الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تتويج تشارلز الثالث ملكا.. هل تتفكك بريطانيا لدول مستقلة؟

الملك تشارلز الثالث
الملك تشارلز الثالث

تستعد المملكة المتحدة لتتويج الملك تشالز الثالث في السادس من مايو الجاري في لندن، حيث ترفع الأعلام تدريجيا وتنتشر الرايات والقطع التذكارية بألوان علم بريطانيا في المتاجر.

ومعظم البريطانيين لم يشهدوا حدثا من هذا النوع لأنهم شباب أو لم يكونوا قد ولدوا قبل 70 عاما عند تتويج الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت في سبتمبر الماضي عن 96 عاما.

ولكن منذ وفاة الملكة إليزابيث الثانية التي كانت رمز القوة والتوحيد، يدور الجدل حول مصير المملكة المتحدة والملكية وقد اكتسب هذه المرة زخما أكبر بعد رحيل الرمز الأقوى لوحدة المملكة.

 

دعم الملكة لقرارات الدول

 

ولطالما أكدت الملكة إليزابيث قبل وفاتها دعمها لأي قرار تتخذه الدول بشأن تحولها إلى جمهورية والتخلي عن القرارات الملكية ودعمه.

وحكمت الملكة إليزابيث الثانية في بداية حياتها على مدار الـ70 عاما 32 دولة تابعة للتاج الملكي، وذلك قبل إعلان 17 دولة عزلتها من المنصب، وعند وفاة الملكة إليزابيث، كان ملكة على كل من أنتيجوا وبربودا، أستراليا، جزر البهاماس، بليز، كندا، جرينادا، جامايكا، نيوزيلندا، بابوا غينيا الجديدة، سانت كيتس ونيفيس، سانت لوسيا، سانت فنسنت وجزر جرينادين، جزر سليمان، توفالو والمملكة المتحدة، وتختلف هذه الدول على عن اتحاد الكومنولث الأوسع والذي يضم 54 دولة، وهي الدول التي لها روابط تاريخية مع المملكة المتحدة، لكنها لم تختر أن تكون الملكة على رأسها.

من المعروف أن الملك في بريطانيا لا يتداخل في الحكم، والقضايا السياسية بشكل مباشر، ولكن له دور سياسي، وهو استخدام القوة الناعمة لحماية مصالح المملكة المتحدة خارجيا، وطيلة الـ 7 عقود الماضية كانت الملكة إليزابيث، عنصرا فعالا في تماسك التاج البريطاني، وعدم تقسيمه، إلى جانب تعزيز صورة و تعاون بريطانيا مع حلفائها، وبغيابها تصعب المهمة على ابنها الملك تشارلز الثالث، وتحتم عليه بناء شبكة علاقات آمنة مع الجميع.


ولا شك أن رغبة الملك تشارلز الثالث في أن يكون قوة توحيد للملكة المتحدة لا تقل قوة عن رغبة والدته الراحلة في ذلك، لكن هذا في حد ذاته لا يكفي لتوحيد المملكة بالفعل، فالمهم هنا هو وجود الإرادة المشتركة للوحدة بين أبناء شعب أو شعوب المملكة، ورغم مشاهد الحشود الجماهيرية الضخمة حول نعش الملكة إليزابيث والقصور الملكية التي توحي بوحدة قوية تجمع شعوب المملكة معا، فإن هذا المشهد المؤثر لم يدم طويلا.

فقد أشارت وسائل إعلام بريطانية إلى أن النظام الملكي لم يعد قادرا وحده على ضمان وحدة المملكة المتحدة على المدى البعيد، والمطلوب الآن هو شيء أكثر قوة من الملكية للحفاظ على المملكة المتحدة ككيان واحد،

موقف الدول من تشارلز الثالث

ففي استراليا أعادت استعدادات تتويج الملك تشارلز، أعاد الجدل حول حوكمتها المستقبلية، وإمكانية أن تتخلى البلاد عن العائلة المالكة البريطانية لتصبح جمهورية.

