قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خداع سياسي أم نوايا صادقة| الغموض سيد الموقف من مبادرة الصين لحل الأزمة الأوكرانية.. حلفاء كييف يشككون.. والناتو يفخخها بملف تايوان

الغموض سيد الموقف من مبادرة الصين للأزمة الأوكرانية
الغموض سيد الموقف من مبادرة الصين للأزمة الأوكرانية
5118|معتز شمس الدين   -  

أرهقتكثرة الحديث عن طرق إنهاء الحرب الأوكرانية، العالم أجمع، وأقلقت الرؤساء، وأنهكت الشعوب بآثارها الاقتصادية، ودائما كانت كلمة الصين، أكثر ما تكتبه تلك الأقلام عند ذكر الدول صاحبة القدرة على إيجاد مخرج للحرب كـ«وسيط سلام»، ولكن حينما كانت المفاجأة بحدوث ذلك عبر تصريحات أحد المسئولين الصينيين أمس، وإشارته إلى وجود مبادرة لتلك الحرب التي مر عليها عاما كاملا؛ كانت الطعنات قوية بحقها، في ظل توقيتها والظروف المحيطة بها.

وأصبح الجميع حائرا، هل الصين كانت خالصة النوايا حين الحديث عن دور سلام، رغم كونها حليف استراتيجي لروسيا؟، أم أنها تناور وتمارس الخداع السياسي، خصوصا في ظل حديث الناتو عن الصين، وتحذير الجميع بضرورة تراجعهم عن دعم موسكو، وذلك مع الإشارة إلى ملف تايوان، وهنا تحاول تلك الكلمات جمع الخيوط المتقاطعة؛ لعلها تعيد رسم صورة أعمق حول تلك المباردة.

مبادرة بدون تفاصيل عبر تصريحات صحفية

أعلنت الصين عن مبادرتها الخاصة بإنهاء الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا، دون الكشف عن تفاصيل تلك المبادرة، حيث اكتفى وانج يي، كبير قادة السياسة الخارجية الصينية، بالقول: "سنأتي بشيء ما"، وذلك في المؤتمر الأمني ​​في ميونيخ بألمانيا اليوم السبت، وأكد أن الموقف الصيني من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية؛ هو الوقوف بحزم الى جانب السلام والحوار، ولكن في ذات الوقت انتقد “وانج” القوى التي رأى أنها تسعى إلى تحقيق مصالح جيوسياسية وإعطاء أهمية أقل لمعاناة الشعب في أوكرانيا، وذلك دون توضيح بمن يقصد بهذا الانتقاد.

وبهذا التصريح وضعت الصين نفسها كقوة "سلام وحوار" في الصراع الأوكراني، وذلك بالتزامن مع الحديث عن دور الصين في دعم روسيا بهجومها على أوكرانيا، وحرص ممثل بكين في إظهار دولته كداعم لمجتمع الدولي ومؤسساته، حيث قال “وانج” إنه من أجل عالم أكثر أمنا، فإن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة هي شيء يجب أن نتمسك به، وإن الفوضى والصراعات التي تعصف بالعالم في الوقت الحالي قد أثيرت؛ بسبب عدم التمسك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

ترحيب حذر لا يخلو من النقد المقنن وصمت صيني

وفور خروج تلك التصريحات، كانت هناك عدة ردود أفعال من عواصم العالم، والتي حملت في معظمها ترحيبا حذرا، فيما أجمعت على التشكيك في نوايا بكين، وحاولت طعن مباردتها بـ"نقد مقنن"؛ فقد رحبت وزيرة الخارجية الألمانية “أنالينا بربوك”، بشكل عام، بإعلان الصين أنها ستؤدي إلى حل سلمي في أوكرانيا.

وقالت بربوك: إن الصين- بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي-؛ فإن عليها الالتزام باستخدام نفوذها لتأمين السلام العالمي، ثم وجهت حديثها إلى “وانج يي” قائلة: "بالأمس تحدثنا بشكل مكثف حول ما يعنيه السلام العادل - ليس أنك تكافئ المعتدي، ولكن أن تدافع عن القانون الدولي ومن هوجموا".. وهي التصريحات التي ألمحت عن معرفة بملامح المبادرة ورفضها في ذات الوقت.

فيما قالت السياسية من حزب الخضر في ميونيخ، إن السلام العادل يفترض مسبقا أن من انتهك وحدة الأراضي، أي روسيا، تسحب قواتها من الدولة المحتلة، ويعتمد السلام العالمي على حقيقة أننا جميعًا نعترف بوحدة أراضي وسيادة كل دولة، ولكن في الوقت نفسه، من الواضح أيضًا أنه يجب استخدام "كل فرصة" لتحقيق السلام، وذكرت “بربوك”، أنه بدون الانسحاب الكامل لجميع القوات الروسية من أوكرانيا؛ فلا توجد فرصة لإنهاء الحرب.

