الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بناء الجمهورية الجديدة.. صناعة السفن ثروة مصرية اختفت وأعادها السيسي للحياة

أرشيفية
أرشيفية

في إطار خطة القيادة السياسية نحو التقدم والازدهار وتحقيق التنمية الشاملة على كافة الأصعدة المصرية ، لبناء الجمهورية الجديدة التي سعى إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه المسئولية، وجه بضرورة توطين صناعة السفن والمراكب لتستخدم محلياً لصالح فئات الصيادين في البحيرات المصرية التي تم تطويرها مثل بحيرة المنزلة وغيرها، وذلك كبديل للقوارب الخشبية البدائية المستخدمة حالياً، على أن تكون مزودة بالآلات الحديثة والمبردات لتخزين الأسماك، دعماً للصيادين ولقدرتهم على مضاعفة الإنتاج من الصيد.

وبجانب وضع استراتيجية لتنشيط حركة سياحة اليخوت وتطوير الموانئ الخاصة بها، وتدعيمها بكافة اللوجستيات والخدمات اللازمة لتعزيز قدرات مصر كممر لاستقبال وعبور لليخوت نظراً لموقعها المتميز على البحرين الأحمر والمتوسط، خاصةً خدمات التزود بالوقود والكهرباء والمياه، والصيانة السريعة، وخدمات انتظار اليخوت وتخزينها لفترة طويلة.

ازدهار صناعة السفن

وفي هذا الصدد، قال اللواء بحرى أركان حرب أحمد محمد الصادق، رئيس هيئة موانئ بورسعيد الأسبق، إنه خلال فترة الستينات كانت صناعة السفن والمراكب تشهد ازدهاراً، حيث كانت الدولة توليها اهتماما كبيراً، ثم تقلصت تلك الصناعة بتدهور البحيرات بجانب التكلفة العالية لمواد التصنيع.

وأضاف الصادق لـ "صدى البلد"، أنه بجانب عدم التمويل للصناع في تلك الأعمال الخاصة بصناعة السفن ومراكب الصيد، ثم تحولت الصناعة إلى الترسانات البحرية لتصنع سفن صيد بأحجام كبيرة للصيد في أعالي البحار.

وتابع: "تدهورت تلك الصناعة مرة أخرى بسبب فشل الإدارة، بالرغم من وجود مصر في موقع متميز يحيط بها البحر الأبيض شمالا والبحر الأحمر شرقاً ، وسواحل تبلغ طولها أكثر من 2000 كيلو متر إلا أن ما نحصل عليه من ثروة سمكية لا يتناسب مع تلك السواحل"، موضحاً أن البحيرات عانت من عدم القيام بأعمال الصيانة والتكريك، وبالتالي بدأت صناعة السفن في الاضمحلال.

وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأ بإعطاء توجيهات بأن تعود البحيرات إلى سابق عهدها، حيث ذكر نصاً " كما يقول الكتاب " كما ذكر سيادته خلال أحد خطابته. 

مشاكل عمال صناع السفن

ولفت الصادق إلى أنه توجد ورش صناعة للسفن في رشيد والبحيرة والأنفوشى وعزبة البرج والبرلس، وبورسعيد، السويس، تلك الورش يعمل بها أفراد يقومون بالتصنيع بخامات محلية، ولكن انخفض إنتاج تلك الورش بعد فترة الستينات بنسبة تتراوح من 80 إلى 90%.

وأضاف أنه أصبح هناك بارقة أمل لإحياء هذه الصناعة للصيادين عقب اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس لإحياء تلك الصناعة، منوهاً بأنه يجب الوضع في الاعتبار أن هناك مشاكل يعانى منها أصحاب تلك المهنة المكلفة.

وتابع أن هناك سفن صيج خشبية مصنوعة من الخشب ، وأخرى من الصاج والمعادن، مشيراً إلى أن تلك السفن تحتاج إلى ماكينات درفنة صاج السفن وماكينات بقدرات ومواصفات معينة طبقاً لأحجام سفن الصيد ، بالإضافة إلى مهندسين متخصصين يقومون بتصميمات السفن. 