وقال ستيفن سميث، المفوض السامي الجديد في أستراليا، إن الجمهورية الأسترالية ليست سوى مسألة وقت.

وقال سميث لصحيفة التايمز هذا الشهر: "وجهة نظري الشخصية هي أنه أمر لا مفر منه".وأضاف: "لكن كيف يتم التقدم هو مسألة أصبحت ترجع تماما للحكومة الأسترالية".

قال كريج فوستر ، لاعب كرة قدم دولي سابق، في مقابلة: "لقد كان من السخف للغاية أن يكون قائدنا المنتخب تعهد بالولاء لشخص لا نعرفه، ولا نحب ولا نحترم بشكل خاص".

وعلى الرغم من ذلك ، سيلعب اثنان من الأستراليين أدوارا رسمية في تتويج تشارلز في دير وستمنستر. وسيكون هناك  أربعون عضوا من حراس الاتحاد الأسترالي-الوحدة الاحتفالية للقوات المسلحة في أستراليا- جزءا من موكب مكون من 4000 شخص الذي يقود الملك إلى قصر باكنجهام بعد التتويج من دير وستمنستر.

وفي اسكتلندا، لا يزال كثيرٌ من القوميين الاسكتلنديين يتوقون نحو تحقيق حلم استقلال اسكتلندا عن بريطانيا، كي يرى حلم المناضل وليام والاس النور، الذي قاد حرب استقلال اسكتلندا بين أواخر القرن الثالث عشر ومطلع القرن الرابع عشر، في زمن العصور الوسطى.

وكانت اسكتلندا قد أجرت في يونيو عام 2014 استفتاءً لتقرير المصير، رعته بريطانيا، بيد أن الاسكتلنديين اختاروا البقاء داخل المملكة المتحدة بنسبة 55% مقابل تأييد 45% فقط لمساعي الانفصال.

وأظهرت استطلاعات رأي أجريت في ايرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا أن الناخبين في البلدين يرون أنفسهم متحدين كدولة واحدة في الأعوام الـ 10 المقبلة.

كان جاستون براون، رئيس وزراء أنتيجوا وبربودا، أكد أنه سوف يدعو إلى إجراء استفتاء على أن تصبح بلاده، جمهورية في غضون ثلاث سنوات، بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية.

وخلال الاحتفال بعيد جلوس الملكة إليزابيث الـ 70 على العرش، كانت رئيس وزراء جامايكا، أخبر مندوبي البلاط ، أنه بلاده تمضي قدمًا، وستحقق طموحها الحقيقي في أن تكون مستقلة، وفي العام الماضي، قطعت بربادوس روابطها الإمبراطورية الأخيرة مع بريطانيا بإعلان نفسها جمهورية.

أكدت رئيسة الوزراء نيوزيلندا السابقة، جاسيندا أرديرن، أن حكومتها لن تتخذ أي خطوات نحو تحويل نيوزيلندا إلى جمهورية بعد وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، موضحة أنها تعتقد أن نيوزيلندا ستصبح جمهورية في نهاية المطاف، لكن هناك قضايا أكثر إلحاحا يتعين على حكومتها متابعتها.

تتويج تشارلز الثالث


وجدير بالذكر انه بعد مراسم دينية في السادس من مايو الجاري، ستشهد المملكة المتحدة 3 أيام من الاحتفالات.

وستجري مراسم التتويج الفخمة التي تعود إلى قبل نحو ألف عام من الاحتفال في كنيسة ويستمنستر، حسب تقليد متبع منذ منذ وليام الفاتح في عام 1066.

وقلصت مدة المراسم إلى ساعتين وستجرى بحضور ألفي مدعو، استغرقت 3 ساعات وحضرها 8 آلاف شخص عند تتويج إليزابيث الثانية، بينهم نحو 500 شخص من المجتمع المدني.