لست شيطانًا ولا ملاكًا.. قصة مرسيدس الخنزيرة مع نور الشريف| صور

لكل نهاية بداية جديدة، تلك هي الحكمة المستفادة من قصة رائعة فيلم "لست شيطانًا ولا ملاكًا"، وهذا هو المعتاد والمنتظر دائمًا من أعمال العبقري الراحل نور الشريف، ليست بمجرد مشاهد تمثيلية تستمتع بأدائه السلس خلالها لطالما كمُن داخلها الكثير من العبر والعظات التي تساهم في بناء الإنسان الحقيقي، وهذا أيضًا ما كمن خلف تسمية الفيلم باسم "لست شيطانًا ولا ملاكًا".

فقد دارت أحداث فيلم "لسن شيطانًا ولا ملاكًا" حول جزء محوري في حياة الانسان، وهو تغيير مبادئه والتخلي عنها مقابل المال، وهو ما حدث مع الشاب المكافح أحمد حسين الذي جسد شخصيته الفنان الراحل نور الشريف، وخطيبته كوثر "سهير رمزي" التي تركته وتخلت عن قصة حبهما مقابل الثراء بزواجها من رجل الأعمال شميس "علي الشريف"، والذي اشتهر عنه سوء أخلاقه وهذا ما أدى إلى مصرعه على يد زوج عشيقته، لتصبح كوثر في حاجة مرة اخرى إلى مساعدة أحمد لها والذي لم يوقف حياته على غدر حبيبته به، ولكنه جعل من قصته هذه درسًا لحياته ودافع قوي لتقدمه وإصراره للارتقاء بمعيشته واكمال دراسته للهندسة واعتلائه لمناصب هامة.

ولأن فيلم "لست شيطانًا ولا ملاكًا" كان قد تم تصويره في العام الأخير لسبعينيات القرن الماضي، فبالطبع كان يجب أن تظهر به واحدة من أهم أيقونات صناعة السيارات في حقبتي الستينيات والسبعينيات، والتي أخذت شهرة كبيرة في الشوارع المصرية ذلك الوقت وهي السيارة MERCEDES BENZ W115، والتي لم يقتنيها حينها سوء الأثرياء وكبار رجال الدولة.

من المتعارف عليه أن المصريين يتسمون بخفة ظل متناهية وإطلاقهم الكثير من النكات والألقاب الغريبة على كل ما يجري في حياتهم، وكان أشهر عاداتهم هذه الأسماء الغريبة التي يميزون بها السيارات عن بعضها، وكان أشهرها لقب السيارة الـ"خنزيرة" الذي أطلق على الطراز MERCEDES BENZ W115، صاحبة الظهور المميز في فيلم "لست شيطانًا ولا ملاكً".

بحلول العام 1968 أرادت الشركة الألمانية مرسيدس بنز MERCEDES BENZ ببدء خط إنتاج جديد لطراز فريد من نوعه، مختلف كل الاختلاف عن إصداراتها السابقة، بشكل مميز وغريب فقامت بالاستعانة بالصمم الفرنسي العبقري بول براك PAUL BRACQ، وقام بالتصميم الكلاسيكي الانيق W115، والذي صممت مقدمته بمصابيح إضاءة مستطيلة الشكل يجعل مقدمتها هزه تشبه وجه "الخنزير"، وهذا ما جعل المصريين يطلقون عليها لقب السيارة الـ"خنزيرة".

احتلت السيارة MERCEDES BENZ W115 قائمة الأكثر مبيعًا خلال منافستها في السوق العالمية للسيارات، وظلت متربعة على عرش إصدارات الشركة الألمانية حتى وقتنا هذا خاصة في الشوارع المصرية رُغم توقف خط إنتاجها في العام 1976، لذا فهي تنافس بشراسة في السوق المصرية المستعملة بسعر يتراوح من 20 ألف جنيه وحتى 100 ألف جنيه وذلك وفقًا لحالة السيارة وسنة إنتاجها.

وكانت قد صُنعت السيارة MERCEDES BENZ W115 بعدة إصدارات بمحركات مختلفة، منها ذات الست أسطوانات، وذات الأربع أسطوانات وفي الغالب كان هذا هو الخط الأوفر بالنسبة لمصر، فقد استمد الإصدار ذو الـ 4 أسطوانات قوته من محركين مختلفين في السعة الداخلية، فالأول تبلغ سعته 2000 سي سي يولد قوة قدرها 94 حصانًا، والآخر يأتي بسعة 2300 سي سي بقوة 110 حصان، وكلا المحركين يُطلق عليهما هنا في مصر لقب "الماكينة البيضاء".

يُذكر أنه كان قد شارك الفنان الراحل نور الشريف بطولة فيلم لست شيطانًا ولا ملاكًا، مجموعة من كبار نجوم الفن يأتي من بينهم "سهير رمزي، هدى رمزي، وحيد سيف، علي الشريف، هانم محمد، أحمد سلامة، محمد توفيق، إنعام سالوسة، صلاح نظمي، إحسان شريف، زين العشماوي، سهير زكي"، ومن تأليف وسيناريو وحوار سمير عبد العظيم، و إخراج هنري بركات، وتم عرض هذا الفيلم لأول مرة بدور العرض السينمائية في 28 يناير من العام 1980.