الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منطاد الصين يثير غضب واشنطن.. هل تعمدت بكين إحراج الإدارة الأمريكية؟| قراءة

سقوط المنطاد الصيني
سقوط المنطاد الصيني وأمريكا تتوعد للصين

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية  والصين حالة من التوتر ارتفعت وتيرتها في الفترة الأخيرة بين واشنطن وبكين نتيجة الخلافات في المواقف السياسبة أو غيرها.

وتجدد التوتر بين البلدين عقب ظهور بلون طائر (منطاد) في سماء الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اتهمت واشنطن التنين الصيني "بكين" بالتجسس عليها.

بايدن وشي جين بينج

بالون صيني يظهر في سماء أمريكا 

فقبل أيام من زيارة وزير الخارجية أنطوني بلينكين إلى بكين، للقاء الرئيس شي جين بينج، قالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، إن الولايات المتحدة اكتشفت بالون تجسس صيني كان يحوم فوق شمال غرب الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن الرئيس بايدن اختار عدم إسقاط البالون بعد توصية من مسؤولي البنتاجون، بأن القيام بذلك من شأنه أن يخاطر بسقوط الحطام على الناس على الأرض.

ويبدو أن قرار الإعلان عن الاكتشاف وضع الصين على علم قبل زيارة بلينكين إلى بكين، وهي الأولى لوزير خارجية أمريكي منذ 6 سنوات، ولا بد أن يؤدي الظهور المفاجئ للمنطاد إلى زيادة التوترات المتصاعدة بالفعل بين القوتين.

وقال المسؤول، إنه على الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي ترسل فيها الصين بالونات مراقبة إلى الولايات المتحدة، لكن هذه البالونات يبدو أنها بقيت فوق البلاد لفترة أطول.

وقال مسؤولو البنتاجون، إن البالون سافر من الصين إلى جزر ألوشيان في ألاسكا، وعبر شمال غرب كندا خلال الأيام القليلة الماضية قبل أن يصل إلى مكان ما فوق مونتانا، حيث كان يحوم يوم الأربعاء.

لم يكن من الواضح ما الذي كانت تبحث عنه الصين في مونتانا، لكن الولاية هي موطن لجناح الصواريخ 341 في قاعدة مالمستروم الجوية، وهي واحدة من ثلاث قواعد للقوات الجوية الأمريكية التي تشغّل وتحافظ على صواريخ باليستية عابرة للقارات.

وأرسل البنتاجون طائرات مقاتلة من طراز F-22 لتتبع البالون يوم الأربعاء، ما أدى إلى توقف الرحلات مؤقتًا في مطار بيلينجز، حسبما قال مسؤول دفاعي كبير، لكنه قرر عدم إسقاط البالون.

وقال المسؤولون، إن وزير الدفاع لويد ج. أوستن دعا إلى اجتماع لكبار المسؤولين العسكريين والدفاعيين لمناقشة كيفية التعامل مع الوضع.

وقال مسؤول دفاعي كبير خلال إفادة في البنتاجون إن كبار مسؤولي إدارة بايدن اتصلوا بنظرائهم الصينيين على وجه السرعة باستخدام قنوات متعددة ونقلوا خطورة القضية.

منطاد صيني 

تاريخ حافل في التجسيس للبلدين 

وتمتلك الصين العديد من الأقمار الصناعية التي تدور حول 300 ميل فوق الأرض، ويقول مراقبون إن الأقمار الصناعية الصينية، مثل أقمار التجسس الصناعية الأمريكية، يمكنها التقاط الصور ومراقبة إطلاق الأسلحة. 

ولكلا البلدين تاريخ في التجسس على بعضهما البعض، ويتوقع المسؤولون الأمريكيون الذين يزورون الصين في بعثات دبلوماسية بشكل روتيني أن محادثاتهم ستخضع للمراقبة.

ونفذ، أمس السبت، الجيش الأميركي، عملية لإسقاط المنطاد الصيني، الذي ظل يحلق منذ عدة أيام فوق سماء الولايات المتحدة.

وأظهرت لقطات فيديو لحظة قيام مقاتلة حربية بإسقاط المنطاد الصيني، قبالة ساحل كارولينا الجنوبية، فيما ستبدأ القوات الأميركية الموجودة على الأرض عملية لاستعادة الحطام.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن طائرة مقاتلة أسقطت المنطاد الصيني قبالة ساحل كارولينا الجنوبية.

وفي وقت سابق، أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية أنها أغلقت المجال الجوي في أجزاء من ولاية كارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية، لـ "دعم وزارة الدفاع في جهد يتعلق بالأمن القومي".

وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن الرئيس جو بايدن أعطى الضوء الأخضر لإسقاط المنطاد، مشيرة إلى تحرك سفن حربية ومقاتلات إلى موقع المنطاد.

وظل أعضاء الكونغرس والمرشحون الجمهوريون للانتخابات الرئاسية 2024، يضغطون علنا على إدارة جو بايدن لإسقاط المنطاد على الفور.

ورد الرئيس الأميركي، السبت، على سؤال عما إن كانت الولايات المتحدة ستسقط المنطاد الصيني، وقال "سنتولى أمره".

وكان بايدن يميل إلى إسقاط المنطاد فوق الأرض، عندما تم إبلاغه به لأول مرة يوم الثلاثاء، لكن مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) نصحوا بعدم القيام بذلك، محذرين من أن هناك خطرا محتملا على البشر على الأرض يفوق تقييم المكاسب الاستخباراتية الصينية المحتملة.

