الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد أبوزيد: التغيرات المناخية تهدد الدلتا وتداخل مياه البحر مع المياه الجوفية|حوار

دكتور خالد أبو زيد
دكتور خالد أبو زيد مع محررة صدى البلد

تعد التغيرات المناخية  من أهم القضايا العالمية التي تشغل العالم في وقتنا الحالي، وأصبحت في الصدارة على أجندة كافة الاجتماعات الدولية والإقليمية، وصار العمل المناخي واحداً من أهداف التنمية المستدامة بشكل مباشر.

وفي مصر ارتفاع منسوب مستوى سطح البحر من أهم التأثيرات السلبية الناتجة عن تغير المناخ على جمهورية مصر العربية على الرغم من أنها من أقل دول العالم إسهاماً في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وعن ذلك كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ الدكتور خالد محمود أبو زيد، المدير الإقليمي لبرنامج  إدارة الموارد المائية في منظمة سيداري والمدير الإقليمي في المجلس العربي للمياه.


تعاني مصر من الشح المائي كيف نستطيع إدارة الموارد المائية في ظل الأزمة؟

تمثل الموارد المائية المحدد الرئيسي للتنمية في مصر خاصة أن الموارد المائية بها  محدودة،  نصيب الفرد من المياه العذبة  المتجددة في مصر في تناقص لأن حصة مصر من نهر النيل حوالي 55 مليار متر مكعب ومع تزايد السكان نصيب الفرد قل أصبح 560 متر مكعب في العام وحد الفقر المائي يمثل  ألف متر مكعب في العام فهذه الفجوة بين المتاح من الموارد  المائية العذبة والاحتياجات المائية المتزايدة تتطلب جهود كبيرة تقوم بها الدولة لسد العجز.

وتحاول الدولة توفير هذا العجز من خلال إعادة استخدام مياه الصرف المعالج ومن خلال تحليه مياه البحر وأيضا استيراد جزء كبير من الغذاء وقمنا بتقدير المياه الافتراضية فيما تستورده مصر من غذاء ووصل  في عام 2015 حوالي 48 مليار متر مكعب من المياه الافتراضية اللي مطلوبه لإنتاج الغذاء المستورد هذا العام.

اقرأ أيضا

خالد أبوزيد يكشف أهم الإجراءات لتخفيف تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية
خالد أبوزيد: الدلتا مهددة بالغرق فى بعض الأماكن.. وهذه جهود الدولة لحمايتها
 

كيف يمكننا ترشيد استهلاك المياه في كل القطاعات؟

هناك محور آخر لتوفير المياه من خلال ترشيد الاستهلاك وإنتاج أكثر بمياه أقل ومن المفترض أن يكون في كل القطاعات، قطاع مياه الشرب أقل القطاعات استهلاكا للمياه مقارنة بمياه الزراعة والصناعة لكن لابد من الترشيد من خلال استخدام اجهزة موفرة للمياه وتركيب العدادات وهناك دراسة أكدت أن تركيب العدادات يوفر 20% من الاستهلاك والحفاظ على المياه وفى مجال الزراعة يمكن الترشيد من خلال الري المتطور وإعادة استخدام المياه فى الزراعة.

التغيرات المناخية تؤثر على إدارة الموارد المائية كيف نحل الأزمة؟

هناك بعض المؤثرات على إدارة الموارد المائية منها التغيرات المناخية ويجب أن ننظر إلى تأثيرها على 
الموارد المائية خارج حدود مصر لأن نهر النيل ينبع خارج مصر و85% من  الموارد المائية التى تأتي مصر من نهر النيل من الهضبة الأثيوبية والهضبة الاستوائية  لذلك يجب أن يكون هناك تبادل المعلومات وتبادل لقياسات المناخ والأمطار التى تسقط على منابع النيل.

وتقوم الدولة من خلال وزارة الموارد المائية والرى في مصر بجهود من خلال التنبؤ بالأمطار وصور الأقمار الصناعية لنتنبأ بالأمطار التى ستصل مصر.

