الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفائز هو من يموت.. تريندات حصد الأرواح "لعبة" المراهقين على تيك توك

صدى البلد

الرغبة في التقليد وحب الظهور لدى المراهقين، يدفعهم في كثير من الأحيان إلى مصير مظلم، حيث يسعون إلي إثبات انفسهم امام الآخرين وقدرتهم علي إجتياز التحديات بدون التفكير في عواقب تلك الأفعال، وهو ما حدث مع انتشار تحدي “كتم الأنفاس” بين المراهقين في المدارس المصرية، حتى الإغماء، وقبلها تحدي الحوت الأزرق، ثم باتمان حلوان، وغيرها العديد من التحديات التي تملأ قلوب أولياء الأمور بالرعب على ابنائهم.

كارثة تجربة الموت

"‏خلوا بالكم من عيالكم ووعوهم، عن لعبة اسمها ‎لعبة الموت".. منشور تم تداوله خلال الساعات الساعات الماضية، للتوعية من لعبة عبارة عن تحدي عن من يكتم نفسه فترة ولا يموت.

وتسبب هذا المنشور في رعب أولياء الأمور، خاصة أنه يشكل كارثة خطيرة تمس الأبناء، حيث انتشر ترند في المدارس وتجمعات المراهقين، يتم خلاله مساعدة أحدهم على كتم انفاسه حتى يتعرض للإغماء، معللين ذلك بتجربة الموت.

الشلل بديل الوفاة في اللعبة

ويتسبب كتم النفس والضغط على الصدر إلى توقف وصول الدم للمخ والقلب، وبالتالي عدم وصول الأكسجين لهما.

المشكلة الحقيقية انه في حال عدم وفاة الطفل، يؤثر ذلك على وظائف المخ، وربما يؤدي إلى الإصابة بالشلل.

كيف بدأت فكرة التحدي المميت؟

تحدي كتم الأنفاس، يتم بتسجيل الشخص من خلال حسابه عبر تطبيق "التيك توك"، ثم يطلب من اللاعب تعتيم الغرفة، ومن هنا جاء مصطلح تحدي التعتيم أو«Blackout challenge»، وبعدها يسجل المشارك مشاهد للحظات كتم النفس، بحجة أنهم سيشعرون بأحاسيس مختلفة، وأنهم سيخوضون تجربة لا مثيل لها. 

وتسببت اللعبة في عدد من الوفيات في عدد من الدول الأوروبية والعربية، حيث أدى كتم التنفس المُتعمَّد إلى اختناق عدد من المُستخدمين وموتهم، وهو ما أدى إلى استغاثة أولياء الأمور لإنقاذ الأبناء.

لعبة الحوت الأزرق دفعت بضحاياها إلى الانتحار

لم تكن لعبة كتم الأنفاس الوحيدة المدمرة، حيث سبقتها لعبة الحوت الأزرق، وهو تحدي يقود إلى الموت المحتوم وفقدان الحياة لكل من يقرر اللعب.

وقد أخذ أسمه من الحوت الأزرق، ذلك الكائن البحري العملاق المسالم، صاحب السلوك الغامض أحيانا، عندما يقوم بسحب نفسه إلى الساحل والبقاء في الهواء الطلق على الشاطئ لساعات طويلة إلى أن يموت اختناقا، وعليه فقد تمت تسمية هذه اللعبة أو التحدي وفقا لهذا التصرف والسلوك من قبل الحوت.

130 ضحية في بلد المنشأ روسيا

بدأ التحدي في روسيا، حيث أودى بحياة 130 ضحية، وعدد متزايد من الضحايا كل يوم في مختلف أرجاء العالم.

ويعتمد التحدي على إنشاء مجموعات خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، أُطلق عليها أسم “تحدي الحوت الأزرق”، ولكل مجموعة رئيس، يأمر الأعضاء بما يتوجب عليهم فعله من مهام، حيث يتكون التحدي من 50 يوم، لكل يوم مهمة أو تحدي مختلف.

50 مهمة تنتهي بالانتحار

في الأيام الأولى يطلب رئيس المجموعة من الأعضاء الاستيقاظ من النوم عند الرابعة والنصف فجرا، وهو وقت يكون فيه جميع من في البيت نائمون، وتكون المهمة هي مشاهدة أفلام مرعبة، أو سماع أغاني حزينة وكئيبة، والهدف طبعا هو زرع الكآبة في نفس العضو وبث الخوف والرعب في وجدانه تدريجيا وصولا إلى مرحلة الهلوسة والأوهام.