وأكمل: "كما نحتاج إلى المبردات والثلاجات الخاصة بحفظ الأسماك ، بجانب ماكينات وأعمدة الرفاص وجميعها يتم استيرادها من الخارج".

مقترحات لحل مشكلة بناء السفن

ونصح رئيس هيئة موانئ بورسعيد الأسبق بضرورة تدخل وزارة المالية للإعفاءات الجمركية لتسهيل دخول الماكينات ومشتملاتها، بجانب شباك الصيد التي تصنع محلياً وتحتاج إلى نوع معين من الخيوط، مستطرداً بجانب كل ما سبق هناك أيضاً زيادة في أسعار الأخشاب والصاج والحديد.

وقدم الصادق مقترحاً بضرورة الاستماع إلى أصحاب المشكلات في المحافظات التي تم ذكرها والانتباه إلى الأطنان المكدسة في  بحيرة ناصر الواقعة  خلف السد العالي، ونحتاج إلى سفن صيد على أن يتم نقل الحصيلة الحصيلة اليومية بالقطارات المحملة بثلاجات التبريد لتوصيلها إلى الأسواق.

الإمكانيات المصرية لصناعة السفن 

وفى سياق متصل أكد اللواء بحرى متقاعد إيهاب طلعت البنان، مستشار رئيس هيئة قناة السويس، ورئيس مجلس إدارة شركة كلاركسون للنقل البحري، أنه لا توجد دولة في العالم لديها القدرة على التصنيع الكامل، ولابد أن يحدث تكامل بين الدول، مشيراً إلى أن المواد الخام الداخلة في صناعة السفن والمراكب هي الحديد، ونحن دولة تستورد الحديد، بجانب الأجهزة الإلكترونية والكهربائية والديازل وجميع تلك المواد نقوم باستيرادها.

وتابع البنان لـ "صدى البلد": نحن لدينا العمالة المهارة والترسانات المجهزة التجهيز الأمثل لهذه الصناعة، في جميع أنحاء مصر، موضحاً أن حجم الاستثمار في صناعة السفن كبير، ولكن لابد له من تسويق جيد، خاصة في ظل وجود منافسة عالمية.

وطالب البنان بضرورة وجود أسطول تجارى بحرى مصري يليق بمصر، لافتاً إلى أن معظم  منتجاتنا يتم نقلها على أسطول أجنبي.

وأوضح أن مصر كانت تمتلك 170 سفينة تابعة للشركة المصرية للملاحة، وأصبح العدد الآن لا يتعدى العشرات، مشيداً بالاستراتيجية التي تبناه الرئيس عبدالفتاح السيسي نحو توطين تلك الصناعة وبناء أسطول تجارى مصري يحمل العلم المصري يليق بمصر ومكانتها، ينقل احتياجات مصر بالكامل.

جميع الإمكانيات متوفرة في مصر

من جانيه، قال لواء بحرى أركان حرب حسين جميل الهرميل، رئيس شركة القاهرة للعبارات والنقل البحري السابق، إن مصر تطل على بحرين الأحمر والمتوسط وبينهما قناة السويس، بجانب امتلاك مصر 9 بحيرات طبيعية وبحيرة السد العالي والبحيرة الصناعية، ونحن نستطيع بناء أنواع مختلفة من السفن وتشكيل أسطول بحرى مصري.

وأضاف جميل لـ "صدى البلد"، أن جميع المواد الخام يمكن تصنيعها داخل مصر ما عدا قلة بعض الأجهزة الإلكترونية التي يمكن جلبها من الخارج.