منطاد صيني 

إسقاط المنطاد الصيني بصاروخ  

ونقل مسؤولون أميركيون عن الجيش قوله إنه سيحاول سريعا انتشال المكونات الرئيسية للمنطاد. وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير للصحفيين "عملية الانتشال جارية، لم يتحدد بعد الوقت الذي ستسغرقه"، مضيفا أن الحطام موجود في مياه ضحلة نسبيا.

وقال مسؤول عسكري كبير إنه يتوقع ألا تستغرق عملية الانتشال أسابيع أو شهورا وإنها ستكون أسرع نسبيا.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن المنطاد لم يكن مرتبطا بالأرصاد الجوية بل كان منطادا أرادت الصين استخدامه للتجسس على مواقع عسكرية حساسة.

وأضاف المسؤول، أن المنطاد الصيني واحد من أسطول من مناطيد المراقبة التي استخدمتها الصين للتجسس في سماء خمس قارات، مشيرا إلى أن المقاتلة الأميركية إف-22 أسقطت المنطاد بصاروخ واحد فقط

ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، صباح اليوم الأحد بالتوقيت المحلي لبكين، إن الصين أعربت عن "استيائها الشديد واحتجاجها" على قيام الولايات المتحدة بإسقاط منطادها قائلة إن الولايات المتحدة "بالغت في رد فعلها" و "تنتهك بشكل خطير الممارسات الدولية".

وأضافت أن "الجانب الصيني أبلغ الجانب الأمريكي مرارًا وتكرارًا بعد التحقق من أن المنطاد مخصص للاستخدام المدني ودخل الولايات المتحدة بسبب ظروف خارجة عن السيطرة.

والصين طلبت بوضوح من الولايات المتحدة التعامل معه بشكل صحيح وبطريقة هادئة ومهنية وضبط النفس وكما صرح متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بأن المنطاد لن يشكل تهديدا عسكريا أو شخصيا للأفراد على الأرض".

وجاء بيان الخارجية الصينية عقب إسقاط طائرات مقاتلة أمريكية، أمس السبت، المنطاد فوق المحيط الأطلسي في مهمة أشاد بها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ووصفتها بأنها ناجحة.

ويشار إلى أن الولايات المتحدة أوضحت أن المنطاد كان منخرطا في عمليات تجسس، لكن الصين دحضت ذلك، وأصرت على أنه بمثابة مركبة أبحاث مدنية خرجت عن مسارها.

الخارجية الصينية 

إجراءات ردعية للحفاظ على الهيبة

وقال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية والشئون الأمريكية، إن العلاقات الأمريكية الصينية تجمع بين مساريين، مسار الدبلوماسية وفتح قنوات اتصال مع الصين وهو الذي كرسه لقاء الرئيس بايدن مع رئيس شي جين بينغ في نوفمبر الماضي في إندونيسيا على هامش قمة العشرين، والذي كان من المتوقع لها أن تستمر في هذا المسار بجانب زيارة بلينكن إلى بكين والتي أُلغيت بسبب أزمة المنطاد.

وأوضح سيد ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن المسار الآخر هو المسار التصعيدي بين الجانبين، أمريكا تصعد من الضغوط على الصين والتصعيد العسكري بنشر قواتها والتحركات العسكرية الأمريكية في منطقة بحر الصين الجنوبي في مضيق تايوان، وأيضا العقوبات الاقتصادية على بكين وملفات حقوق الإنسان والأقليات للضغط على الأخيرة، وبالتالي هذه الاستراتيجية يأتي في سياقها المنطاد، حيث إن المنطاد زاد من منسوب التوتر بين الجانبين.

وتابع: باعتبار المنطاد تعبير عن استعراض القوة الصينية، ولأول مرة الصين تقوم باختراق الأجواء الأمريكية ورغم أن الأخيرة، تقول إن المنطاد كان لأغراض سلمية وأنه انحرف عن مساره، ولكن جميع خبراء الأرصاد والطقس أكدوا أنه لم تكن هناك عوامل غير طبيعية مثل الرياح تدفع إلى الانحراف، فبالتالي المنطاد جاء متعمدا من قبل الصين للولايات المتحدة الأمريكية.

ولفت أن المنطاد استفز أمريكا من خلال إلغاء رحلة بايدن ومن خلال إسقاط المنطاد والعمل على تحليله، ولكن في كل الأحوال أمريكا ستزيد من التصعيد واتخاذ المزيد من إجراءات الضغط تجاه الصين، باعتبار أن المنطاد كشف هشاشة الأمن القومي الأمريكي وشكل تهديدا كبيرا له.

وأكد أن المنطاد سيدفع تجاه المزيد من التصعيد بين البلدين، لكن لن يصل إلى مرحلة الصدام العسكري لأن كلا البلدين حريص على عدم الدخول في صدام عسكري، لأن البلدين قوتين عسكرتين نوويتين وكلاهما كبرتين في النظام الدولي.

واختتم: أمريكا ستتخذ المزيد من الإجراءات التصعيدية للحفاظ على الهيبة الأمريكية بعد الاختراق الصيني وسنشهد المزيد من التواجد العسكري الأمريكي والمناورات الامريكية في حزام الصين سواء بحر الصين او اليابان او في الفليبين.

الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية والشئون الأمريكية