فيما كانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين متشككة لنوايا الصين، وقالت في مؤتمر ميونيخ للأمن أيضا: "كان من الممكن أن تتخذ الصين موقفًا واضحًا بأنها ستقف إلى جانب روسيا، أفضل من تلك المبادرة، فكل المطالب بإنهاء الحرب بالتنازل عن الأراضي لروسيا؛ غير مقبولة".

الناتو يحذر: قد تنتقل عدوى الحرب من أوروبا لآسيا

ولم ينتظر حلف الناتو كثيرا؛ فقد رد على مبادرة الصين بشكل سريع، حيث حذر “ينس ستولتنبرغ” الأمين العام لحلف الناتو، من أن ما يحدث في أوروبا اليوم؛ قد يحدث في شرق آسيا غدًا، وحذر أيضا من أن الحلفاء الغربيين يجب أن يتصرفوا موحدين على الجبهتين العسكرية والاقتصادية، وكانت هذه رسالة الأمين العام لحلف الناتو اليوم السبت، إلى النخبة الأمنية العالمية المجتمعين في مؤتمر ميونيخ للأمن.

وربط رئيس التحالف العسكري بشكل مباشر، حرب روسيا في أوكرانيا، بالصين، ملمحًا إلى مخاوف من قيام بكين بشن حرب على تايوان، وهي الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي والتي لا تزال بكين تدعي أنها أراضيها.

وفي تشكيك مباشر في المباردة، قال ينس، إن بكين تراقب عن كثب الثمن الذي تدفعه روسيا - أو المكافأة التي تحصلت عليها مقابل عدوانها، وأضاف: "حتى لو انتهت الحرب غدًا ، فإن بيئتنا الأمنية تتغير على المدى الطويل، بينما حذر أمين عام الناتو من أن الحلفاء الغربيين يجب أن يتصرفوا موحدين على الجبهتين العسكرية والاقتصادية، فيما التزمت الصين بالصمت.

أوكرانيا ترسم الخط الأحمر لبكين.. وواشنطن تشكك

وبعد الإعلان عن خطة سلام صينية، استبعد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بشكل قاطع أي خسارة لأراضي بلاده، وهو بذلك يرسم الخط الأحمر أمام بكين في أي مبادرة تسعى للإعلان عنها.

وصرح كوليبا للصحفيين، اليوم السبت، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، بأنه من مصلحة أوكرانيا أيضًا أن تلعب الصين دورًا في البحث عن السلام، لكن وحدة أراضي أوكرانيا غير قابلة للتفاوض، فلا توجد تنازلات، وليس على أصغر متر مربع، وفق ما نشرته صحيفة بيلد الألمانية.

فيما قالت نائبة الرئيس الامريكي كامالا ديفي هاريس، إن أي تحركات من جانب الصين في هذا الاتجاه من شأنها أن تكافئ العدوان وتواصل القتل وتقوض النظام القائم على القواعد، وأضافت في تصريحات داخل مؤتمر ميونيخ للأمن، ونشرتها صحيفة فوكس الألمانية: "نشعر بالقلق من ان بكين عمقت علاقاتها مع موسكو منذ بداية الحرب"، لذلك يجب أن نتفق نيابة عن جميع الضحايا بضرورة تحقيق العدالة، وتقديم القيادة الروسية إلى العدالة ومعاقبتهم، ويجب احترام سيادة القانون.

حرب بحرب وخطاب بخطاب.. «بايدن»: لغة القوة هي الواقع الآن

ويبدوا أن الأمور محسومة لدى اطراف الحرب بأن حديث السلام لا وقت له الآن، ففي غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيزور بولندا جارة أوكرانيا، الثلاثاء والأربعاء المقبلين، حاملا "رسالة" حازمة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه سيدعم أوكرانيا "طالما لزم الأمر"، وأفاد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي الجمعة بأنه "في اليوم نفسه الذي يلقي فيه بايدن خطابا رسميا في قصر وارسو الثلاثاء، من المقرر أن يلقي بوتين أيضا كلمة".

ومن هذا الموقع الذي يحمل رمزية كبرى في تاريخ بولندا، وقبل 3 أيام من مرور عام على بدء الحرب في أوكرانيا، يعتزم بايدن "توجيه رسالة إلى بوتين كما إلى الشعب الروسي"، على ما أفاد المتحدث باسم البيت الأبيض.