الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

3 جولات دبلوماسية لعودة سوريا.. قراءة في تحركات وزراء خارجية العرب لرأب الصدع

زيارة وزير الخارجية
زيارة وزير الخارجية السوري إلى السعودية

يجري وزير الخارجية السوري، خلال الفترة الجارية جولة من الزيارات إلى الدول العربية، في إطار الجهود المبذولة لإعادة سوريا إلى مقعدها بجامعة الدول العربية، وكانت جولة وزير الخارجية السوري، بدأت في مصر 1 أبريل الجاري، وتبع ذلك زيارة إلى المملكة العربية السعودية، ولقاءه مع وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، فيما اتسم اللقاء بين الجانبين بالمباحثات البناءة والتي أسفر عن استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين السعودية وسوريا.

واستكمالا لهذه الزيارات، من المقرر أن يصل وزير الخارجية السوري إلى الجزائر، اليوم السبت، على أن يكون في استقباله نظيره الجزائري أحمد عطاف، وأكدت تقارير سورية أن المقداد سوف يبحث آخر التطورات السياسية على الساحة العربية، وتأكيد عمق الروابط التي تجمع سوريا والجزائر، خاصة وأن الأخيرة لم تقطع يوما علاقاتها مع دمشق ولم تغلق سفارتها وكانت سباقة في كسر الحصار المفروض على سوريا بعد ساعات من كارثة الزلزال الأخير.

زيارة وزير الخارجية السوري إلى السعودية

التوافق بين سوريا والسعودية

في هذا الصدد، قال مهند الحاج، عضو مجلس الشعب السوري، إن زيارة وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد، إلى المملكة العربية السعودية، أتت بدعوة من الخارجية السعودية، وهذا تطور في العلاقات لتصل إلى الناحية الدبلوماسية ولقاء وزيري خارجية البلدين، لم يأت من فراغ، بل سبقة عدة لقاءات كا أهمها اللقاءات الأمنية على مختلف المستويات، وهذا يؤكد أن هناك تعاطي إيجابي من المملكة العربية السعودية منذ 2016 وحتى الآن وعلى ما يبدو أن الرياض غيرت نهجها السياسي تجاه سوريا، بما ينعكس إيجابا على استقرار الأوضاع في المنطقة.

وأضاف الحاج، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن التغيير في النهج السعودي في التعامل مع الملف السوري، ليس وليد اللحظة وتوج الآن بلقاء وزيري خارجية البلدين، مشيرا إلى أن ما اتفق عليه من إعادة فتح السفارتين والخدمات القنصلية، وفتح الأجواء السورية السعودية لشركات الطيران كما كان في السابق وتيسيير رحلات متبادلة بجانب صدور بيان من الخارجية السورية والسعودية، وهو بيان مهم تناول عدة نقاط أبرزها ما يلي:

  • التعاطي في ملف مكافحة الإرهاب، وكان كلام الخارجية السعودية مهم جدا يتعلق بمساعدة سوريا على مكافحة الإرهاب، وهذا أمر هام في مساعدة ودعم الشعب السوري في تحرير ما تبقى من أراضيه وخاصة التي تسيطر عليها جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابي.
  • الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وهذا الأمر أيضا مهم جدا، كونه يحمل في طياته مساعدة سعودية إلى سوريا من أجل تحرير ما تبقى من أراضيها، ما يعني أن السعودية ستساعد سوريا في منع المشروع الأمريكي بإقامة كانتون طائفي كردي انفصالي.
  • تناول موضوع عودة المهجرين عودة طوعية.
  • خلق بيئة إيجابية ومساعدة لعودة هؤلاء المهجرين إلى أرضيهم، ما يحمل في طياته مساعدة سوريا في عملية إعادة الاعمار، لأن المهجر لا يمكن أن يعود إلا إذا كانت البنى التحتية والخدمات متوفرة في بلده.
مهند الحاج عضو مجلس الشعب السوري

