EN 
قبل الوصول إلى اتفاق بين الإسرائيليين ولبنان، بدأت المفاوضات قبل أشهر بإصرار أمريكي وبوساطة من فرنسا، وفق ما ذكرت صحف دولية.
قال محللون إن الدبلوماسيين الفرنسيين تناقشوا مع المفاوض الأمريكي عاموس هوشستين حول صياغة الصفقة.
وبالتالي ، بصرف النظر عن المكاسب السياسية والاقتصادية التي ستعود على لبنان، وكذلك على الائتلاف الحاكم في تل أبيب، فإن الاتفاقية تجلب أيضًا فوائد سياسية للرئيس الأمريكي جو بايدن.
مكاسب بايدن
تعد الصفقة نجاحا لبايدن في إحراز تقدم في ملف الخلافات اللبنانية مع تل أبيب، وهذا يرفع أسهم بايدن السياسية ومع اللوبي الصهيوني، قبل انتخابات التجديد النصفي لكلا مجلسي الكونجرس، النواب والشيوخ، الشهر المقبل.
بعد عقود من العداء، وقع لبنان وإسرائيل اتفاقية تاريخية بالموافقة على ترسيم حدودهما البحرية وكذلك ترسيم المنطقة المتنازع عليها في منطقة قانا، الغنية باحتياطيات النفط والغاز، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما.
وتقول التقارير الصحفية الدولية، إنه من المحتمل أن تحتوي منطقة البحر الأبيض المتوسط المتنازع عليها والتي تبلغ مساحتها 860 كيلومترًا مربعًا على ما قيمته مليارات الدولارات من النفط والغاز.
زادت التوترات بين إسرائيل ولبنان في وقت سابق من هذا العام عندما وصلت ، في يونيو ، سفينة مقرها لندن لتطوير حقل غاز لإسرائيل.
تهدئة التوترات الأمنية
تهدئ الصفقة في الوقت الحالي من التوترات الأمنية لكلا الجانبين ، إلا أنه لا يمكن استبعاد التهديدات الأمنية المستقبلية بعد هذه الاتفاقية البحرية.
ووصف نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الياس بو صعب اتفاق الحدود البحرية بـ "تغيير اللعبة" مع الأمل في أن "يبدأ الناس الحديث مع لبنان مرة أخرى" ، مضيفًا أن الصفقة ستمنح شباب لبنان "الأمل".
بالنسبة للحكومة اللبنانية ، قد يكون ذلك بمثابة طلقة امل لتعزيز اقتصاد لبنان المتعثر، مما يعيد البلاد إلى مسارات التعافي الاقتصادي وجذب المستثمرين المحتملين.
فائدة كبيرة للبنان
بموجب الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة ، سيكون لبنان قادرًا على بدء التنقيب عن الغاز في منطقة قانا ، التي تقع داخل منطقة التنقيب في لبنان ولكنه يعبر إلى المياه الإسرائيلية.
لم يتم استكشاف حقل قنا للغاز بعد ، لكن لبنان يعتقد أنه غني بالموارد. تقدر قيمته حاليًا بحوالي 3 مليارات دولار إجمالاً. وقد يدر ذلك على لبنان ما بين 100 و 200 مليون دولار في السنة.
على الجانب الآخر، اعتبرت العناصر اليمينية في إسرائيل ، بقيادة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو ، الاتفاق بأنه فشل لحكومة يائير لابيد، حيث وصف الاتفاق بأنه تنازل عن الأرض لحزب الله .
لكن المفاوض الأمريكي عاموس هوشستين رفض انتقادات نتنياهو، واعتبر حقيقة أن دولتين معاديتين تمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية أمر "مهم للغاية".
بشكل عام ، يبدو أنه تم تجنب أزمة أمنية إقليمية بسبب المصالح الاقتصادية لكلا الجانبين.
بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس إن المحادثات بدأت تحت قيادته ، وإذا كان رئيسا للوزراء ، فمن المحتمل أن "يسارع إلى توقيع الاتفاق".
وذكر جانتس أيضا أن الصفقة "لديها القدرة على تقليص نفوذ إيران في لبنان".
