تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة بشأن بالون التجسس الصيني المشتبه به، مما دفع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للتحذير من أن أمريكا "ستتصرف" لحماية نفسها إذا هددت بكين سيادتها.
وأسقط الجيش الأمريكي منطاد تجسس صيني مشتبه به فوق المحيط الأطلسي قبالة سواحل كارولينا الجنوبية الأسبوع الماضي، ما أثار رد فعل قوي من الصين التي حذرت يوم الأحد من تداعيات على استخدام أمريكا القوة ضد منطقتها المدنية بدون طيار.
وقال بايدن في خطابه الثاني عن حالة الاتحاد مساء الثلاثاء، بعد ثلاثة أشهر من سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب: "أنا ملتزم بالعمل مع الصين حيث يمكنها تعزيز المصالح الأمريكية وإفادة العالم.. ولكن كما أوضحنا الأسبوع الماضي، إذا هددت الصين سيادتنا، فسنعمل على حماية بلدنا".
واتهمت الولايات المتحدة الصين بانتهاك السيادة الأمريكية والقانون الدولي بإرسال بالون التجسس فوق البلاد والمنشآت الحساسة.
وتابع بايدن: "لنكن واضحين: الفوز بالمنافسة مع الصين يجب أن يوحدنا جميعا. نحن نواجه تحديات خطيرة في جميع أنحاء العالم"، مضيفا أنه "في العامين الماضيين، أصبحت الديمقراطيات أقوى، وليس أضعف".
وذكر الرئيس بايدن الصين ونظيره، شي جين بينج، سبع مرات على الأقل في خطابه الذي استمر 72 دقيقة، وركز بشكل أساسي على كيفية استعداد الولايات المتحدة للتنافس مع بكين الحازمة بينما تسعى أيضا إلى تجنب الصراع.
وردا على تصريحات بايدن، أكدت الصين، أمس الأربعاء، أنها لا تخشى التنافس مع الولايات المتحدة ولكنها تعارض تحديد العلاقة الصينية الأمريكية بأكملها من حيث المنافسة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج في مؤتمر صحفي: "ليس من ممارسة دولة مسؤولة تشويه سمعة دولة أو تقييد حقوقها التنموية المشروعة تحت ذريعة المنافسة ، حتى على حساب تعطيل سلسلة الصناعة والإمداد العالمية".
وقالت ردا على أسئلة صحفية، إن "الصين ستدافع عن مصالحها، ويتعين على الولايات المتحدة العمل مع بكين 'لتعزيز عودة العلاقات الثنائية إلى مسار التنمية السليمة والمستقرة".
وفي خطابه، الذي تمحور حول موضوع الوحدة، قال بايدن بعد عامين من إدارته إن الأنظمة الاستبدادية أصبحت أضعف وليست أقوى.
وتابع: "أمريكا تحشد العالم مرة أخرى لمواجهة تلك التحديات، من المناخ والصحة العالمية، إلى انعدام الأمن الغذائي، إلى الإرهاب والعدوان الإقليمي".
واستطرد: "يتقدم الحلفاء وينفقون المزيد ويفعلون المزيد. وتتشكل الجسور بين الشركاء في المحيط الهادئ وأولئك في المحيط الأطلسي. وأولئك الذين يراهنون ضد أمريكا يتعلمون مدى خطأهم"، مؤكدا أنه "ليس رهانا جيدا على الإطلاق أن نراهن ضد أمريكا".
وقال بايدن "قبل توليه منصبه، كانت القصة تدور حول كيفية زيادة الصين لقوتها وهبوط أمريكا في العالم، وليس الآن".
وأضاف: "لقد أوضحت مع الرئيس شي أننا نسعى إلى المنافسة وليس الصراع. لذا لن أقدم أي اعتذار لأننا نستثمر لجعل أمريكا قوية. الاستثمار في الابتكار الأمريكي، في الصناعات التي ستحدد المستقبل، وحكومة الصين عازمة على الهيمنة".
وشدد على ضرورة "الاستثمار في تحالفاتنا والعمل مع حلفائنا لحماية تقنياتنا المتقدمة حتى لا يتم استخدامها ضدنا".
وأكد: "اليوم، نحن في أقوى مركز منذ عقود للتنافس مع الصين أو أي شخص آخر في العالم".