جهود إعادة إعمار سوريا

وأكد عضو مجلس النواب السوري، أنه من الممكن أن نرى في الأشهر القادمة شركات سعودية تساهم في عملية إعادة الإعمار، وإعادة البنى التحتية لما كانت عليه، مشيرا إلى أن البيان المشترك تناول أيضا مكافحة تهريب المخدرات هذا موضوع مهم جدا لأننا نعلم أن السعودية في الفترات الماضية عانت كثيرا من هذا الأمر، لأن بعض المناطق خرجت عن سيطرة الدولة السورية، وهذا ما لم يساعد على التنسيق بين دول الجوار في عملية مكافحة المخدرات.

وأشار إلى أن اجتماع بن فرحان والمقداد، سبقه اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجين وتم مناقشة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مؤكدا أن سوريا لم تخرج ولم تنفصل ابدا عن مجتمعها العربي ولكننا نعلم ماذا حدث في عام 2011، مؤكدا أنه  يتم النظر إلى المستقبل حاليا والجهود السعودية المصرية من أجل عودة وفد سوريا إلى حضور اجتماعات الجامعة العربية، وأن هناك ضغطا خليجا من أحل هذا الأمر وعمل نوع من التوافق التام.

جهود لم الشمل العربي السوري

كانت الفترة الأخيرة، شهدت انفراجا في العلاقات بين سوريا ومحطيها العربي، ما يعطي مؤشرات باحتمال عودة سوريا بشكل رسمي، في قمة جامعة الدولة العربية بالرياض وحضور الرئيس السوري بشار الأسد، للقمة العربية لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات، وهي القمة المقررة انعقادها مايو المقبل، وسط تحديات عالمية أطرافها الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، وما تحمله هذه التداعيات من تحولات في موازين القوى والسياسة الدوليين.

وكان أولى الخطوات في عودة سوريا للحاضنة العربية، عندما استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، الثلاثاء 9 سبتمبر2021، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، في زيارة هي الأولى لمسؤول إماراتي رفيع المستوى منذ بدء الأزمة السورية، فيما ذكرت دمشق وقتها أن الجانب السوري والوفد الإماراتي بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، مؤكدة على قوة العلاقات بين البلدين والمواقف الموضوعية للإمارات، مشددا على أن أبو ظبي وقفت دائما إلى جانب الشعب السوري.

كما شهدنا منذ وقوع زلزال 6 فبراير الماضي، زيارات هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 10 سنوات للرئيس الأسد إلى عمان، والإمارات، وزيارات أخرى من وزراء الخارجية العرب إلى سوريا على رأسهم وزير الخارجية سامح شكري، ووزير الخارجية الأردني، إلى جانب تصريحات المملكة العربية السعودية بشأن إمكانية عودة سوريا إلى حاضنتها العربية مرة أخرى، بعد الأزمات الأخيرة التي عصفت بها، بالتزامن مع تحولات كبيرة في المشهد السياسي في الخليج العربي بعد بوادر اتفاق بين إيران والسعودية برعاية صينية، ما يبشر بهدوء قريب في الشرق الأوسط مبني على التعاون.

زيارة الأسد إلى عمان

كان الفضل لدبلوماسية الزلازل، في اتخاذ الرئيس السوري، أولى خطواته الخارجية باتجاه الدول العربية، حيث تحرك في 20 فبراير الماضي، إلى سلطنة عمان، والتقى السلطان هيثم بن طارق، والذي أكد خلال جلسة مباحثات مع الأسد، استمرار بلاده في دعم سوريا لتجاوز آثار الزلزال وتداعيات الحرب والحصار المفروض على الشعب السوري، مؤكدا أن سوريا دولة عربية شقيقة وتطلع عمان، لأن تعود علاقاتها مع كلّ الدول العربية إلى سياقها الطبيعي.

