الأمونيا تحديات معينة أهمها سُميتها وقابليتها للتآكل، بسبب إنتاج أكسيد النيتروجين، وقابلية الاشتعال، والاحتراق في المحرك والتوربين التقليديين، وهي درجة حرارة الاشتعال العالية وسرعة اللهب المنخفضة.

ويعد إنتاج الأمونيا الخضراء على المستوى التجاري -في الوقت الحالي- مكلفًا، نظرًا إلى التكاليف الرأسمالية لمصنع المحلل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين.

دور الأمونيا الزرقاء في إزالة الكربون 

برز مؤخرًا دور الأمونيا الزرقاء بوصفها أحد أنواع الوقود البديلة، لدعم إزالة الكربون في صناعة الشحن، وقد اضطرت صناعة الشحن إلى الحد من محتوى الكبريت في الوقود البحري، بدءًا من يناير 2020.

وحدّدت المنظمة البحرية الدولية "آي إم أو" هدفًا لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 40% بحلول عام 2030، وما يصل إلى 70% بحلول عام 2050، مقارنة بمستويات عام 2008، والتخلص نهائيًا من جميع الانبعاثات الضارة.

ولُوحظت زيادة قوية في الطلب على أنواع الوقود البديلة، من أجل تلبية طموحات المنظمة البحرية الدولية بشأن الحد من انبعاثات غازات الدفيئة.

وعلى الرغم من أن الغاز الطبيعي المسال يبدو اليوم واحدًا من أفضل الخيارات لتحقيق أهداف المنظمة البحرية الدولية، فإن الأمونيا الزرقاء تمثّل أحدًا من الحلول الرئيسة في صناعة الشحن نحو أهداف إزالة الكربون التي حدّدتها المنظمة البحرية الدولية في القطاع البحري.

ومن المتوقع أن تلعب الأمونيا دورًا مهمًا في إزالة الكربون من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، ولهذا تسعى اليابان لزيادة استخدام الأمونيا لتحقيق الحياد الكربوني في عام 2050.

وفي سبتمبر 2020، أرسلت أول شحنة من الأمونيا الزرقاء في العالم من المملكة العربية السعودية إلى اليابان، إذ استُخدمت لتوليد الكهرباء، لإتاحة الفرصة لمنتجي النفط والغاز بلعب دور في تحوّل الطاقة. 

مذكرة تفاهم مصرية يابانية 

واستعرض وفد الشركة اليابانية ما تضمنته الدراسة والتي تناولت تحويل الأمونيا الرمادية التي يتم إنتاجها حاليا إلى الأمونيا الزرقاء والتى تستخدم كحامل للهيدروجين بالاعتماد علي تكنولوجيا التقاط الكربون وتخزينه   .

وأوضحت الدراسة أنه تم التقييم لإمكانية تطبيق تكنولوجيا التقاط جزء أو كامل انبعاثات الكربون بشركتي موبكو وأبو قير للأسمدة لنقلها لحقول انتاج البترول والغاز القديمة بهدف تخزينه والاستفادة من تحويل فائض انتاج الامونيا الرمادى المنتجة بالشركتين إلى أمونيا زرقاء.

توصيات يابانبة 

وأوصت الدراسة بأهمية إنشاء خط جديد بإحدى الشركتين لإنتاج الامونيا لدراسته خلال مرحلة دراسة الجدوى التفصيلية، كما أوصت بضرورة زيادة القدرة التنافسية لمنتج الأمونيا الزرقاء وذلك من خلال رفع القدرة الإنتاجية للخط الجديد.

واكد الملا في ختام المباحثات أهمية إجراء المزيد من الدراسات خلال الفترة المقبلة للوقوف على جدوي المشروع جيدا و توفير سبل نجاحه.

يُشار الي أن الأمونيا الزرقاء هي أحد أهم الحلول الجديدة لتوفير طاقة منخفضة الكربون علاوة علي كونها حلا جزئيا لمواجهة التحديات العالمية لزيادة الطلب على الطاقة، كما تستخدم كمصدر لتوليد الكهرباء منخفضة الكربون بما يعد دفعة كبيرة علي طريق التحول التدريجى للطاقة من خلال إتاحة مصادر منخفضة الكربون تعتمد على الهيدروجين.

حضر اللقاء المحاسب هشام نورالدين رئيس الإدارة المركزية لمكتب الوزير وعددا من مسؤولي الشركة اليابانية وشارك فيه عبر الفيديوكونفرانس الدكتور مجدي جلال رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية " ايجاس " ونائبه للطاقة الخضراء الدكتور سمير القرعيش و الكيميائي سعد هلال رئيس الشركة القابضة للبتروكيماويات و المهندس احمد الخليفة وكيل الوزارة للمشروعات والمهندس علاء حجر وكيل الوزارة للمكتب الفني .