الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزهري: المنافسة الشريفة الحل الأمثل للقضاء على الاحتكار

الشيخ صفوت عمارة
الشيخ صفوت عمارة

قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، إنّ المنافسة الشريفة هي الحل الأمثل للقضاء على ما شاع في الفترة الأخيرة من الاحتكار، ويُعرف الاحتكار بأنه حبس السلع وعدم طرحها في الأسواق بالبيع والشراء بهدف رفع اسعارها رغم توفرها لتحقيق أقصي ربحية ممكنة.

وتابع «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ المحتكر هو الشخص الذي حبس طعام الناس، وأقواتهم عند قلتها، وحاجتهم إليها؛ ليرتفع السعر ويغلى، ويُعرف الاحتكار في الاقتصاد بأنه تفرّد شخص، أو جماعة بعمل ما؛ لغرض السيطرة على الأسواق، والقضاء على المنافسة، وفي ذلك كله هلاك للضعفاء والفقراء من الناس.

وأضاف، يجب على الإنسان ألا يعيش لنفسه وحسب، بل لابد أن يتعدى نفعه وخيره للآخرين، ويكون الأمر أوجب، والأجر أعظم خاصة في وقت الشدائد والمحن والنكبات خاصة مثل التي تعصف ببلادنا هذه الأيام، من غياب الرقابة على الأسواق، وزيادة المعروض من السلع، ولقد كشفت الأزمة تجار الأزمات، حيث شهدت الأيام الماضية طمع وجشع التجار مما أدى إلى رفع غير مبرر لأسعار بعض السلع والمواد الغذائية، وكل ذلك له أثاره السلبية على المجتمع.

وأشار صفوت عمارة إلى ما فعله الصحابي عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه، في عام الرمادة، عندما اشتد بالمسلمين الفقر والجوع، بسبب القحط، وعندما جاءت تجارته من الشام وكانت ألف بعير محملة بالتمر والزيت، والزبيب، فجاءه تجار المدينة ، وقالوا له: تبيعنا ونزيدك الدرهم درهمين؟ فقال عثمان بن عفان رضي الله عنه لهم: لقد بعتها بأكثر من هذا، فقالوا: نزيدك الدرهم بخمسة؟ فقال لهم عثمان رضي الله عنه: لقد زادني غيركم الدرهم بعشرة، فقالوا له: فمن الذي زادك؟ وليس في المدينة تجار غيرنا؟ فقال لهم عثمان رضي الله عنه: "لقد بعتها لله ولرسوله، فهي لفقراء المسلمين" كانت أمامه الفرصة ليربح أموالا طائلة، ولكنه رفض ابتغاءً لوجه اللَّه؛ فلا يثبت على الأخلاق العظيمة في مختلف الظروف إلا العظماء.

واختتم «عمارة» بأنّه يجب على كل واحدٍ منا أن يقوم بواجبه تجاه الآخرين من حوله، وأن يتنازل عن حظوظ نفسه، ومصالحة الشخصية، من أجل المصلحة العامة؛ فأتقوا اللَّه وتراحموا فيما بينكم.