الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبيل ساعات من انتهاء مهلة الـ48 ساعة: السيسي "الجنرال الحديدي" في مواجهة مع إخوان الـ80 عاما


المتظاهرون يستنجدون بالجيش: "انزل يا سيسي مرسي مش رئيسي"
وزير الدفاع يطمئن الشعب عبر المروحيات التي تحلق بالميادين
القائد العام للقوات المسلحة يحذر: "حققوا مطالب الشعب خلال 48 ساعة وإلا"

يعتبر الكثير من المصريين الفريق أول عبد الفتاح السياسي، منقذ "مصر"، في الوقت الحالي ويعولون عليه للتخلص من حكم الإخوان وأطلق المتظاهرون على السيسي لقب "الجنرال الحديدي" .
ولم يتحدث السيسي شخصياً إلى المتظاهرين المتواجدين في الميادين منذ ثلاثة أيام ولكنه خاطبهم بشكل غير مباشر عبر مروحيات عسكرية حلقت في سماء القاهرة.
وقام بإذاعة بيان للقيادة العامة للجيش حيث أمهل الرئيس محمد مرسي والقوى السياسية 48 ساعة "لتحقيق مطالب الشعب"، وهو الأمر الذي استقبله معارضو حكم الرئيس محمد مرسي بترحاب شديد مرددين هتافات: أنزل يا سيسي مرسي مش رئيسي، بكرة العصر السيسي هيحكم مصر".
وجاء نص البيان: "شهدت الساحة المصرية والعالم أجمع أمس مظاهرات وخروجاً لشعب مصر العظيم ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمى وحضارى غير مسبوق .
لقد رأى الجميع حركة الشعب المصرى وسمعوا صوته بأقصى درجات الاحترام والإهتمام.. ومن المحتم أن يتلقى الشعب رداً على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدراً من المسئولية فى هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن.
إن القوات المسلحة المصرية كطرف رئيسى فى معادلة المستقبل وانطلاقاً من مسئوليتها الوطنية والتاريخية فى حماية أمن وسلامة هذا الوطن تؤكد على الآتـــى