التغيرات المناخية تهدد الدلتا كيف نتكيف مع هذه التغيرات ؟

هناك إجراءات للتكيف مع التغيرات المناخية وهناك إجراءات لتخفيف التغيرات المناخية وهذه على المستوى العالمي من خلال تقليل الانبعاثات، من خلال استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح للتخفيف من استخدام الطاقة الأحفورية التي بها حرق الفحم أو البترول ما يقلل الانبعاثات التي بدورها  تقلل من  الارتفاع المتزايد في درجة حرارة الكرة الأرضية لكن هذا معني به أكثر  الدول الصناعية الكبرى التي تستخدم هذه الطاقة بصورة أكبر.

مصر تقوم بدورها في هذا المجال وتتجه إلى استخدام الطاقة النظيفة في كثير من القطاعات والأهم التكيف مع التغيرات المناخية والمدن الساحلية تكون متأثرة أكثر بارتفاع درجات الحرارة التي تؤدى لذوبان الجليد وتمدد المياه والمحيطات مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر.

اقرأ أيضا:

نهر النيل.. 3 بدائل للدولة المصرية لمواجهة العجز المائي والزيادة السكانية
 

الدلتا مهددة فى الأماكن المنخفضة من الأراضي الساحلية ويمكن أن تؤدى لغرق بعض الأراضي الساحلية وتداخل مياه البحر مع المياه الجوفية العذبة فبالتالي تخرج جزء من المياه العذبة الجوفية من  حيز الاستخدام.

وهناك  جهود كبيرة تقوم بها مصر في حماية  الشواطئ من النحر وبدوره يساعد إذا حدث ارتفاع عن سطح البحر فهناك بعض الحواجز التي تنشأها وزارة الري من خلال هيئة حماية الشواطئ وهناك بعض الظواهر الطبيعية مثل الكثبان الرملية الموجودة على المناطق الساحلية وهناك دراسة وقياس للمناطق المتأثرة بشكل دوري وتوضع خطة للإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية للحماية من أي احتمال لحدوث ارتفاع مستوى سطح البحر.

على الجانب الآخر هناك آثار أخرى للأمطار الغزيرة التي تحدث في منطقه في وقت قصير وهي السيول  مثل الساحل الشمالي ويجب التكيف مع السيول ومع أوقات الجفاف أيضًا.

زيادة درجات الحرارة تؤدي إلى زياده الاحتياجات المائية للنبات وللزراعة وأحيانا يحدث نوبات صقيع تؤثر على الإنتاج الزراعي فيجب استنباط سلالات جديدة تتحمل الصقيع وتتحمل الحرارة و تتحمل الملوحة.


نتطرق لسد النهضة الإثيوبي كيف ترى خطورة استكمال ملء وتشغيل سد النهضة بدون الرجوع لدولتي المصب؟

استكمال ملء وتشغيل سد النهضة بدون الرجوع إلى دولتي المصب  مصر والسودان هو موضوع به تحدٍ كبير وقد لمسنا بشكل أكبر آثار سد النهضة بسبب الدراسات التي قمنا بها.

أي سد ينشأ على منابع نهر عابر للحدود لابد أن يتم في ظل التشاور مع دول المصب  لمناقشة الآثار المترتبة على هذا السد و كيفية التخفيف من أثر هذا السد وهو لم يتم في سد النهضة وبدأ الحوار والنقاش بعد الشروع في بدأ البناء وحدثت مفاوضات بعد ذلك لكن لم يتم الوصول لاتفاق حول إدارة وملء وتشغيل هذا السد.

أي سد ينشأ يتكون خلفه بحيرة للتخزين وسد النهضة السعة التخزينية له 74 مليار متر مكعب من المياه، وهذه البحيرة عندما تمتلئ ستكون مساحتها 1800 كيلو متر مربع  سيصاحبه بخر وفواقد وتسرب للتربة وهذه الفواقد ستنتقص من المياه التي تصل لمصر والسودان فهذا يتطلب اتفاق على ما يحدث في سنوات الجفاف ونتمنى الوصول لاتفاق بين الدول بعيد عن التعنت.