الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مناجم الفحم تحصد أرواح العمال.. تركيا تفقد 41 شخصا والصين الأكثر تضررا

خوذة أحد الضحايا
خوذة أحد الضحايا

تعتبر أعمال استخراج الفحم من المناجم من أخطر المهام التي تهدد حياة العاملين بها، على الرغم من تطور أدوات العمل بالمناجم.

وكانت عملية الاستخراج من  المناجم مع ظهور هذه المهنة في أوائل القرن التاسع عشر، تتم بالعربات والخيول الصغيرة، وكان العمال بها يتعرضون لتأثيرات شديدة الخطورة وفي كثير من الأحيان تنتهي حياتهم بسبب الغازات السامة والانفجارات أو بسبب سقوط المناجم عليهم.

ووصولا إلى العصر الحديث - فبالرغم من تطور الالآت والمعدات المستخدمة لا تزال مهنة العمل بالمناجم تتسبب في وفاة ومقتل العديد من العاملين بها، وكثيرا ما نسمع عن وقوع حوادث كان آخرها ما شهدته تركيا الجمعة جراء انفجار داخل منجم بولاية بارطن شمالي البلاد، حيث مقتل العشرات.

انفجار المنجم في تركيا

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ارتفاع وفيات انفجار المنجم بولاية بارطن شمالي البلاد، إلى 41 قتيلا.

وتفقد الرئيس أردوغان المنجم ببمنطقة أماسرا في ولاية بارطن، الذي شهد انفجارا أمس الجمعة، حيث ترأس أردوغان اجتماعا، في مركز التنسيق المتنقل التابع لإدارة الطوارئ والكوارث (آفاد).

وعقب ذلك أدلى أردوغان تصريحات أمام المنجم المنكوب، أشار فيها إلى ارتفاع وفيات انفجار المنجم إلى 41 بعد انتشال جثة آخر عامل، مؤكدا أن بلاده تبذل قصارى جهدها بغية طي صفحة حوادث المناجم نهائياً، باستخدام كل إمكانيات التكنولوجيا.

وبين أردوغان أنه سيتم تحديد المساعدة والدعم التي ستقدمها الدولة لذوي الضحايا خلال اجتماع مجلس الحكومة على الفور، وسيتم اتخاذ الخطوات بهذا الصدد، لافتا أن "التحقيقات الإدارية والقضائية ستكشف سبب الانفجار".

من جهته أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، ارتفاع حصيلة القتلى جراء الانفجار داخل منجم لـ الفحم في ولاية بارطن شمالي البلاد إلى 41 قتيلا على الأقل في حين تمكن 58 من العمال من النجاة بأنفسهم.

وكان وزير الطاقة التركي فاتح دونميز قال: "نقترب من نهاية عملية الإنقاذ، وأن البحث مستمر عن شخص ما زال مصيره مجهولا"، مشيرا إلى أن السلطات تمكنت من السيطرة على "جزء كبير من الحريق الذى اندلع فى الموقع".

وأوضح دونميز، أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الانفجار نجم عن "تسرب غاز"، لافتا: "المؤسف خصوصًا بالنسبة لنا هو أننا كنا هناك قبل ثلاثة أسابيع فقط".

وأعلنت السلطات التركية الجمعة، أن نحو 50 عاملا محاصرون على عمق مئات الأمتار بعد انفجار هز منجماً للفحم في مدينة أماسرا بمقاطعة بارطن الساحلية على البحر الأسود شمالي البلاد.

وقالت نقابة عمال المناجم التركية، إن "سبب الانفجار يعود إلى تراكم غاز الميثان".

وأظهرت قبل وقت سابق من اليوم - مشاهد بثها التلفزيون مئات الأشخاص وهم يتجمعون في محيط مبنى أبيض متضرر، قرب مدخل المنجم في بلدة أمسارا الساحلية المطلة على البحر الأسود.

وطلب الرئيس التركي من وزيري الداخلية والطاقة التوجه على الفور إلى موقع الحادث والإشراف على جهود الإنقاذ، قبل أن يتوجه هو شخصيا.

تعازي مصر للدولة التركية

وقالت المحافظة نورتاش أرسلان للصحفيين، أن خمسة أشخاص حوصروا على عمق 350 مترا و44 شخصا في موقع آخر على عمق 300 متر تحت الأرض.

وأوضحت أن ثمانية عمال تمكنوا من الخروج زحفا من المنجم، ويتلقون الرعاية الطبية. وأكدت أن "جهود الإنقاذ تتواصل".

من جانبه أعرب المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، عن خالص تعازي جمهورية مصر العربية للشعب التركى الصديق، والدولة التركية، في ضحايا الانفجار الذي وقع فى منجم بولاية بارتين بشمال تركيا، مما أسفر عن سقوط العشرات من الضحايا والجرحى.

ومن الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها تركيا مثل هذا النوع من الحوادث، ففي 13 مايو 2014 وقع انفجار في منجم للفحم بمنطقة مانسيا أسفر عن وقوع 274 قتيلا، إلى جانب أكثر من 80 جريحا.

كما وقع حادث وصف بأنه الأكثر دموية في تاريخ صناعة التعدين التركية في عام 1992، عندما قتل انفجار غازي 270 شخصاً.

كما تشهد المناجم الصينية واحداً من أعلى معدلات الحوادث المميتة بين مناجم العالم، وفي مارس 2022 وقع حادثاً في منجم فحم بإقليم جويجو بجنوب غرب الصين أسفر عن مقتل 14 شخصاً.

وقتل 21 شخصا، على الأقل، جراء انهيار منجم فحم شمال غربي الصين في العام 2017، وبحسب ما ذكرته آنذاك إدارة سلامة مناجم الفحم الوطنية في الصين، أن هناك 375 حالة وفاة مرتبطة بمناجم الفحم خلال العام 2017.

وإذا عدنا قليلا للوراء فقد وقعت حادثة منجم الفحم الصينى "هونكيكو" بولاية لياو نينج الصينية، في العام 1942، وقد صنفت كأكبر كارثة بتاريخ المناجم فى العالم، والتي راح ضحيتها ألف و549 شخصا.

كما وقعت حادثة بمنجم فحم "لاو باي دونغ" قرب مدينة شانزى الصينية فى 9 مايو 1960 راح ضحيتها 684 شخصا.

وقد وقع أكبر حادث في منجم في روسيا في مايو 2010، والذي أدى إلى مقتل 91 شخصًا وإصابة أكثر من مئة شخص في منجم راسبادسكيا في منطقة كيميروفو حيث تتواجد مناجم فحم عديدة.

وتعرضت أيضاً أوكرانيا في العام 2011 إلى حدوث كوارث مناجم قتل حينها 16 شخصا جراء انفجار وقع في منجم للفحم في منطقة لوجانسك شرقي أوكرانيا.