EN 
تعانى قارة أفريقيا من عدة مشكلات تقف حائلا بينها وبين وجود تنمية حقيقية تخدم شعوبها، حيث يتمثل أهم تلك المشكلات في التأثيرات الضارة للتغيرات المناخية، وندرة المياه، إضافة إلى الاستعمار وآثاره التدميرية على واقع المعيشة لشعوب القارة، التي ما زالت ترزح تحت خط الفقر والمرض والجهل.
أسبوع القاهرة الخامس للمياه
ولتتم عملية التنمية الحقيقية وتجاوز كل هذه العثرات، خاصة الآثار الضارة للتغيرات المناخية وندرة المياه، تحتاج قارة أفريقيا لمزيد من تضافر الجهود وتوافر المال والدعم القوي خاصة ممن تسببوا في معاناة شعوبها، وهذا ما تطالب به مصر دائما، وتسعى إلى تقديم الدعم الصحي والثقافي والتعليمي والغذائي.
فمصر وحدها لن تستطيع تنمية كافة الدول الأفريقية، وهذا ما نوه إليه وزير الري السوداني، حيث أكد ضو البيت عبدالرحمن منصور، وزير الموارد المائية والري السوداني، وجود تحديات كبيرة تواجه قطاع المياه وندرتها، منها غياب الدعم الخارجي للدول الإفريقية التي تعاني من ندرة المياه والتغيرات المناخية.
جاء ذلك خلال جلسة ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الخامس للمياه، والذي بدأت فعالياته أمس، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأشار وزير المياه السوداني، إلى ضروة خلق إطار خاص للتنمية للمشروعات الخاصة بمواجهة تحديات التغيرات المناخية، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون الخارجي لدعم هذه المشروعات، وخلق الوعي لتطبيق الحلول لمواجهة التغيرات المناخية وحماية الموارد المائية عن طريق عدد من القوانين في السودان.
وأضاف أنه يتم في السودان المتابعة مع منظمات الأمم المتحدة في مجالي التمويل والتدريب في مجال المياه وإدارتها، مشيرًا إلى دعم الحكومة السودانية لتطبيق نظم حديثة لتحقيق الإدارة المثلى للموارد المائية عن طريق مشاريع متعددة.
سياسات الإدارة المتكاملة للمياه
كانت فعاليات أسبوع القاهرة الخامس للمياه قد انطلقت أمس، بمشاركة 16 وفدًا وزاريًا و54 وفدًا رسميًا و66 منظمة دولية بإجمالي أكثر من ألف مشارك، حيث يهدف الأسبوع لدمج قضايا المياه ضمن العمل المناخي، وتعزيز الابتكارات لمواجهة التحديات المائية الملحة بأساليب غير تقليدية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، والعمل على دعم وتنفيذ سياسات الإدارة المتكاملة للمياه، والتوصل لحلول مستدامة لإدارة الموارد المائية لمواجهة الزيادة السكانية والتغيرات المناخية.
ويأتي وذلك في إطار اهتمام الدولة الكبير بقضية المياه ووضعها على رأس أولويات الأجندة المناخية باعتبارها من أهم مقتضيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
ويعقد أسبوع القاهرة الخامس للمياه تحت شعار "المياه في قلب العمل المناخي" بهدف مناقشة آثار التغيرات المناخية على قطاع المياه، حيث تناقش فعاليات الأسبوع هذا العام التحديات المناخية وتأثيرها على قطاع المياه ليكون بمثابة حدث تحضيري لفعاليات المياه خلال مؤتمر المناخ القادم (COP27).
من جانبه قال ضياء القوصي وكيل وزارة الري سابقا وخبير المياه، أن التغيرات المناخية أثرت على دول العالم قاطبة ومنها قارة أفريقيا، حيث بدأنا نشهد ظاهرتين إحداهما تتمثل في زيادة كمية الأمطار التي وصلت إلى حد الفيضان، وهو ما يؤدي إلى إنزلاق التربة وتضرر سكان عدد من البلدان الأفريقية، كما حدث في السودان مثلا.
أفريقيا تعاني من جفاف شديد
وأضاف القوصي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الظاهرة الثانية تتمثل في الجفاف الشديد الذي ضرب عدة دول داخل أفريقيا، معقبا: "الجميع يعلم جيدا معاناة شعوب منطقة القرن الأفريقي من ندرة هطول الأمطار وانتشار الجفاف نتيجة للتغيرات المناخية وهو ما أدى إلى وفاة الكثيرين، وفق تصريحات سابقة لمنظمة (الفاو)".
وأوضح القوصي، أن الفيضانات ناتجة عن حرق الوقود الأحفوري والفحم والغاز بكميات كبيرة، وكلها عوامل تسببت في تغير المناخ، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولة عما نسبته 30% من إجمالي الانبعاثات الحرارية لدول العالم، وأوروبا 60%، والصين 20%، ومصر بنسبة 1/2% فقط.
وطالب خبير المياه والمسؤول الحكومي السابق، الدول المسؤولة عن الانبعاثات الحرارية وتلوث البيئة، بأن تقدم الدعم للدول المتضررة من تغير المناخ، وكذلك الدول الفقيرة الغير قادرة على مواجهة تغيرات المناخ.
