الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هالة أمين تكتب: نصيحة كاثوليكية للمسلمين في رمضان

هالة أمين
هالة أمين

تستطيع أن تستشعر كمواطن مصري بكل سهولة أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي في شهر رمضان الذي هل علينا قبل أيام، للدرجة التي ترى فيها أن التقارب بين المسيحيين والمسلمين يصبح أكثر روحانية في رمضان وذلك من خلال بعض اللفتات التي تؤكد  اهتمام المسيحيين بطقوس شهر رمضان ورغبتهم في جعل أصدقائهم أو جيرانهم المسلمين يحصلون على بركاته ونفحاته الاستثنائية.

ستجد المسيحيين في مصر يراعون مشاعر المسلمين خلال نهار رمضان بالإضافة لمشاركتهم في طقوس السهر وإحياء ليالي الشهر الفضيل مجتمعين بل في بعض الأحيان تجد صديقك المسيحي يصوم يوما من أيام رمضان معك ويفطر مع عائلتك، وبرغم اختلاف العقيدة والدين سترى أن المسيحيين ينتظرون ويستقبلون رمضان بنفس الفرحة والبهجة التي يشعر بها المسلمين.

وكمصرية تعيش تلك الأجواء الروحانية كل عام بين المسيحيين والمسلمين، استرعى انتباهي تقرير للكاتبة والناشرة مارجو سالسيدو -وهي معروفة للكثيرين بأنها كاتبة عمود في صحيفة "فلبين ديلي إنكوايرر" الناطقة بالإنجليزية-، والتي تقول فيه إنها مسيحية كاثوليكية، ولكنها تدعو الله أن تحل بركاته على المسلمين خاصة في رمضان، وأن يجدوا فيه قوة الروح والسلام الداخلي وأنت تتغذى أرواحهم ويوطدوا علاقاتهم مع الله في شهر الصوم المقدس.

وعلى الرغم من أن الكاتبة مارجو مسيحية إلا أنها أفردت تقريرها لنصح المسلمين ووضعت له عنوانا تشعر فيه بالإخلاص والمحبة والاهتمام وهو "تناول طعامًا جيدًا خلال شهر رمضان"، استهلته بتهنئة المسلمين في جميع أنحاء العالم والذين بدأوا صيامهم بدأ الخميس الماضي، واصفة رمضان بأنه أقدس الشهور بالنسبة للمسلمين، والذي يقع في تاريخ مختلف كل عام، اعتمادًا على دورات القمر.

أعجبني كثيرا أن الكاتبة أشارت إلى أن صيام رمضان فيه معاناة ولذلك وضع الله سبحانه وتعالى ضوابط حيث أعفى المرضى والحوامل وحتى المرضعات والأطفال وحتى أولئك الذين يسافرون من الصيام، ومن هذا المنطلق أرادت أن تقدم شيئا بسيطا للمسلمين وهي نصيحة لتغذية سليمة وصحية خلال شهر رمضان.

وأوضحت أنه يجب أن توفر وجبة السحور طاقة تكفي المسلم طوال ساعات الصيام، مؤكدة إنها يمكن أن تشمل اللحوم، ويفضل اللحوم الخالية من الدهون مثل الدجاج والأسماك منزوعة الجلد، بالإضافة إلى الأطعمة الأخرى الغنية بالبروتين مثل منتجات الألبان قليلة الدسم أو حليب الصويا المدعم بالكالسيوم، وأكدت أنه يوصى بشدة أيضًا بالبيض لأنه يجعل الصائم يشعر بالشبع لكونه غنيًا بالبروتين.

ويمكن أيضًا تناول الكثير من الأرز أو دقيق الشوفان للحصول على الطاقة أو غيرها من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل الخبز، ومن الضروري أيضًا تناول الكثير من الفواكه والخضروات للحصول على الفيتامينات والمعادن والمواد الكيميائية النباتية الحيوية لصحة جيدة.

أما بالنسبة لوجبة الإفطار فيجب أن تشتمل أيضًا على اللحوم والأرز والخضروات والفواكه، وعن تناول التمر في بداية الإفطار أكدت الكاتبة أنه مصدرًا رائعًا للطاقة ولأنه غني بالبوتاسيوم، فإن التمر يساعد أيضًا العضلات والأعصاب على العمل بشكل جيد، ويُنصح بتجنب الأطعمة الدهنية والمقلية في الإفطار، وحتى المعجنات، حيث انها مليئة بالدهون والتي يتم تخزينها في الجسم وقد يؤدي تناول هذه المواد إلى الحموضة وعسر الهضم.

ولفت نظري أنه في نهاية تقريرها أشارت إلى المعنى الروحاني من الصيام وأن الهدف تعليم المرء ضبط النفس، وتعزيز تقوى المرء وإيمانه، والسعي إلى المغفرة، والاهتمام بالله وبركاته، بل وأثنت كثيرا على فرض زكاة الفطر على المسلم وهي تبرع خيري يجب تقديمه قبل صلاة العيد قبل نهاية شهر رمضان، والتي وصفتها بأنها تعتبر نوعا من الصدقات الحنونة للغاية، وتهدف إلى مساعدة الفقراء أيضًا على الاحتفال بعيد الفطر بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.

تقرير الكاتبة المسيحية مارجو سالسيدو كان ملهما للغاية وباعثا للسعادة والمحبة والتي أجدها أنا شخصيا بكل وضوح في مصر بدون تصريحات أو كتابات أوشعارات فقط مشاعر حقيقية بين المسلمين والمسيحيين وتلاحم وترابط شعبي كبير، ورمضان كريم على الجميع.