الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسام بدراوي: أهم إصداراتي محاربة الفساد في التعليم وللمثقف دور في الحركة السياسية العالمية| حوار

صدى البلد

يغمرنا الحنين، ويداعبنا الشوق للبدايات؛ حيث الصبا وحب الحياة والميل إلى تحويل كل ما يمر بمخيلتنا إلى واقع، يتلهفنا الشوق وتغازلنا الليالي ويملأ الدفء قلوبنا، من هنا بدأ الطبيب والكاتب والمفكر السياسي والأكاديمي الدكتور حسام بدراوي، رحلته مع عالم الكتابة والأدب ينهل من علم وإرث من سبقوه من كبار الكتاب والمفكرين؛ ليقدم لنا عصارة علمه ومعرفته وما جاد به من أدب وفكر عبر السنين،  تحدثنا إليه عن رحلة البداية مع الكتابة وما يدور في خلده حول واقعنا الثقافي والأدبي مستقبلا .. وإلى نص الحوار .

 

كيف كانت بداياتك في مشروع الكتابة؟

يرد بلهفة وحنين، أنا أستاذ في كلية الطب والكتابة جزء من عملي، فالكتابة الفنية والأدبية هوايتي طوال حياتي كالرسم والموسيقى، لدي هوايات أمارسها وعندما أمارس هواية فإني اتعلمها واعرف أصولها، فلغتي العربية سليمة وساعدني ذلك في التعبير عن نفسي وتنوع إصداراتي وثراءها، أول كتاب ومن أهم إصداراتي كان حول محاربة الفساد في التعليم، وقبله كتب متعددة عن القيم الإنسانية وعن نشر الثقافة في مصر، وأكثر كتاب وزعت منه نسخا " التعليم الفرصة للإنقاذ" و "على مقهى الحالمون بالغد" وأخيرا حوارات مع شباب الجمهورية الجديدة ودعوة لتفكير ورومانسيات منسية ولدي كتابات في صحيفة "المصري اليوم"، حيث امتلك حوالي 250 مقالة مكتوبين أسبوعيا، وحصلت فيهم على نموذج إحسان عبد القدوس في مقالة "حوار على مقهى الشارع السياسي" ولإن إحسان من الذين تأثرت بيهم جعلت مقالاتي كلها على "مقهى الحالمون بالغد" و"5 الجمعية الأهلية" التي كونتها في منتصف التسعينات وتضم الشباب واسمها جمعية "الحالمون بالغد والعاملون لها" ومازالت موجودة حتى يومنا هذا.

بحماسة يواصل: فكرة الحوار مع الشباب الأصغر سنا، واستقبال أفكارهم ونقدهم والتعامل معهم هي فكرة الحوارات وخرج منها كتاب "على مقهى الحالمون بالغد" ونموذج الحوار هو نموذج أنا شغوف به لإني احب الحوار مع الجميع وخرج منه كتابات.

ماذا عن اهتمامك بالشباب المثقف ودعهم؟

 

يصمت قليلا ويجيب: أنا أرى أن مساعدة الشباب ومن لديها مواهب يجب أن تكون مؤسسية وليست فردية، فمن الممكن أن نساعد فرد ولا يقدم آثر فأنا أعمل في مؤسسة تسمى "التعليم أولا" وتلك المؤسسة عقدت اتفاقا وقدمت مشروعا اسمه "ابهار مصر" وهدفه اكتشاف المواهب والقدرات عند الشباب في الفن أو الغناء او التكنولوجيا أو غيرها، ولديها الآن أكثر من 80 موهبة ترعاها وذلك نظام مؤسسي لأننا نقدم لهم مدربين وأناس تقودهم لتنمي مواهبهم وتفتح لهم أبوابا للعمل أو دخول كليات فنية ولدي جمعية أخرى اسمها "تكاتف" وهي تبني مدارس للفقراء ونتابع التلاميذ وأولياء أمورهم ونقدم لهم تأمين صحي وظهر منها "مكتبة المستقبل" وتضم الأطفال وأهاليهم لاكتشاف مواهبهم ونقدم لهم حفلا سنويا على المسرح لإظهار مواهبهم، ولكن هذا لا يكفي؛ لأن مصر تمتلئ بالمواهب فالمواهب موجودة واكتشافها سهل ولكن رعايتها صعبة بسبب ضرورة استدامة تلك الرعاية

 

من رأيك هل للمثقف حاليا دور في الحركة السياسية في مصر؟

 