زيارة الأسد إلى الإمارات

أما ثاني الخطوات كانت، الأحد 19 مارس، عندما زار الرئيس السوري بشار الأسد، الإمارات، حيث أجرى محادثات مع الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسط جهود لإعادة دمج سوريا مع المنطقة العربية مرة أخرى، بالتزامن مع إعلان السعودية وإيران استئناف علاقتهما برعاية صينية بعد توقف دام منذ 2016.

الرئاسة السورية أكدت وقتها أن الأسد أجرى محادثات، وسط جهود لإعادة علاقات دمشق مع دول المنطقة، فيما كتب الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تويتر: "أجرينا مباحثات إيجابية وبناءة لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها".

زيارة الرئيس السوري إلى الإمارات

زيارة شكري إلى سوريا

من ناحية أخرى، أجرى وزير الخارجية سامح شكري، زيارة إلى سوريا، الأثنين، 27 فبراير، في زيارة أكد خلالها شكري، أنها بهدف إنساني في المقام الأول، وهو تقديم الدعم لسوريا لعبور محنة الزلازل، في زيارة هي الأولى إلى دمشق منذ بدء الأزمة السورية في 2011، وأعرب الأسد عن شكره لمصر وما قدمته من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال.

زيارة المقداد إلى مصر

وبعد زيارة شكري، على الفور، رد نظيره السوري فيصل المقداد، الزيارة وحضر إلى القاهرة، السبت 1 أبريل الجاري، في زيارة هي الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، فيما أكد السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية، أن محادثات شكري والمقداد، تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها وتعزيزها، بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

زيارة وزير الخارجية السوري إلى مصر

وأوضح، أنه على ضوء ما يربط بين البلدين من صلات أخوة وروابط تاريخية، وما تقتضيه المصلحة العربية المشتركة من تضامن وتكاتف الأشقاء في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، فقد تناولت المباحثات سبل مساعدة الشعب السوري على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه"، فضلا عن "جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية.

دعوة الأسد لحضور القمة العربية بالرياض

وأيضا اتفقت السعودية وسوريا مؤخرا، خلال مباحثات، على استئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، في خطوة كبيرة تقرب عودة دمشق إلى الصف العربي، حيث أن عودة العلاقات بين بين الرياض ودمشق بمثابة أكبر التطورات في تحركات لم الشمل العربي، بعد اندلاع الأزمة السورية، عام 2011.

وكانت وكالة رويترز، أفادت الأحد الماضي، بأن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سيتوجه إلى دمشق في الأسابيع المقبلة، لتسليم الرئيس بشار الأسد دعوة رسمية لحضور القمة العربية، موضحة أن الرياض تخطط لـ دعوة الأسد لحضور القمة العربية، التي تستضيفها الرياض في 19 مايو"، في خطوة من شأنها أن تعيد العلاقات السعودية السورية، تدريجياً، إلى سابق عهدها قبل عام 2011.

إعادة فتح السفارة السورية بتونس

كما وتلقى فيصل المقداد وزير الخارجية السوري، اتصالا هاتفيا من نظيره التونسي نبيل عمار، أمس الأربعاء، حيث  تبادل الوزيران التهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك، وكذلك الآراء حول العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، ونقل الوزير التونسي، قرار القيادة التونسية بتعزيز تمثيل سفارة الجمهورية التونسية بدمشق، وتعيين سفير على رأسها.

من جانبه أعرب المقداد عن تقدير الجمهورية العربية السورية لقرار الرئيس قيس سعيد، لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في السفارة التونسية بدمشق إلى مستوى سفير، في إطار تأكيد المودة المتبادلة بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين سوريا وتونس.

وأوضح الوزير المقداد أن سورية ستبادر خلال الأيام القليلة القادمة إلى إعادة فتح سفارتها في تونس، بحيث يكون التمثيل الدبلوماسي على مستوى سفير، كما ناقش الوزيران أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين في المجالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وأهمية استمرار المشاورات بينهما في كل ما يتعلق بالأوضاع العربية والإقليمية والدولي