الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من أجل التصدي لـ الانبعاث الحراري.. زعماء العالم يجتمعون في شرم الشيخ

تلوث الهواء
تلوث الهواء

"نحن في مهمة خطيرة، وعلينا خوض تلك الحرب التي يتوجب على العالم أجمع التوحيد من أجل القضاء على مخاطر أشد أعداء المناخ بالكرة الأرضية".. هكذا لسان حال أكثر من 200 دولة وحكومة حول العالم قررت أن تجتمع بمصر، بمدينة شرم الشيخ، في مؤتمرا دوليا ينقعد سنويا تحت عنوان مؤتمر المناخ، وذلك من أجل تحدي خفض الانبعاث الحراري الخطر الداهم على الكرة الأرضية. 

وخلال مؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) المنعقد في شرم الشيخ خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الجاري، تدور معظم النقاشات عن كيفية أعداء المناخ المتسببين في تلك الأزمة العالمية، وكيفية القضاء عليهم، وتشمل تلك القائمة مجموعة من الغازات التى لها تأثير في الاحتباس الاحتراري وعلى رأسها غازات ثاني أكسيد الكربون (CO2)، والميثان (CH4) وأكسيد النيتروز (N2O)، والذي يؤدي إلى زيادة نبتهم في الغلاف الجوي، إلى ارتفاع درجات الحرارة، وذلك نتيجة لطبيعة تلك الغازات في حبس الحرارة.

وترصد "صدى البلد"، أهم عناصر تلك القائمة التي يحاربها العالم بأرض شرم الشيخ ...

العدو الأول.. ثاني أكسيد الكربون سببا في 65% من الاحتباس الحراري
ثاني أكسيد الكربون هو أكثر الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بالفعل هو دائمًا محور الاهتمام العالمي في كافة مؤتمرات وفعاليات وخطط المناخ حول العامل، وذلك كونه مسؤولا عن أكثر من 65٪ من الاحترار الناجم عن غازات الدفيئة ، ولطول مدة بقائه في الغلاف الجوي.

ثنائي أكسيد الكربون الغاز عديم اللون والرائحة، يعد عدوا صعب المحاربة، وتحدي كبير أمام دول العالم، وذلك كونه مادة واسعة الانتشار في الاستخدام داخل الكثير من مناحي الحياة بالعالم، حيث يستخدم غاز ثاني أكسيد الكربون الصالح للاستخدام في الصناعات الغذائية في إنتاج المئات من المنتجات، فهو يستخدم لكربنة الماء والمشروبات الغازية والكحولية، وسكب وتوزيع المشروبات الغازية والبيرة في الحانات، وتحفيز نمو النباتات - مثل الخيار - في البيوت الزجاجية.

كذلك يستخدم لتخدير الحيوانات كالدجاج والخنازير قبل ذبحها، وتعليب اللحوم ووجبات الرضّع والأغذية الطازجة والمخبوزات (يمنع هذا الغاز نمو البكتيريا، ما يطيل من فترة عرض هذه المواد الغذائية)، ولإبقاء الأغذية طازجة أثناء نقلها (يستخدم ثاني أكسيد الكربون على هيئة ثلج جاف لهذا الغرض).

يستخدم كذلك غاز ثاني أكسيد الكربون في المجالات الطبية، ويشمل هذا استخدامه في بعض التدخلات الجراحية للمحافظة على استقرار التجويفات الجسمية ولتحفيز التنفس وللتخلص من الثآليل والندب، كما يستخدم هذا الغاز كعامل تبريد في المنشآت النووية، ويستخدم تجاريا أيضا في أجهزة إطفاء الحرائق ولملء طوافات وسترات النجاة وكمذيب.

وينتج هذا الغاز بشكل طبيعي بالحياة، وذلك عندما يتنفس البشر والحيوانات، وأثناء عملية الاحتراق (البنزين والديزل في السيارات على سبيل المثال)، وفي عمليات التخمر والتحلل.

الميثان "غاز الضحك" .. أكثر فتكا من ثاني أكسيد الكربون

ورغم أن غاز ثاني أكسيد الكربون يعتبر العدوالأول للمناخ، لكنه ليس لوحده. إذ يعد الميثان، الذي أُهمل لفترة طويلة، غازا ذا قدرة على الاحتفاظ بالحرارة أكثر بـ 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون فيما تبقى مقاومته أسهل وأسرع، إلا أن نسبة انبعاثاته بلغت حاليا مستويات قياسية.