يجيب بصوت أجش: نعم للمثقف دور في الحركة السياسية في العالم والسياسي الذي لديه عمق ثقافي هو سياسي مدمر حتى لو كانت نيته طيبة، فالعمق الثقافي يمكن أن يأتي من الشخص كسياسي ومن الممكن أن يأتي من التحامك بالمثقفين والاستماع إليهم وتغذية القوى الناعمة في المجتمع، وكل زعيم في التاريخ نجح كان حوله مثقفون أو فنانون أو هو شخصيا لديه عمق ثقافي فالثقافة مهمة جدا والمثقفون لا يظهرون في الخط الأمامي ويجب أن يبحث عنهم الشخص العاقل، وهناك نوعية ثقافة أخرى وهي ثقافة التنوير وتتعلق بالناس التي تقرأ وتحارب الظلام والانغلاق وأحادية الفكر، وتقول أن العقل هو الأساس، وهو محوري في كتابي "الدعوة للتفكير"، فالناس يحكمون بأمرين في التاريخ وهما التخويف بالدين أو الإرهاب بالعنف، ولكن لا تبنى عليهما حضارة؛ لأن الحضارة تظهر من التفكير والقدرة على الاختلاف والفضول والابداع.

ما رؤيتك للمشهد الثقافي الحالي في مصر؟

 

بثقة عالية يقول: الثقافة يجب أن تبدأ من المدرسة والجامعة ويجب أن نشجع السينما والفن مرة أخرى لأن الذي صنع مصر في العالم العربي كان القوى الناعمة، فالأساس للوصول إلى الأخرين هو الإنتاج الفني، ودول الخليج تقوم بذلك حاليا، أما نحن فانخفضت قوتنا الناعمة تدريجيا عبر الزمن ويجب على الدولة أن تضع جهد للبنية التحتية للعمل الفني وتشجيعه

يعلو صوته قليلا ويقول: هناك جانب ثقافي آخر وهو جانب حضاري كالمتاحف، ومصر تقوم فيها بجهد كبير ومميز ونحن نقوم بذلك الجهد لأنفسنا؛ لأن السياح لا يستفيدون من ذلك إلا أقل القليل ومن المفترض أن تكون مصر هي أكبر دولة سياحية في العالم لأنها تملك أكثر من 60%من كنوز التاريخ والآثار.

يعتدل في نبرته ويشير: يتبقى الثقافة العامة للشعب طريقة الكلام والتعامل وشكله ويحتاج إلى تعاون بين التعليم والثقافة والإعلام وهناك مجهودات قدمت ثقافيا مثل بيت السناري وخلافه من قصور الثقافة ولكن لا توجد استدامة فالجهد يقام ولا يستدام، فالاستدامة هي أساس التنمية.

من كتابك المفضلين الذين تأثرت بهم وهل تفضل أدب الرواية ؟

 

يراوده الحنين ويقول: كنت قديما أفضل أدب الرواية وكنت قارئا ليوسف السباعي وإحسان عبد القدوس وغيرهم، ولكن الذي يجذبني أكثر الكتابة الفلسفية وأنا كنت قارئا لكل الفلاسفة في زمن من حياتي وحاليا الكتابة في الخيال العلمي واقرأ باللغتين العربية والإنجليزية في الفيزياء الكمية وأربطها بالروحانيات والفلسفة وأربطها بعملي كطبيب فخلق الإنسان ملئ بالفيزياء الكمية، فانا قارئ جيد متعدد المداخل واخذ منها وأطبقها وأناقشها مع الشباب وعائلتي.

حدثنا عن أعمالك القادمة؟

 

تلمع عيناه ويرد: بحوزتي عملين واحد منهما "الحالمون كمان وكمان" وسيتم نشره في معرض الكتاب القادم، وبه جزء خاص بي واتحدث فيه عن الذين تركوا أثرا في وجداني وهم سبعة أشخاص: الإمام علي بن ابي طالب - العقاد - خالد محمد خالد - ذكي نجيب محمود - إحسان عبد القدوس - جبران خليل جبران وطه حسين، وكلهم تحدثت عنهم في الكتاب وكيف أثروا عليً، وكيف صنعوني. وأنا لا أشعر ويزيد عليهم والدي أساس العدل في وجداني.

يواصل بتريث: الكتاب الآخر عن مستقبل التعليم في مصر وكل عشرة سنوات أصدر كتابا عن التعليم اتحدث فيه عن مستقبل التعليم وخاصة أن المستقبل في دورة الحضارة الآن عمره عامين فما أفكر فيه الآن أصبح من الممكن تحقيقه في وقت قصير جدا، وما كان يفكر فيه آباؤنا وأجدادنا نحن نعيش أكثر منه وأطفالنا أين سيعيشون واتحدث فيه عن الرقمنة والأنسنة وكلما.