إني جاعل في الأرض خليفة .. كيف عرفت الملائكة إفساد البشر للعالم

فسر فضيلة الدكتور محمد داوود الآية الكريمة من سورة البقرة:"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ"،وذلك من خلال برنامج من معاني القرآن الذي يعرض على موقع "صدى البلد" عبر تطبيق فيسبوك.

وقال الدكتور محمد داوود،إن رد الملائكة على الله في الآية"أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ"،فكيف عرفت ذلك؟هل كانت هناك مخلوقات؟.
 

وأوضح أن الجن كان موجود وقتها ولعل الملائكة قد أعلمهم الله أو عرفوا من الجن الذي منهم الصالح ومنهم الفاسد،ورد الملائكة في الآية إنما هو قلق على الإنسان بأن يكرر تجربة الجن ثم قالت:"وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"ومعنى هذا أن الملائكة كانت ترشح نفسها لمهمة الخلافة خوفاً على البشر لأنهم يملكون الجاهزية لمواجهة ذلك.

وكان الجواب من العلي الأعلى أن ذرية بني أدم لن تتسيد الأرض والقيام بواجب الرسالة بالعبادة وحدها لأنها لا تكفي ولكنهم تزودوا بما يمكنه من القيام بواجب رسالة إعمار الأرض وواجب الخلافة ولذلك جاء قوله :"وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا"زوده الله بالعلم،وفي هذا بيان من البداية أن العلم هو سبب الرفعة والتكريم ومعيار القوة والكفاءة.

ومن هنا الآية الكريمة ترشدنا إلى حقيقتين،الأولى أنه كان هناك مخلوقات قبل بني أدم وأن هذا الكون كان ولم يكن للإنسان فيه ذكر ولا وجود.