الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

20 مليون دولار استثمارات.. مصر تدخل صناعة الإلكترونيات وتتحول لمركز عالمي قريبا

صناعة الإلكترونيات
صناعة الإلكترونيات

سعت مصر لوضع رؤية متكاملة حول دعم وتعزيز كافة العوامل التي تقوم عليها صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تشمل تلك الرؤية  تنمية الموارد البشرية وتأهيل الشباب للعمل فى القطاع، وكذلك جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتنمية التجارة الإلكترونية، نشر البرامج وتصميم وصناعة الإلكترونيات.

صناعة الإلكترونيات فى مصر

وتمثلت جهود مصر للدخول في مجال تصنيع  الإلكترونيات كأحد أكبر دعائم نمو الاقتصاد المصري، توقيع العديد من الاتفاقيات مع كبري الشركات الرائدة فى مجال الإلكترونيات، حيث شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، مراسم التوقيع على مذكرة تفاهم بين "هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات" "إيتيدا"، وشركة "أوبو OPPO" الصينية للإلكترونيات؛ بمقتضاها تُنشئ الأخيرة مصنعا للهاتف المحمول في مصر، بطاقة إنتاجية 4,5 مليون وحدة سنوياً، باستثمارات نحو 20 مليون دولار.

وعلى هامش توقيع مذكرة التفاهم، قال الدكتور عمرو طلعت إن التوقيع يأتي في إطار المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، "مصر تصنع الإلكترونيات" بهدف النهوض بصناعة الإلكترونيات كأحد أكبر دعائم نمو الاقتصاد المصري، من خلال المساهمة في زيادة أو مضاعفة الصادرات المصرية، والسعي لتقليل واردات الأجهزة الإلكترونية للسوق المحلية، وخلق فرص عمل لمئات الآلاف من المهندسين والفنيين.

وأكد الوزير أن الوزارة بالتنسيق مع "إيتيدا" والجهات المعنية الأخرى ستبذل قصارى جهدها من أجل تسريع إجراءات إنشاء المصنع الجديد، الذي يأتي في توقيت مهم للغاية تسعى الحكومة خلاله لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في جميع القطاعات.

وقال ممثل شركة "أوبو" إنه وفقا لمذكرة التفاهم، سيتم استثمار نحو 20 مليون دولار بشكل مبدئي لإقامة المصنع الجديد، بطاقة إنتاجية 4.5 مليون وحدة سنوياً، مع ضخ مزيد من الاستثمارات حسب تقديرات السوق، وستسهم هذه الاستثمارات الأولية في توفير فرص عمل تقدر بـ 900 فرصة عمل خلال فترة الـ 3-5 سنوات المقبلة.

هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)

من أجل تكثيف الجهود فى مجال تصنيع الالكترونيات قامت مصر بتأسيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) في مصر بموجب القانون رقم 15 لعام 2004 كذراع تنفيذي لتكنولوجيا المعلومات لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وتسعى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى تعزيز قدرة مصر التنافسية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مستوى العالم من خلال تطوير صناعة خدمات التعهيد، وزيادة صادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات، وجذب الاستثمار الأجنبي، ومن ثم تعزيز نمو القطاع وخلق فرص عمل جديدة، وذلك على النحو التالى:

تعمل الحكومة المصرية على زيادة الإيرادات السنوية من صادرات خدمات التعهيد والملكية الفكرية، وكذلك جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية من خلال التسويق والترويج لأنشطة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصرية وصادراتها، والمشاركة في المعارض الإقليمية والدولية، وتنظيم البعثات التجارية.

الصناعات الإلكترونية فى مصر

بدأت مصر فى مجال صناعة الإلكترونيات خلال الخمسينيات من القرن الماضي ومرت بمراحل مختلفة، ففى البداية أنتجت شركة "فيليبس" الراديو الترانزستور وتلا ذلك انتاج التلفزيونات الأبيض والأسود، ثم أسست شركة بنها للإلكترونيات والعربية للراديو الترانزستور وكانت تلك الصناعة فى ذلك الوقت مقصورة على التجميع فقط حيث كان يتم استيراد الأجزاء والمكونات من الخارج وتجميعها محلياً.

وشهدت صناعة الإلكترونيات تطورا فى السبعينيات عندما دخلت المصانع الحربية فى مجال الإنتاج وهو ما صاحبه ظهور التلفزيونات الألوان، وحالياً تعمل الدولة على اجتذاب الشركات العاملة فى مجال الإلكترونيات على المستوى العالمى لتأسيس فروع لها  فى مصر.

