الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تجدد الاشتباكات بين تيجراي والحكومة.. الاتهامات تتجه لـ أبي أحمد المتسبب بصراعات إثيوبيا الداخلية

تجدد الاشتباكات بين
تجدد الاشتباكات بين الحكومة الإثيوبية وقوات تيجراي

أعلن المتحدث باسم قوات إقليم تيجراي، أمس الأربعاء، وقوع اشتباكات بين قوات من منطقة تيجراي، شمالي إثيوبيا، وقوات الحكومة المركزية في محيط بلدة كوبو، على الرغم من توقيع الهدنة في نهاية مارس الماضي، مؤكدا أن المواجهات بين "قوات تيجراي" وقوات الحكومة المركزية تجددت على حدود الإقليم الشمالية. 

تجدد الاشتباكات بين تيجراي وآبي أحمد

أعلن المتحدث باسم قوات إقليم تيجراي، عن وقوع اشتباكات بين قوات من منطقة تيجراي، شمالي إثيوبيا، وقوات الحكومة المركزية في محيط بلدة كوبو، على الرغم من توقيع الهدنة في نهاية مارس الماضي، فيما أفاد تلفزيون تيجراي، الذي يسيطر عليه الإقليم، بأنّ "القوات الإثيوبية إلى جانب قوات أمهرة الخاصة، وميليشيات من أمهرة شنّت هجوماً واسع النطاق في نحو الساعة الخامسة صباحاً".

وأكد شهود عيان أن اليومين الماضيين شهدا تحركات كبيرة إلى المنطقة من جانب قوات "فانو" المحلية، وجنود الجيش الإثيوبي، والقوات الخاصة من منطقة أمهرة المجاورة.

وقالت القيادة العسكرية لـ"جبهة تيجراي" في بيان: "بعد أن أمضى العدو 5 أيام في إعادة تمركز القوات على الجبهة الجنوبية، بدأت الفرق الميكانيكية الثانية والسادسة والثامنة هجوماً واسعاً الساعة الخامسة صباح  اليوم".

تبادل الاتهامات بين تيجراي والحكومة

وأضاف البيان: "تود القيادة العسكرية لجبهة تحرير تيجراي أن توضح أنه إذا لم يقم العدو بوقف الهجوم، الذي بدأه بناءً على خطة هجومية معروفة مسبقاً، فإنّ جيش تيجراي جاهز تماماً لصدّ هذا الهجوم، والانتقال إلى هجوم مضاد لتحرير أراضي تيجراي المحتلة ذات السيادة، وإعادة النازحين إلى ديارهم".

في المقابل، ذكرت الحكومة الإثيوبية في بيان، أنّ الجبهة بدأت الأعمال القتالية، رغم إطلاق الحكومة سراح سجناء بارزين كانوا من قادة الجبهة في إطار جهودها المستمرة من أجل السلام.

وقبل أيام، دعت الحكومة الإثيوبية، إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع  "المتمردين" في تيجراي، حتّى تتمكن من إعادة الخدمات الأساسية التي حرمتها المنطقة، وأعلنت إرسال "مقترح سلام" إلى الاتحاد الأفريقي.

أبي أحمد يصنع الصراعات بالإقليم

من جانبه، قال الدكتور نور ندى،  أستاذ  علم الإدارة بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية ومتخصص فى الشأن الأفريقى، فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، إن التركيبة الاجتماعية لإثيوبيا تتكون من عدة اتجاهات اجتماعية واثنية ودينية وطائفية، مختلفة ومتصارعة في نفس الوقت، والضمانة الوحيدة لتماسك النسيج الاجتماعي دائما تأتى من التوازن الإقليمي والدولي.

وأضاف المتخصص فى الشأن الأفريقي، أن سياسات أبى أحمد واتجاهه السياسي تصنع صراعات فى المحيط الإقليمى، فهو ينتهج سياسة شيفونية وأحادية من شأنها أن تزكى خلافات مع المحيط الإقليمى والدولى، والتى ستنعكس حتما على صراعات الداخل الإثيوبى بين مكونات نسيجه الاجتماعي المتنافرة والتى تمتلك امتدادات خارجية فى محيطها الإقليمى.

وأوضح ندى أن الضمانة الوحيدة لاستقرار إثيوبيا هي إقامة علاقات متوازنة يسودها الحوار وحسن التفاهم وهو ما ترفضه حكومة أبى أحمد، ولذلك سوف تستمر إثيوبيا فى دائرة الصراعات إلى أن تحل إشكالية أبي أحمد وما يمثله من تيار سياسى إثيوبى، لافتاً إلى أن أبى أحمد يمثل أقلية عرقية ويمثل العنصرية، وليس شخصا تجمعيا ولا قوميا بل شخص عنصري عرقى، على حد وصفه.

وتابع: “لذلك اتخذ أبى أحمد سلاحه أو سياسته في إثارة الصراعات مع المحيط لأنها الضمان الوحيد الذي يستطيع أن يجمع الشعب الإثيوبى حوله من الداخل”.

محادثات بين الحكومة وتيجراي

 وفي وقت سابق من شهر أغسطس الجاري، قالت الحكومة إنها تريد عقد محادثات "من دون شروط مسبقة"، فيما اشترطت حكومة تيجراي إعادة الخدمات إلى المدنيين أولاً، وفي يونيو الماضي، شَكلت حكومة أبي أحمد لجنة لمفاوضة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.

ويشكل القتال ضربة كبيرة لمحاولة بدء محادثات سلام بين حكومة رئيس مجلس الوزراء أبي أحمد، و"الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي"، التي تسيطر على الإقليم.

وتوقف القتال في تيجراي منذ الهدنة التي قرّرها طرفا النزاع في نهاية مارس، لكن لم يُتوصّل إلى اتفاق رسميّ لوقف إطلاق النار.

وبدأت الحرب في إقليم تيجراي في نوفمبر 2020، وامتدت إلى منطقتي عفار وأمهرة المجاورتين قبل عام.

وتسبب النزاع بأزمة إنسانية خطرة في شمالي إثيوبيا، حيث يحتاج أكثر من 9 ملايين شخص إلى مساعدة إنسانية، بحسب برنامج الأغذية العالمي.

يذكر أن برنامج الأغذية العالمي ذكر في تقريره، الأسبوع الماضي، أنه منذ الأول أبريل الماضي، دخلت تيجراي 20 في المائة فقط من الوقود اللازم لتوزيع الإمدادات الإنسانية.

الأمم المتحدة قالت بدورها إنّ ما يقارب 90% من سكان المنطقة بحاجة إلى مساعدات، محذّرةً من أنّ معدلات سوء التغذية ارتفعت بشكل كبير، ومن المتوقع أن يزداد الوضع سوءاً حتى موسم الحصاد في أكتوبر المقبل.