ويعد "سي آش 4" CH4 والمعروف باسم الميثان،  هو ثاني غاز مسؤول عن ظاهرة الاحتباس الحراري، فانبعاثاته أقل من ثاني أكسيد الكربون ولكنها أخطر بكثير، فقد وصل تركيزه في الغلاف الجوي حاليا إلى أعلى مستوياته، وحققت انبعاثاته "قفزة غير مسبوقة" في العام 2021، لتصل إلى مستوى قياسي، وفق ما كشفته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) في تقرير نُشر يوم الأربعاء 26 أكتوبر2022.

ووفقا لتقرير المنظمة، فإن الواقع يشير إلى ارتفاع انبعاثات الميثان لا تبشر بالخير، لأنه غاز فائق التلويث ومسؤول بمفرده عن 30٪ من الاحتباس الحراري الذي يعاني منه كوكب الأرض، ولهذا الغاز خواص تجعله مصدرا لقلق أعلى بكثير من ثاني أكسيد الكربون، فعند مقارنة جزيئاته بنظيراتها في ثاني أكسيد الكربون نستنتج أن الميثان أكثر ضررا من ثاني أكسيد الكربون بكثير، حيث أن جسيما واحدا من الميثان يحبس من الحرارة ما يفوق تلك التي يحبسها ثاني أكسيد الكربون بحوالي 80 مرة في غضون عشرين عاما.

وبالنسبة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يبقى سبب هذا الارتفاع الاستثنائي في مستوى الميثان مقارنة بالعام 2020 "غير واضح، ولكن يبدو أنه ناتج عن عمليات بيولوجية وبشرية في نفس الوقت، حيث يعتقد أن السبب الرئيسي يعود لأمور بيولوجية، مثل انبعاث غاز الميثان من المناطق الرطبة أو تلك التي تخلفها الماشية.

ورغم أن ما يعادل 40٪ من غاز الميثان الموجود في الغلاف الجوي مصدره طبيعي (الماشية والمناطق الرطبة وغيرها...)، إلا أن  للبشر دورا في انبعاث هذا الغاز، إذ تم التقليل من شأنه إلى حد كبير ومنذ فترة طويلة، هذا إضافة إلى الدور المهم الذي تلعبه الطاقات الأحفورية أيضا.

والأرقام تجعل من الصين وإلى حد بعيد أكبر مصدر انبعاث غاز الميثان في العالم بـ"حوالي 89 مليون طن سنويا، معظمها من صناعة الفحم"، إلى جانب الهند بـ32 مليون طن سنويا، ناجمة عن تربية المواشي وصناعات الفحم بالإضافة إلى سوء إدارة النفايات، تليها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بانبعاثات تصل إلى 31 و 35 طنا على التوالي من غاز الميثان في الغلاف الجوي سنويا.

غاز الضحك المميت..تسخينه أعلى 265 مرة من الكربون

غاز الضحك الممت، والمعروف بغاز أكسيد النيتروز (N2O) ، ينتج أساسا بفعل الزراعة المكثفة (التسميد) واحتراق الوقود الأحفوري وبعض العمليات الصناعية، ويكفي أن ندرك خطورة هذا الغاز وأثره في الاحترار العالمي عندما نقارنه بغاز ثاني أكسيد الكربون، حيث نجد أن طاقة التسخين لغاز الضحك أعلى 265 مرة من غاز ثاني أكسيد الكربون.

والسبب الرئيسي لزيادة تركيز غاز أكسيد النيتروز، هو الطلب المتزايد على الأغذية والأعلاف، وبمعنى أدق الاستخدام الكثيف والمتزايد للأسمدة النيتروجينية وتطور تربية المواشي، بيد أن الزيادة في الانبعاثات ليست عامة وإنما تختص بشكل رئيسي بالدول الناشئة ومن بينها الصين والبرازيل والهند. 

وتوجد توصيات عالمية توكد وجوب استخدام الأسمدة بشكل أكثر دقة وفعالية، للحد من انتشار هذا الغاز، وخصوصا التقليل من استخدام الأسمدة النيتروجينية دون المساس بمستوى إنتاجيتها الزراعية، وذلك وذلك باللجوء إلى استخدام الأسمدة بحكمة أكثر، كما يتعيّن التخلص تمامًا من انبعاثات أكسيد النيتروز ذات الطابع الصناعي، كتلك التي تنتجها شركة "لونزا" في سويسرا، من خلال استخدام مُحفّزات.