الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"واشنطن بوست": النواب الأمريكي يتخطى البيت الأبيض ويدعو نتنياهو لزيارة الكونجرس

صدى البلد

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي، أثناء زيارته الحالية لإسرائيل، وضع نفسه في وسط الخلاف الآخذ في الاتساع بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة بعد أن اقترح زيارة نتنياهو للكونجرس الأمريكي، متخطيا البيت الأبيض.

وأشارت الصحيفة- في تقرير على موقعها الإلكتروني، اليوم /الاثنين/- إلى أن مكارثي أثناء تواجده في القدس انتقد البيت الأبيض؛ لعدم استضافته لرئيس الوزراء الإسرائيلي حتى اليوم رغم انتخابه حديثا، واقترح مكارثي على نتنياهو أن يزور واشنطن ويخاطب الكونجرس كبديل لعدم دعوته للبيت الأبيض حتى اليوم.

وذكرت الصحيفة أن مكارثي، النائب الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا، وصل إسرائيل أمس الأحد مع وفد من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أعضاء مجلس النواب الأمريكي، في وقت تتفاقم فيه المواجهات السياسية المتوترة في كلا البلدين، ساعيا إلى إيجاد قضية مشتركة مع نتنياهو على خلفية الأزمات التي يعاني كليهما منها مع بايدن.

ونقلت (واشنطن بوست) تصريحات مكارثي للصحف الإسرائيلية، والتي قال فيها: "لقد مر وقت طويل للغاية (منذ انتخاب نتنياهو).. إذا لم يحدث ذلك، فسوف أدعو رئيس الوزراء للقاء مجلس النواب.. إنه صديق عزيز"، ولفتت الصحيفة إلى أن مكتب نتنياهو لم يرد على الفور على طلب للتعليق على اقتراح مكارثي.

ونوهت الصحيفة بأن نتنياهو ومكارثي خلال اجتماعهما، اليوم /الاثنين/، لم يتطرقا أو يذكرا فكرة اقتراح زيارة نتنياهو للكونجرس أو الجدل القضائي المُثار حاليا في إسرائيل.

ولفتت الصحيفة إلى أن بايدن قد صرح مسبقا بأنه ليس لديه خطط فورية لدعوة نتنياهو إلى المكتب البيضاوي، نتيجة نفور بايدن من جهود الحكومة الإسرائيلية الجديدة المثيرة للجدل للسيطرة على المحكمة العليا في البلاد.

وعلى الجانب الآخر في واشنطن، يتنافس بايدن ومكارثي حول الكفاح من أجل زيادة حد ديون الحكومة الأمريكية، حيث يرفض بايدن التفاوض على مقترحات الحد من الإنفاق العام التي طالب بها الجمهوريون في مجلس النواب، بحسب الصحيفة.

ووفقا لـ "واشنطن بوست"، اشتكى مكارثي من أن بايدن يضايق الجمهوريين في مجلس النواب، قائلا: "الرئيس بايدن لم يتحدث معي عن سقف الديون خلال الثمانين يومًا الماضية تقريبا"، وفي الوقت نفسه لم يتطرق مكارثي إلى قضية الإصلاح القضائي المقترح في إسرائيل، والذي وصفه العديد من الجمهوريين بأنه نزاع سياسي داخلي.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن مكارثي هو ثاني مسئول جمهوري رفيع المستوى يزور القدس في الأيام الأخيرة، حيث توقف حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية في 2024، في القدس أثناء مهمة تجارية زار فيها 4 دول خلال الأسبوع الماضي، وانتقد ديسانتيس أيضا طريقة تعامل بايدن مع العلاقات الإسرائيلية- الأمريكية، كما امتنع بدوره عن التعليق على حملة نتنياهو القضائية.

ونوهت الصحيفة بأن اقتراح مكارثي بزيارة نتنياهو للكونجرس الأمريكي يعيد إلى الأذهان حالة التوتر السابقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس أمريكي ديمقراطي في عام 2015، عندما كان نتنياهو يحاول نسف خطط الرئيس باراك أوباما للتفاوض على صفقة الاتفاقية النووية مع إيران، وحينها خطط نتنياهو مع قادة الحزب الجمهوري لزيارة واشنطن وإلقاء خطاب ضد الاتفاقية في جلسة مشتركة بالكونجرس الأمريكي.

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك المناورة تم اعتبارها آنذاك انتهاكًا كبيرًا للبروتوكولات، وتعرض نتنياهو لانتقادات في إسرائيل لتهديد الدعم التاريخي الذي تتلقاه إسرائيل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، لافتة إلى أن الانقسام بين دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإسرائيل زاد اتساعا في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دفع السياسة الأمريكية علانية نحو أهداف اليمين الإسرائيلي، بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.

ونقلت الصحيفة تحذيرات المراقبين السياسيين من عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى هذه الديناميكية المحفوفة بالمخاطر، لمنع تحول الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى قضية تجبر الأمريكيين على اختيار أحد الجانبين على أساس انتمائهم الحزبي.