الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أهمها الأمن المائي وأزمة الأكراد والشراكة الاقتصادية.. العراق تضع يدها على ملفاتها المهمة بكلمة محمد شياع السوداني في مؤتمر بغداد 2

رئيس الوزراء العراقي
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني

حرص رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، على استغلال مؤتمر "بغداد 2"، والذي اختتمت فعالياته مساء اليوم، في العاصمة الأردنية عمان، حيث استغل السوداني وجود كافة الدول المتشابكة مع الملف العراقي، سواء دول الجوار، أو الدول الاقليمية، وفي كلمته وجه 6 رسائل شملت الملفات الساخنة التي تبحث العراق عن حل لها.

وبالطبع وجه رئيس الوزراء العراقي رسالة لكافة الدول العربية، حرص خلالها على إزالة إرث ممارسات الحكومات السابقة التي سمحت بتوغل كبير لإيران في العراق، حتى ظن البعض أنها أصبحت دويلة تابعة لها، ولم يغفل أسخن الملفات في الساحة العراقية، وهو ملف الأكراد وتشابكات تركيا وإيران مع هذا الملف، ونفس الدويلتين لمها أزمة مع العراق بملف الأمن المائي، وتلك هي رسائله التي كشفت عنها كلمته بالمؤتمر.

لسنا دويلة داخل إيران

أوضح رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، أن العراق متمسّكٌ ببناء علاقات تعاون متوازنة مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين، مؤكّداً أنه بلاده تنأى بنفسها عن اصطفافات المحاور وأجواء التصعيد، في إشارة إلى الصراع الإيراني وتدخلاتها في عدد من الدول العربية، وعلى رأسها لبنان واليمن.

وفي رسالة واضحة عن العمليات العسكرية التي قامت بها تركيا وإيران على الحدود العراقية من قصف لمقرات تابعة للجماعات الكردية، أكد السوداني في كلمةٍ له خلال مشاركته في مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة المنعقد في العاصمة الأردنية عمّان، أن العراق يرفض تدخل دول الجوار والإقليمية في شؤونه الداخلية ومسَّ سيادته أو الاعتداء على أراضيه.

وقال "لا يمكن اعتماد مبدأ القوة في مساعي حلِّ الخلاف أو الاختلاف؛ ولا نسمح باستخدام هذا المبدأ ضدَّ العراق، ولا نقبل أن ينطلق أي تهديد من العراق ضدَّ أية دولة من دول الجوار أو المنطقة".

نستطيع أن نكون وسطاء

ويبحث السوداني عن تسويق حكومته بشكل مختلف عما سبقه من حكومات ككانت أقرب إلى تنفيذ سياسات إيران، حيث طرح قدرته على لعب دور الوسيط لحل الخلافات بالمنطقة، وقال إن العراق يسعى لأن يكون راعياً للتواصل والتحاور، كسبيلٍ أساس لحل الخلافات، بهدف تهدئة الأجواء وتقريب وجهات النظر بين الفُرقاء، وعزز من جهوده الدبلوماسية في نزع فتيل الأزمات بالمنطقة".

ويضع السوداني ملف الفساد على رأس أولويات حوكمته، وذلك في ظل الأزمات التي شهدتها العراق بخصوص هذا الملف في الفترة الأخيرة، وسلّط رئيس الحكومة العراقية الضوء على ملف الفساد في العراق، قائلاً "وضعنا مكافحة الفساد المالي والإداري في صلب أولوياتنا، وبدأنا عملياً حملةَ مكافحة الفساد، بدءاً من أعلى المستويات".

وطالب السوداني من الدول الشقيقة والصديقة "مساعدة الحكومة في استرداد أموال العراق المنهوبة والمهربة، وتسليم المطلوبين الذين يتخذون من هذه الدول محل إقامةٍ لهم".

ملف الأمن المائي "تهديد وجودي"

وعن ملف الأمن المائي الذي بدأ يطرح نفسه بقوة في الفترة الأخيرة، أكد السوداني، أن بلاده «تواجه تهديداً وجودياً بسبب شح المياه»، وهي إشارة إلى الأزمة المتعلقة بالحقوق المائية بين إيران والعراق وتركيا.
وذكر رئيس وزراء العراقن أنه من الضروري مواجهة التهديد الوجودي المتمثل في شح المياه، داعيا تركيا وإيران إلى ضمان أمن العراق المائي، وذلك في ظل وجود مشاريع على الممرات المائية المشتركة تؤثر بقوة على الحق المائي للعراق.

وتعد أحد أهم الرسائل التي وجهها السوداني للدول العربية، هي المتعلقة بالمصالح المشتركة بينهم وبين العراق، وبناء شراكة اقتصادية تعيد العراق كأحد أغني دول العالم في عهودها السابقة، حيث أكد أن العراق منفتح أكثر على بناء شراكات إقليمية ودولية مبنية على المصالح المشتركة، وسلسلة المؤتمرات هذه لها دورها في توسيع التعاون الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن «الأولوية الآن لتعزيز أواصر التعاون والشراكة بين دولنا».

ولفت السوداني إلى «السعي للعمل معاً للتحول من دول مستهلكة إلى مصنّعة من خلال إنشاء مناطق صناعية مشتركة»، مبيناً أهمية مؤتمر بغداد في الخروج بالنتائج التي تحقق الاستقرار والازدهار في المنطقة.