فيليب بوديكين صاحب الحوت الازرق

وتتوالى المهام، منها أن يستخدم العضو أداة حادة لجرح نفسه ورسم كلمة F57″" أو رسم الحوت على ذراعه، وهذا الرمز يشير إلى مجموعة أسمها “مجموعة الموت” على موقع فكونتاكتي، وهو موقع روسي شبيه بالفيس بوك.
وتزداد صعوبة وخطورة المهام كلما أندمج العضو فيها، فقد يأمرهم بإيذاء أنفسهم، مثلا قطع أصبع أرجلهم الصغير، أو يأمرهم بتسلق سطوح المنازل شديدة الانحدار والوقوف على حافات الجسور، والغرض طبعا هو تطويعهم تدريجيا من اجل نزع الخوف الفطري في نفوسهم من الموت.

وتكون المهمة الخمسين والأخيرة، الانتحار، وذلك بعد أن يكون العضو قد أندمج تماما وتم غسل دماغه بالكامل، حيث يأمرهم رئيس المجموعة بالانتحار باستخدام وسائل متعددة، وتصوير نفسهم أثناء عملية الانتحار، حيث تستهدف اللعبة الضحايا من الأطفال والمراهقين بين 12 – 16 عاما، حيث يمكن غسل أدمغتهم وتطويعهم بسهولة تامة.

اللي يفضل عايش هو باتمان

باتمان أو الرجل الوطواط.. هو تحدي آخر مميت، بدأ في مصر من خلال منشور غريب على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وأثار حالة من الجدل، استمر لفترة طويلة.

وكتب شاب منشور ساخر على حسابه قال فيه إنه "باتمان"، ليتفاعل معه العديد من أصدقائه، ليؤكد كل منهم أنه هو "الراجل الوطواط"، ليتطور الأمر إلى تحديد موعد معركة في حلوان تكشف عن باتمان الحقيقي.

وتداول رواد "السوشيال ميديا"، أنباء عن معركة حامية الوطيس ستحدث في مدينة حلوان، لحسم من هو باتمان الحقيقي، ليقترح أحدهم ويدعى أنس زهران، قائلا: «بقولكم إيه الموضوع ده مش هيتحل غير بطريقة واحدة، أي حد شايف نفسه باتمان يقابلنا في حلوان يوم 13 أغسطس الساعة 11 بالليل، واللي يفضل عايش يبقي هو باتمان»، وهو ما كان ينذر بتحول الأمر إلى معركة حقيقية تنتهي بما لا يحمد عقباه.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد وضبط القائمين على إطلاق تلك الدعوة، وإنشاء الصفحات التى تم من خلالها الترويج لتلك الفعالية على مواقع التواصل الإجتماعى (4 أشخاص)، وتبين قيامهم بإستغلال التفاعل من قبل عدد من مرتادى مواقع التواصل الإجتماعى مع الدعوة وقيامهم بتدشين مجموعة إلكترونية للترويج للتجمع المشار إليه، وإستغلال حجم التفاعل عليه ومتابعة تطورها وإزدياد أعضائها لرغبتهم فى إستغلالها فى تحقيق مكاسب مادية من خلال جذب الإعلانات والمواد التجارية الدعائية، وقد تم إتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

علم النفس: التيك توك بريء

وتقول الدكتورة، زينات يوسف، خبيرة الارشاد النفسي: "لا يمكن تحميل تيك توك كامل المسؤولية عما يجري، ففي النهاية ليست المنصة صانعة المحتوى بل تعرضه، والأهل هم الأساس والمسؤولون قبل تيك توك».

د. زينات يوسف

وأضافت:«يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا على دراية بما يشاهد أولادهم، خاصة ان تيك توك أخطر من الشارع، بمعنى أن الطفل أو المراهق قادر على الوصول إلى كل شيء من خلال التطبيق، ولابد من الرقابة، لا التجسس عليهم، حتى يعلم الأهل ما إذا كان هناك ترند خطير رائج على المنصة».

وتابعت يوسف: «المفارقة هنا هي أن بعض الأهل يقفون بأنفسهم وراء فيديوهات غير مسؤولة، سعياً وراء التحوّل إلى ترند على تيك توك، وجمع ملايين المشاهَدات»، مشددة على أن تيك توك يمنح الأطفال والمراهقين شعوراً بالانتماء، إذ يبني الولد بيئة خاصة به، يشعر أنه مميّز في إطارها، أما اللجوء إلى التحديات الخطيرة فيحدث من منطلق إثبات الوجود ولفت النظر وجمع اللايكات».

لا يفوتك