الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كانت بتجهز يتامى.. صدمة بسبب مقتل "أم المساكين" بدمنهور لسرقة ذهبها وأموالها

صدى البلد

سادت حالة من الحزن والصدمة بين أهالي مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، عقب وقوع جريمة مروعة، بعدما أقدم مجهولون على قتل «السيدة سهير الأنصاري» الملقّبة بـ«سيدة المساكين»، بعد سرقة أموالها ومصوغاتها الذهبية، ولم يكتف المتهمون بذلك، بل ألقوا بجثتها بجوار الطريق الزراعية بدائرة مركز شرطة دمنهور.

إعلان عن تغيب سيدة الخير

بعد أن قررت ابنة دمنهور الحاجة سهير الأنصاري، الملقبة بـ"سيدة المساكين" التبرع بمساعدة عدد من الفتيات اليتيمات على إتمام زواجهن، جمعت المال اللازم، وخرجت متوجهة إلى الجمعية الخيرية التي تترأسها. 

غابت السيدة سهير كثيرا، وشعرت ابنتها بالقلق عليها، وأعلنت أسرتها عن تغيبها منذ ظهر السبت، وبدأ البحث عنها، وفي النهاية قررت الأسرة إبلاغ مركز شرطة دمنهور عن تغيب الحاجة سهير.

تحرك أمني سريع

فور تلقي البلاغ، شكل اللواء أحمد خلف، مدير أمن البحيرة، فريق بحث لكشف ملابسات غياب الحاجة سهير، وبدأ الفريق البحثي بجمع الخيوط وتتبع خط سيرها.

وصباح الأحد، عُثر على جثتها مقتولة وملقاة على أحد الطرق بالقرب من مدخل مدينة دمنهور على الطريق الزراعي السريع، خلف مبنى جامعة دمنهور، لتبدأ مرحلة جديدة للتوصل الى مرتكبي الحادث.

التصريح بدفن الجثة وتفريغ الكاميرات

عقب إيداع جثمان الضحية ثلاجة حفظ الموتى بمشرحة مستشفى دمنهور التعليمي، تحت تصرف النيابة العامة، قررت انتداب الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية لبيان سبب الوفاة، وصرحت بالدفن، وكلفت رجال المباحث، بسرعة تحرياتها بشأن الواقعة وملابساتها، كما طلبت النيابة العامة التحفظ على كاميرات المراقبة في المنطقة المحيطة التي مرت منها المجني عليها ورصد تحركاتها الأخيرة، تمهيدا لتفريغها لكشف ملابسات الواقعة.

وبمناظرة الجثة تبيّن وجود جرح في الرأس وكدمات متفرقة بالجسم، ما يرجح وجود شبهة جنائية بشأن وفاتها وسرقة مصوغاتها وحقيبتها، وشكلت الأجهزة الأمنية فريق بحث لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه والأداة المستخدمة في الحادث.

سيرة عطرة لسيدة الخير

قالت إحدى جارات الضحية، إن الحاجة سهير كانت معروفة بعمل الخير، مبدية دهشتها من الغدر بها أثناء توجهها لتوزيع الصدقات على المحتاجين.

وأضافت، أنها تغيّبت عن منزلها نحو 24 ساعة، حيث خرجت بعد صلاة ظهر السبت، وعُثر على جثتها في تمام الساعة السابعة صباح الأحد، مسجاه على الأرض غارقة في دمائها، وأثار الضرب واضحة على جسدها.

وتابعت: "كما تبيّن سرقة مصوغاتها الذهبية وحقيبتها وأموالها، حيث كانت في طريقها لتجهيز إحدى العرايس اليتيمات، بحكم عملها رئيس جمعية خيرية منذ سنوات طويلة، حيث لقّبها كثير من الأهالي والمناطق المجاورة بـ«سيدة المساكين»، حيث كانت قدوة ونموذجا لكثرة عملها في الخير، وعاشت لمساعدة المحتاجين حولها.

كشف ملابسات الحادث وضبط القاتل

أصدرت وزارة الداخلية، بيانا لتوضيح ملابسات الحادث، حيث تبلغ لمركز شرطة دمنهور بمديرية أمن البحيرة، بالعثور على جثة سيدة بأحد الطرق بدائرة المركز.

بالإنتقال والفحص تبين أن المجنى عليها موظفة "بالمعاش"، مقيمة بدائرة قسم شرطة دمنهور، وبها كدمات وسحاجات متفرقة بالجسم، وبسؤال كريمتها أفادت بخروج والدتها من المنزل رفقة "سائق" بالسيارة الخاصة به لتوزيع صدقات للجمعيات الخيرية، حيث أن والدتها عضوة بالجمعيات الخيرية، وتقوم بتوزيع الصدقات لتلك الجمعيات، وأضافت أنه كان بحوزة والدتها "هاتف محمول، حقيبة يدها، مبالغ مالية، بعض المشغولات الذهبية".

بإجراء التحريات وجمع المعلومات تمكن قطاع الأمن العام بمشاركة مديرية أمن البحيرة، من التوصل إلى أن وراء إرتكاب الواقعة سائق، مقيم بدائرة مركز شرطة دمنهور. 

إعترافات صادمة للسائق القاتل

عقب تقنين الإجراءات، تم ضبطه، وبمواجهته إعترف بإرتكاب الواقعة، وأقر بإعتياده إصطحاب المجنى عليها لتوصيلها للجمعيات الخيرية، حيث إستقلت معه السيارة قيادته "ملاكى" لتوصيلها لإحدى الجمعيات الخيرية، التى تتردد عليها لتوزيع أموال الصدقات، وأثناء سيرهما توقف بالسيارة، وأوهمها بإنتظاره أشخاص قادمين لتسليمه قطع غيار لسيارته، ثم غافلها وقام بالتعدى عليها بإستخدام أداة "حديدية"، مما أدى إلى وفاتها.

عقب ذلك، القى جثتها بمكان العثور عليها، وأستولى على متعلقاتها، وتم بإرشاده ضبط المسروقات وكذا السيارة والأداة المستخدمة فى إرتكاب الواقعة، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية.