الكنز.. أوراق من كتاب أمريكي تكشف كيف تبرأ توت عنخ آمون من والده

لطالما نال الملك المصري القديم توت عنخ آمون شهرة واسعة، نظرا للعثور على جثمانه في مقبرة مهيبة مليئة بالتحف الذهبية في وادي الملوك، بالقرب من الأقصر، عام 1922.

يُطلق على الملك توت عنخ آمون، اليوم، اسم "الملك الصبي" لأنه اعتلى العرش في سن التاسعة أو العاشرة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وتوفي بعد حوالي عقد من الزمان، وعن مقبرته تم اكتشافها مليئة بالكنوز السليمة ، وهو أمر غير عادي نظرًا لأن معظم المقابر في وادي الملوك قد نُهبت في العصور القديمة.

نحيف ومُعاق ومصاب برجل الفيل.. كيف كان شكل الملك توت عنخ آمون؟

السبت.. بيت المعمار المصري يحتفل بمئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

كتاب أمريكي عن توت عنخ آمون

جذب اكتشاف قبره في عام 1922 انتباه العالم وتحول الملك توت إلى اسم مألوف حتى الآن، ووفقا لمجلة “ساينس لايف” قالت عن اكتشاف مقبرته “كريستينا ريجز” أستاذة التاريخ بجامعة دورهام في إنجلترا: "من الصعب تخيل القرن الماضي بدون توت عنخ آمون واكتشاف قبره الذي أراه مثل الكبسولة الزمنية".

وتابعت في كتابها: "الكنز: كيف شكل توت عنخ آمون قرنًا": “لم يكن هناك أي اهتمام إعلامي أو هوس بمقبرة توت عنخ آمون، ولعناة المومياء حتى اكتشاف مقبرته، كان العثور عليها مصدرا للفخر القومي في مصر الحديثة".

وتشير الدلائل التاريخية والأثرية إلى أن الفرعون الشاب كان مريضا وقضى فترة حكمه القصيرة في التارجع عن الثورة الدينية التي بدأها والده إخناتون.

إنجازات توت عنخ آمون

ولد الملك توت عنخ آمون ، في مصر القديمة حوالي عام 1341 قبل الميلاد ، وكان والده ، إخناتون ، ثوريًا حاول تحويل دين مصر إلى عبادة قرص الشمس آتون، وخلال تنفيذه خطته أمر إخناتون بتدمير وتشويه أسماء وصور الآلهة المصرية الأخرى.

 كما قام ببناء عاصمة جديدة فيما يعرف الآن بتل العمارنة، أما والدة توت عنخ آمون البيولوجية غير معروفة ، لكن من المحتمل أنها لم تكن الزوجة الرئيسية لأخناتون، الملكة نفرتيتي - على الرغم من أن علماء المصريات ما زالوا يناقشون هذا. 

عندما كان رضيعًا ، رضع توت عنخ آمون من قبل أخته غير الشقيقة ميريتاتن، وتوصلوا إلى ذلك من خلال صورة عائلية مرسومة في مقبرة في مدينة العمارنة القديمة تظهر ميريتاتن وهي ترضع شقيقها الرضيع.

توت عنخ آمون يتبرأ من والده

اعتلى توت عنخ آمون العرش حوالي عام 1332 قبل الميلاد ، وبالنظر إلى صغر سنه ، كان الملك الصبي يعتمد بشدة على المستشارين، وفي مرحلة ما ، غير اسمه من توت عنخ آتون إلى توت عنخ آمون ، وأزال كلمة "آتون" - تذكيرًا بمحاولة والده للثورة الدينية من اسمه واستبدلها بـ "آمون".

ويوضح هذا التغيير ابتعاد الملك توت عن التغييرات الدينية لوالده ، وعاد مصر إلى معتقداتها الشركية السابقة.

أدان توت عنخ آمون أفعال والده في لوحة عُثر عليها في الكرنك، بالقرب من الأقصر الحديثة، والتي ذكرت أن ثورة إخناتون الدينية تسببت في تجاهل الآلهة لمصر، وبحسب جزء من اللوحة فإن معابد ومدن الآلهة التي كانت مستنقعات تم الاهتمام بها وأصبحت تلال مليئة بالعشب، وربما كان هذا التصرف سببا في ترسيخ سلطته.

كذلك تشير الدلائل الأثرية إلى أن توت عنخ آمون كان يعاني من أمراض صحية، بحسب دراسة نشرت عام 2010 عن رفاته في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، ووجد أن لديه مجموعة متنوعة من الأمراض، وعثر علماء الآثار أيضًا على عدد من العصي في مقبرة توت عنخ آمون ، مما يشير إلى أن الفرعون واجه صعوبة في المشي في بعض الأحيان.

على الرغم من هذه الأمراض ، ربما كان يرتدي دروعًا، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان قد ذهب إلى المعركة بنفسه، لكن وجد تحليل عام 2018 للدروع الجلدية التي عثر عليها في مقبرة توت عنخ آمون أن الدرع قد تم ارتداؤه.

أمراض توت عنخ آمون

قد يكون توت عنخ آمون مصابًا أيضًا بمتلازمة مارفان ، وهو اضطراب وراثي يمكن أن يترك الشخص بأصابع طويلة وذراعين وساقين طويلة بشكل غير عادي. ت

تزوج توت عنخ آمون من أخته غير الشقيقة الملكة عنخسن آمون ، وأنجب الزوجان ابنتان توأمتين ميتتين. دُفِنَت أجنتهم في جرار في قبر الفرعون، ولم يترك الزوجان وريثًا للعرش. لم يتم العثور على قبر الملكة عنخسين آمون حتى الآن.

توفي الملك الصبي في عام 1323 قبل الميلاد عن عمر يناهز 18 عامًا. كان موته غير متوقع، ويبدو أن قبره قد تم الانتهاء منه سريعا.

وفي عام 2011، ساعد رالف ميتشل، أستاذ البيولوجيا التطبيقية في جامعة هارفارد، في تحليل البقع البنية في المقبرة، التي نمت على الجدران، وربما كانت نتيجة الطلاء الذي كان لا يزال رطبًا عندما دُفن الفرعون في القبر.