EN 
زلزال سوريا المميت، الذي خلف آلاف الوفيات والإصابات، ودمر مناطق شاسعة من البلاد، كان شاهدا على مأساة ونهاية عائلات بأكملها تحت الأنقاض، عائلات تقطعت أوصالها في غفلة من الزمن، ولم يعد لها وجود، ولم يتبقى منها غير الذكريات.
زلزال سوريا ومأساة عائلة شارودي
المواطن السوري محمد شاوردي، واحد ممن كسبوا تعاطف كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد خسارة عائلته "زوجته وأطفاله التوأم" تحت أنقاض زلزال سوريا المدمر، حاله حال مئات العائلات السورية.
وتواصل موقع "صدى البلد"، مع الأب السوري محمد شاوردي، الذي روى تفاصيل مأساته، قائلا إنه كان متواجدا في مدينة تبعد 7 كيلو مترات، عن مدينة سرمدة الواقعة شاملي محافظة إدلب على الحدود التركية والتي خسر فيها أسرته، موضحًا أنها كان في منزله الأخر، واستيقظ على الهزة الأرضية، وتواصل مع زوجته عبر الهاتف المحمول ولكنها لم تجبه على الإطلاق، مما جعله يقود سيارته بشكل جنوني ويذهب إلى المنزل الذي به عائلته ليجده منهارا.
وأكد شاوردي، أن المنزل القديم يبعد عن المنزل الذي كان يجلس به بـ10 دقائق تقريبًا، وعندما وصل إلى هناك لم يتعرف على الحارة بالكامل، لأن المنازل كانت سقطت بسبب الهزة الأرضية، قائلا أنه "ظل ينادي على أطقاله ولم يجب عليه أحد على الإطلاق"، مشيرا إلى أن حاله الأن كحال آلاف السوريين.
وأضاف شاوردي، أن رجال الدفاع المدني قدموا كل ما في استطاعتهم، وذلك بسبب ضعف الإمكانيات التي تعاني منها سوريا، مشيرا: "شمال غرب سوريا منكوب والزلزال زاد الكارثة، وضع البلد سيئ وكارثي جدا، المستشفيات الميدانية مليئة، وإدلب في حالة يرثى لها تمامًا".
ولفت شاوردي، إلى أنه فقد في زلزال سوريا كل من زوجته "35 عاما"، وبناته التوأم "4 سنوات ونصف"، مؤكدا أنه فقد ثلاثة من أسرته في ليلة سوداء على حد وصفه.
وتابع شاوردي، أن السوريين الذين يقبعون تحت الأنقاض الأن ليس لديهم أي فرصة للنجاة، خاصة أن الزالزال مر عليه ما يقرب من 44 ساعة تقريبًا، مطالبا الشعوب العربية بسرعة وصول المساعدات لإنقاذ الشعب السوري من الهلاك، وتطرق إلى فرق الدفاع المدني قائلا: "أنهم في مدينة جنديرس السورية يحفرون بأيديهم والملاعق، لعدم وجود أي إمكانيات".
موقف مصر من زلزال سوريا وتركيا
وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، أرسلت جمهورية مصر العربية 5 طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة لسوريا وتركيا.
وأجرى الرئيس السيسي، الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي أعرب خلال الاتصال الهاتفي عن خالص التعازي في ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع بالأمس 6 فبراير، والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
من جانبه طالب رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي خلال مؤتمر صحفي المجتمع الأوروبي برفع الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر.
وقال حبوباتي: "نطالب برفع الحصار والعقوبات وأناشد الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا ويكفي مذلة وآن الأوان بعد هذا الزلزال لرفع العقوبات".
وأكد حبوباتي، أن العقوبات الاقتصادية تؤثر على صعوبة الوضع الإنساني، وعمليات الإنقاذ صعبة ولا يوجد وقود حتى لإرسال القوافل وهذا بسبب الحصار والعقوبات.
من جهة أخرى لفت حبوباتي إلى أن عملية الإنقاذ تتعرض للعديد من المعوقات أولها نقص الآليات الخاصة بإنقاذ الأشخاص تحت الأنقاض والعقوبات تشكل العائق الأساسي لوصول هذه الآليات.
