الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فلاح وقاطع أحجار وعبد.. حكاية أول تشكيل عصابي لسرقة الآثار في مصر الفرعونية

تشكيل عصابي لسرقة
تشكيل عصابي لسرقة الآثار

ظهر أول تشكيل عصابي لـ سرقة الآثار المصرية سنة 1111 قبل الميلاد، أي أيام الفراعنة أنفسهم، وبالتحديد أيام الأسرة العشرين، حيمنا اكشتفو سرقة العديد من مقابر الملوك في مدينة الأقصر، ونهب الخبايا والتوابين الخاصة بالأسر الحاكمة آنذاك، وهذه الفترة تعتبر البداية لظهور أول تشكيل عصابي لسرقة الآثار.

 

 

 

أفراد أول تشكيل عصابي لسرقة الآثار

تكون التشكيل العصابي وقتها من ثماني أفراد وهم حابي "قاطع الأحجار"، وأدامن "الصانع"، وامنحب "فلاح"، وكم واسي "حامل المياة"، واحي نقر "العبد"، وقام بحفر طريق إلى غرفة الدفن حتى وصلوا إلى تابوتي الملك والملكة، وسرقوا كل ما فيهما.

وبعد فترة من إكتشاف السرقات، إلقي القبض على التشكيل العصابي الذي اعترف بسرقاته، وتمت محاكماتهم آنذاك، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فاستمرت السرقات الأثرية، على مدار السنوات الماضية، حتى ظهر عام 1875 ميلاديًا أي في العصر الحديث أشهر عصابة لسرقة الآثار والمعروفة بـ"أسرة عبد الرسول"، التي توارثت عمليات سرقة الآثار من أجدادهم.

 

أسرة عبد الرسول.. أشهر تشكيل عصابي لسرقة الآثار في العصر الحديث

 

وعثرت أسرة عبد الرسول على اعتادت على سرقة الآثار، على مقبرة ضخمة،  ورأت أن اكتشافها هذا أفدح من أن يظهر دفعة واحدة فاجتمع مجلس الأسرة وقرروا فيما بينهم أن يقسموا على الاحتفاظ بسرية المكان وأخذوا يستلبون اكتشافهم شيئاً فشيئاً فيبيعون كل سنة جزءاً من الموميات وما حولها من تمائم واستمر عملهم هذا ست سنوات إلى أن أصبح أفراد هذه الأسره من كبار الأثرياء.

 

ولما انشترت هذه المسروقات الآثرية، ذاعت إشاعة تقول أن أسرة عبد الرسول عثرت على لقية ملكية، فتم القبض في سنة ١٨٨١ على عميد هذه الأسرة، وسجن وعذب ليبوح بسر اللقية، إلا أنه لم يعترف بشيء، وتم إخلاء سبيله.

 

 

ملوك مصر في حفرة ضيفة بالأقصر

وبعد الافراج عنه بشهر واحد، ذهب أحد أفراد العائلة إلى مدير قنا، واعترف بالعثور على المقبرة وطير المدير الخبر إلى المتحف المصرى فسافر مديره بروكش بك فوراً إلى الأقصر،  وأمكن فى ٥ يوليو سنة ۱۸۸۱ أن يقف على السر كله وأن يهتدى إلى مكان الحفر التي أخفيت فيها الموميات فوجد ملوك مصر العظام وفراعنتها الكبار الذين دوخوا العالم في عصورهم، وجدهم حفرة ضيقة نقلوا اليها من ثلاثة آلاف سنة لتكون نبأ لجنتهم وكانت الموميات موضوعة في توابيت ذكر عليها وعلى اللفائف المحيطة بالموميات تاريخ وسبب نقلها من مكان إلى آخر.

واتضح من البحث العلمى أن بعض الموميات وضعت فى توابيت ليست لها أصلا أو بعبارة أخرى حصل خلط بين الموميات والتوابيت حين نقلها منذ ٣ آلاف سنة، ولم يمض يومان حتى كان بروكش بك قد أخرج الموميات من تلك الحفرة وحملها في سفينة إلى المتحف المصرى حيث ترقد إلى الآن في سلام.