وأشار إلى ضرورة وجود مجموعة من البحريين ذوى الخبرة لديهم التزام للعمل والانضباط ويهتمون بـ kbr و هو مستوى أداء الفرد ملم بجميع التعليمات الدولية الخاصة ببناء السفن والمراكب، على ان تكون تلك الصناعة تحت إشراف هيئة مصرية تشكل من ذوى الخبرة من المهندسين البحريين

ولفت جميل إلى وجود 80 ألف باسبور بحرى وقليلاً منهم من يعمل يمكن استغلالهم، منوهاً لضرورة وجود أسطول مصري يعمل به خريجي المجال البحري، بجانب الإدارة الرشيدة للأسطول لأنه يعد جزء مهم من الاقتصاد الأزرق، متابعا: "فلا يعقل أن الا تشتغل مصر بهذا الاقتصاد ونحن نمتلك كل مقومات النجاح ونطل على بحرين".

ولفت رئيس شركة القاهرة للعبارات والنقل البحري السابق، إلى أن مصر تدفع 25 مليار دولار في التداول البحري، وآن الأوان الآن أن تمتلك مصر أسطولاً مصرياً يليق بحجمها يحمل شعار الجمهورية أو يحمل اسم توت عنخ أمون ، بجانب تطوير الموانئ بما يناسب تشغيل الاسطول ونقل الضائع في أسرع زمن ممكن، مؤكداً أن جميع الخامات من حديد ونحاس وأخشاب متوفر لدينا، والعمالة الماهرة أيضاً.

اجتماع الرئيس السيسي اليوم

واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ، أمس مع الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة   السويس.

وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع تناول "متابعة مشروعات ونشاط هيئة قناة السويس، حيث اطلع الرئيس السيسي على معدلات حركة الملاحة بقناة السويس خلال العام ٢٠٢١ / ٢٠٢٢.

وأكد الفريق أسامة ربيع، أن حفر قناة السويس الجديدة، والتطوير المستمر للقناة ورفع كفاءتها، عزز من قدرات القناة كمحور عالمي للتجارة، ودعم الاقتصاد الوطني للدولة، حيث حققت القناة ارقام ومعدلات قياسية غير مسبوقة في تاريخها من حيث الايراد السنوي الذي بلغ حوالى ٧ مليارات دولار، واعلى معدل عبور للسفن، وأعلى حمولة صافية بلغت قرابة ١،٣٢ مليار طن، فضلاً عن النجاح فى استقبال الجيل الجديد من سفن الحاويات العملاقة ذات الطاقة الاستيعابية والحمولة الضخمة.  

كما عرض رئيس هيئة قناة السويس ، محاور تطوير القطاع الجنوبي للمجرى الملاحي للقناة، وذلك في إطار الجهود المنتظمة في رفع كفاءة البنية التحتية لقناة السويس بهدف زيادة وتحسين حركة الملاحة والتجارة الدولية العابرة لها.

كما استعرض الفريق أسامة ربيع استراتيجية هيئة قناة السويس لتنشيط حركة سياحة اليخوت وتطوير الموانئ الخاصة بها، وتدعيمها بكافة اللوجستيات والخدمات اللازمة لتعزيز قدرات مصر كممر لاستقبال وعبور لليخوت نظراً لموقعها المتميز على البحرين الأحمر والمتوسط، خاصةً خدمات التزود بالوقود والكهرباء والمياه، والصيانة السريعة، وخدمات انتظار اليخوت وتخزينها لفترة طويلة.

وأضاف المتحدث الرسمي ، أن الاجتماع شهد عرض جهود هيئة قناة السويس لتوطين صناعة سفن ومراكب الصيد، حيث وجه الرئيس بتطوير تلك الجهود لإنتاج مراكب صيد تستخدم محلياً لصالح فئات الصيادين في البحيرات المصرية التي تم تطويرها مثل بحيرة المنزلة وغيرها، وذلك كبديل للقوارب الخشبية البدائية المستخدمة حالياً، على أن تكون مزودة بالآلات الحديثة والمبردات لتخزين الأسماك، وذلك دعماً للصيادين ولقدرتهم على مضاعفة الإنتاج من الصيد.