الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مأساة ليندا.. تطورات جديدة فى قضية هجرة طفلة تونسية وحدها لإيطاليا|ماذا حدث؟

صدى البلد

لا تزال قضية طفلة تونسية وصلت إلى إيطاليا عن طريق البحر من دون ذويها، تثير الكثير من الجدل، وذلك بعد أن رفضت محكمة إيطالية إعادتها إلى بلادها بانتظار المزيد من المعلومات والتحقيقات، وفقا لما تناولته وسائل إعلام تونسية.

وكانت الطفلة البالغة من العمر 4 أعوام، التي أشارت إليها السلطات الإيطالية باسم ليندا، قد بلغت جزيرة لامبيدوزا في 17 أكتوبر بعد أن قضت 26 ساعة في البحر على متن قارب خشبي مزدحم، يحمل 70 طالب لجوء آخرين من تونس.

وكان من المفترض أن تشارك العائلة المؤلفة من الأب والأمّ، وابن يبلغ سبع سنوات، الطفلة في رحلة الهجرة التي انطلقت من سواحل بلدة صيّادة شرقي البلاد، وكان على العائلة أن تسبح أمتارا عدة للوصول إلى القارب.

ولكن الأب سلّم الطفلة لأحد المهربين على متن القارب وعاد ليساعد زوجته وابنه عندما سمع صراخهما ظنا منه أنهما يغرقان.

غير أن القارب انطلق ووصل إلى جزيرة لامبيدوزا، على ما أكد  "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، المنظمة التي تتابع ملف الهجرة في تونس، دون أن ينتظر عودة الأب والزوجة وابنهما، خوفا من أن يلحظه حرس الحدود.

ويعمل والدا الطفلة بائعين متجولين على الساحل التونسي، ودفعا 24 ألف دينار (نحو 7500 يورو) للمهرّب مقابل المشاركة في عملية العبور.

وأوضح الأب أن ابنهما يعاني من مشكلات في القلب وعلاجه مكلف للغاية، لذلك قررا الهجرة إلى إيطاليا على أمل أن يلقى الرعاية اللازمة في أوروبا، مشيرا إلى أنه أخذ معه الأوراق والوثائق التي تضم السجل الطبي لطفله.

من جانبه، قال النائب عن حزب التيار الديمقراطي، مجدي الكارباعي، وهو واحد من ثلاثة نواب يمثلون التونسيين الذين يعيشون في إيطاليا، إن الطفلة "تسأل باستمرار عن والديها ومتى ستتمكن من رؤيتهما مرة أخرى".

وأضاف: "والداها في تونس وقد فرضت السلطات التونسية (في 26 أكتوبر) حظر سفر عليهما، إنهما يفضلان إعادة ليندا إلى وطنها، لكن الإجراءات ليست بهذه السهولة، لأن الفتاة تخضع للحماية القانونية في إيطاليا".

وأوضح الكارباعي أن ليندا لم تستوعب ما كان يحدث، وأنها تعرضت لصدمة نفسية.

من جانبها، أوضحت المتحدثة باسم منظمة "أنقذوا الطفولة" في إيطاليا، جيوفانا دي بينيديتو، أن ليندا بصحة جيدة وأنها تلعب مع أطفال آخرين ويساعدها فريق الدعم النفسي والاجتماعي على التخلص من مخاوفها وضغطها.

وزادت: "نحن نعتني برفاهيتها وراحتها".

والجمعة، منع قاض في صقيلة إعادة الفتاة، طالبا إرسال تقرير إلى هيئة القضاء في باليرمو يكشف أسباب الحادث، ومعلومات بشأن قدوم ليندا من دون والديها.

آلاف القاصرين هاجروا إلى إيطاليا
وتظهر إحصاءات المنتدى أنه منذ مطلع العام الحالي، وحتى أغسطس الماضي، تمكن 2635 قاصرا، من بينهم 1832 من دون مرافقة عائلية من الوصول إلى السواحل الإيطالية.

وخلال الأيام الأخيرة تم توقيف 1366 مهرّبا من بينهم تونسيون وأجانب، وفقا لوزارة الداخلية.

وتجد السلطات التونسية صعوبات في عمليات اعتراض المهاجرين أو إنقاذهم بسبب نقص المعدات.

ومع تحسّن الأحوال الجوية، تتزايد وتيرة محاولات الهجرة غير النظامية، انطلاقاً من السواحل التونسية والليبية نحو إيطاليا، وتنتهي أحيانا بحوادث غرق.

وتشهد تونس أزمة سياسية واقتصادية حادة، إذ يزداد الفقر في أوساط سكانها البالغ عددهم نحو 12 مليون نسمة.

وتكشف أحدث الأرقام الرسمية اعتراض أكثر من 22500 مهاجر قبالة السواحل التونسية منذ بداية العام الحالي، بينهم نحو 11 ألفا من دول أفريقيا، جنوب الصحراء.

ومطلع سبتمبر الفائت، لقي 12 تونسيا حتفهم إثر غرق مركبهم قبالة السواحل الشرقية للبلاد.

وتقوم السلطات الأمنية والعسكرية يوميا بإنقاذ واعتراض عشرات من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى السواحل الأوروبية في قوارب غالبا ما تكون متهالكة.