استراتيجية صناعة الإلكترونيات فى مصر

ولتفعيل تصنيع الإلكترونيات فى مصر أطلقت الحكومة الاستراتيجية القومية لصناعة الإلكترونيات وذلك باعتبارها أحد أهم محاور خطة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات، وقد اشترك في وضع هذه الخطة الهيئة العربية للتصنيع وشركة بنها للإلكترونيات وشركة العربي كما اشتركت في الدراسة الشركات العالمية مثل إنتل و إل جي وفاليو ومينتور جرافيكس بالإضافة الى عدد من الشركات الناشئة فى مجال تصميم الدوائر المتكاملة. استنادا الى الرؤية الاستراتيجية التى تبين أن هذه الصناعة ستساهم بقدر كبير فى النمو الاقتصادى لمصر خلال 20 عاماً.

وتهدف خطة مصر نحو تعزيز صناعة الالكترونيات فى مصر ثلاثة محاور رئيسية وهي خدمات  تصنيع الإلكترونيات وصناعة النظم وصناعة تصميم وتطوير الدوائر المتكاملة، وتستهدف الخطة توفير 30 ألف فرصة عمل إضافية في مجال خدمات  التصنيع حتى عام 2020 ودعم إنشاء 50 شركة في مجال تصميم النظم والنظم الكهروميكانيكية الدقيقة "MEMS"  والدوائر المتكاملة، ومع حلول عام 2030 سيمكن توفير 300 ألف فرصة عمل.

كما تضمنت استراتيجية صناعة الإلكترونيات إطار خاص بالعامل البشرى بما يخدم محاور الاستراتيجية الثلاثة: خدمات  تصنيع الإلكترونيات وصناعة النظم وصناعة تصميم وتطوير الدوائر المتكاملة، حيث يتضمن الاطار حزم برامج وأنشطة مختلفة تخدم كل من البنية التحتية، برامج تدريب احترافية، حزم تحفيزية لدعم الابداع والابتكار، برامج دراسات عليا وبحث وتطوير مع المؤسسات العالمية، يستهدف شرائح طلبة وخريجى الجامعات المصرية والمعاهد العليا، العاملين فى الشركات العاملة بالمجال، وكذلك التعليم ما قبل الجامعى .

مصر تصنع الإلكترونيات.. تلك هى المبادرة التى تم إطلاقها تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي  وذلك بهدف مصر مركزاً ومصنعاً إقليمياً وعالمياً للسوق الأفريقية والعربية والأوربية لتصميم وتصنيع الإلكترونيات المتطورة قبل نهاية عام 2030، والاستفادة من صناعة الإلكترونيات كأحد أكبر الدعائم لنمو الاقتصاد المصري، وبما يوفر مئات الآلاف من فرص العمل .

يتم تنفيذ المبادرة على 3 مراحل: المرحلة الأولى (2018-2021)، والمرحلة الثانية (2021 - 2025)، والمرحلة الثالثة (2025 - 2030)، من خلال هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، عن طريق فريق من الكوادر القيادية ذات الخبرة الكبيرة في الإدارة وتكنولوجيا صناعة الإلكترونيات، بالإضافة إلى تعاون ودعم الشركاء الاستراتيجيين لهذا المشروع القومي من الوزارات والهيئات المعنية وجامعات ومراكز البحوث ومراكز التدريب .

وتعاقدت الحكومة مع أكبر المصنعين في العالم لتصنيع أجهزة الهواتف النقالة والحواسب اللوحية وأجهزة الاتصال بالإنترنت بالإضافة إلى كابلات الألياف الضوئية لتقوم بالتصنيع في المناطق التكنولوجية الجديدة في كل من برج العرب وأسيوط، بالإضافة إلى شركة عالمية لتصنيع خوادم الحاسبات وخاصة تلك المستخدمة في مراكز البيانات العملاقة.

أول حاضنة تكنولوجية متخصصة في صناعة الإلكترونيات

يُعد معهد بحوث الإلكترونيات أكبر مركز بحثي مصري في مجال هندسة الالكترونيات، حيث يضم ما يقرب من 300 باحث في كافة المجالات التخصصية من فروع الإلكترونيات المختلفة، كما يمتلك العديد من المعامل والمختبرات المجهزة بأحدث التكنولوجيا وأدوات القياس المتطورة، بالإضافة إلي معامل مركزية كمعمل النانو تكنولوجي والحوسبة السحابية، ويشرف المعهد على الحاضنة التكنولوجيا "طريق" بدعم وتمويل من البرنامج القومي للحاضنات التكنولوجية "انطلاق" بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا .

وتعد "طريق" أول حاضنة تكنولوجية قومية متخصصة في صناعة الإلكترونيات لدعم أصحاب الابتكارات والمشاريع الناشئة في مختلف مجالات الإلكترونيات وتطبيقاتها، وتستهدف أصحاب الابتكارات والمشاريع الناشئة في مختلف مجالات الإلكترونيات وتطبيقاتها مع التركيز على المشاريع ذات الأهمية الاستراتيجية والعائد المباشر على الاقتصاد القومي مثل الطاقة الجديدة والمتجددة والمستشعرات الذكية وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات وطرح بدائل محلية لصناعات مستوردة .