إن القوات المسلحة لن تكون طرفاً فى دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها فى الفكر الديمقراطى الأصيل النابع من إرادة الشعب .
إن الأمن القومى للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التى تشهدها البلاد وهو يلقى علينا بمسئوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر .
لقد استشعرت القوات المسلحة مبكراً خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصرى العظيم ... ولذلك فقد سبق أن حددت مهله أسبوعاً لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أى بادرة أو فعل.. وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذى أثار الإعجاب والتقدير والإهتمام على المستوى الداخلى والإقليمى والدولى .
إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيداّ من الإنقسام والتصارع الذى حذرنا ولا زلنا نحذر منه .
لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة التى تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أى شىء بخلاف إحتضان هذا الشعب الأبى الذى برهن على إستعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله .
إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميــع [48] ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر فى تحمل مسئولياتها .
وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها إستناداً لمسئوليتها الوطنية والتاريخية وإحتراماً لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والإتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذى كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة.. ودون إقصاء أو إستبعاد لأحد .
تحية تقدير وإعزاز إلى رجال القوات المسلحة المخلصين الأوفياء الذين كانوا ولا يزالوا متحملين مسئوليتهم الوطنية تجاه شعب مصر العظيم بكل عزيمة وإصرار وفخر وإعتزاز .
وكان السيسي قد بعث برسالة طمأنة إلى المصريين أثناء حضوره الندوة التثقيفية الخامسة التى نظمتها القوات المسلحة بمسرح الجلاء قبل اسبوع من تظاهرات الأحد 30 يونيو التي شارك فيها ملايين المتظاهرين لسحب الثقة من الرئيس رداً على تهديدات قيادات اسلامية بالتصدي بالقوة لتظاهرات 30 يونيو.
وجاء في نص كلمته: القوات المسلحة على وعى كامل بما يدور فى الشأن العام الداخلى دون المشاركة أو التدخل لأن القوات المسلحة تعمل بتجرد وحياد تام.. وولاء رجالها لمصر وشعبها العظيم.
القيادة العامة للقوات المسلحة الحالية منذ توليها المسئولية فى أغسطس الماضى أصرت أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسى وتفرغت لرفع الكفاءة القتالية لأفرادها ومعداتها.. وما تم من إنجازات فى هذا الشأن خلال الثمانى أشهر السابقة يمثل قفزة هائلة.
هناك حالة من الإنقسام داخل المجتمع وإستمرارها خطر على الدولة المصرية ولابد من التوافق بين الجميع ويخطئ من يعتقد أن هذه الحالة فى صالح المجتمع ولكنها تضر به وتهدد الأمن القومى المصرى.
يخطئ من يعتقد أننا فى معزل عن المخاطر التى تهدد الدولة المصرية ولن نظل صامتين أمام إنزلاق البلاد فى صراع يصعب السيطرة عليه.
وأؤكد أن علاقة الجيش والشعب علاقة أزلية ، وهى جزء من أدبيات القوات المسلحة تجاه شعب مصر.. ويخطئ من يعتقد بأنه بأى حال من الأحوال يستطيع الإلتفاف حول هذه العلاقة أو اختراقها.
إرادة الشعب المصرى هى التى تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة.. ونحن مسئولين مسئولية كاملة عن حمايتها ولا يمكن أن نسمح بالتعدى على إرادة الشعب.
ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين والموت أشرف لنا من أن يمس أحداً من شعب مصر فى وجود جيشه.
الإساءة المتكررة للجيش وقياداته ورموزه هى إساءة للوطنية المصرية والشعب المصرى بأكمله هو الوعاء الحاضن لجيشه ولن تقف القوات المسلحة صامته بعد الأن على أى إساءة قادمة تُوجه للجيش.. وأرجو أن يدرك الجميع مخاطر ذلك على الأمن القومى المصرى.
الجيش المصرى كتلة واحدة ، صلبة ومتماسكة، وعلى قلب رجل واحد، يثق فى قيادته وقدرتها.
القوات المسلحة تجنبت خلال الفترة السابقة الدخول فى المعترك السياسى، إلا أن مسئوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه شعبها تفرض عليها المتابعة الدقيقة وتأمل فى عدم إنزلاق مصر فى نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلى أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو إنهيار مؤسسات الدولة.
القوات المسلحة تدعو الجميع دون أى مزايدات حفاظاً على الشرعية، لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها ولدينا من الوقت "أسبوع" يمكن أن يتحقق خلاله الكثير.. وهى دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضرة ومستقبله.
ويذكر أن القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع والإنتاج الحربي منذ 12 أغسطس 2012م، هو أول وزير للدفاع عقب ثورة 25 يناير 2011م برئاسة الدكتور "هشام قنديل" رئيس الوزراء، وتحت قيادة رئيس الجمهورية "محمد مرسي".

ولد الفريق أول "عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي" يوم 19 نوفمبر 1954م في القاهرة، حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية 1977م، كما حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان 1987م، ومن كلية القادة والأركان البريطانية 1992م، بالإضافة إلى زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا 2003م، وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية 2006م، هو متزوج ولديه ثلاثة أولاد وبنت.
تدرج "عبد الفتاح السيسي" في عدد من المناصب العسكرية حيث عمل في سلاح المشاة، وتولي جميع الوظائف القيادية فكان رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، وقائد كتيبة مشاة ميكانيكي، وملحق دفاع بالمملكة العربية السعودية، وقائد لواء مشاة ميكانيكي، و رئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية، حتى أصبح قائد المنطقة الشمالية.
كما تولى "السيسي" منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وكان أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى أصدر الرئيس "محمد مرسي" في 12 أغسطس 2012م قرارًا بترقيته من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول وتعيينه وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي.
نال القائد العام للقوات المسلحة المصرية خلال مشواره العسكري العديد من الميداليات والأنواط حيث حصل على ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة 1998م، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية 2005م، ونوط الخدمة الممتازة 2007م، وميدالية 25 يناير 2012م، بالإضافة إلى نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولي 2012م.
"عبد الفتاح السيسي" هو أول من اعترف بأن أفراد القوات المسلحة يجرون ما يسمى بكشوف العذرية، والتي بررها بكونها تحمي الفتيات من الاغتصاب والجنود من الاتهام بالاغتصاب، كما قام بمهاجمة عنف الأمن في التعامل مع المتظاهرين مؤكداً ضرورة تغيير الأمن لثقافته في تعامله مع المواطنين وضرورة حماية المعتقلين وعدم تعرضهم للتعذيب.