EN 
تعد الأمراض المناعية من أهم الأشياء التي يجب أن يكون لدى الجميع الوعي الكافي بها، فعادةً يستغرق المريض وقتًا كبيرًا حتى يجد التشخيص الصحيح، وفي كثير من الأحيان يُعتقد بأنه مرض نفسي، ولكن الحقيقة أن هناك خللًا في الجسد يتطلب العلاج الفعَّال.
ولمعرفة قصة هذه النوعية من المشكلات الصحية ومزيد من التفاصيل عن الأمراض المناعية وكشف أشهر الخرافات الخاطئة عنها، كان لنا هذا الحوار مع الدكتور حسام الديب، استشاري الروماتيزم والأمراض المناعية، وزميل الكلية الملكية البريطانية بلندن.
قال دكتور حسام الديب، إن الأمراض المناعية تأتي للأشخاص بشكل مفاجئ وغير معلومة الأسباب، وكل ما توصل له العلماء هو بعض العوامل التي تزيد احتمالات الإصابة بها مثل الوراثة والحزن.
وأضاف "حسام" في حوار خاص لموقع “صدى البلد” الإخباري، أن الأمراض المناعية هي حالة طبية تحدث عندما يطلق الجسم الأجسام المضادة ويهاجم نفسه، ومنها: مرض الذئبة الحمراء، والتهاب العضلات المناعي.
وأكد “حسام” أن التهاب العضلات المناعي مختلف تمامًا عن مرض ضمور العضلات؛ فالأخير يتم علاجه من قِبَل أطباء المخ والأعصاب، ولا يحدث بسبب أي خلل مناعي، كما يجعل العضلات تضعف وتموت.
أما التهاب العضلات المناعي فهو يسبب:
- ألمًا مفاجئًا في العضلات خاصة الفخذين والذراعين.
- وإرهاقًا عند صعود السلم.
- والشعور بالصداع.
- وارتفاعًا في الحرارة.
ويوضح أنه غالبًا ما يكون هذا المرض في سن الشباب، ويصاحب الاستيقاظ من النوم زيادة شعور الحالة بالألم ويستمر في الزيادة، والتشخيص المبكر مهم جدًا في الوقاية من المضاعفات.
ونصح “حسام الديب” من يعانون من هذه الأعراض أو لديهم شك في الإصابة بأحد الأمراض المناعية بزيارة طبيب باطنة؛ لأنه تخصص عام ويستطيع معرفة السبب الحقيقي للمرض وتوجيههم للطبيب المختص بشكل صحيح، موضحًا أن الأمراض المناعية معظمها مزمنة ولكنها تتحسن بالعلاج ومن يعانون منها يستطيعون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وأشار إلى أن المرأة المصابة بالروماتويد والذئبة ومختلف الأمراض المناعية تستطيع الزواج والإنجاب والرضاعة بشكل طبيعي، ولكن بشرط زيارة الطبيب قبل الزواج والإنجاب لوضع الروتين العلاجي المناسب، مؤكدًا أن الأم لا تنقل المرض للطفل خلال الحمل ولكنه يحمل الجينات الوراثية فقط “الوراثة لا تعني حتمية الإصابة”.
وكشف “حسام” أن بعض الأمراض المناعية تحدث نتيجة سبب نفسي، مثل: الشعور بالحزن والاكتئاب ومختلف المشاعر السلبية لفترة طويلة، وتحتاج استشارة طبيب نفسي بجانب العلاج العادي، ونجد هذا واضحًا في مرض التهاب العضلات النفسي، أما الذئبة الحمراء أحيانًا تسبب أعراضًا نفسية، كما أن بعض الأدوية تسبِّب نفس المشاكل أيضًا.
وحذَّر “حسام” من إهمال علاج الأمراض المناعية؛ لأنه يمكن أن يؤدي لمضاعفات خطيرة تختلف حسب نوع المرض وتصل في بعض الأحيان لمشاكل كبيرة في الكلى والقلب والأعصاب، ولكن هذه النوعية من الأمراض لا تتطور لمشكلة أكبر؛ فعلى سبيل المثال الأمراض المناعية لا تتحول للأورام ولا لمرض ضمور العضلات.
