الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر لا تنسى أبناءها.. ملحمة إنسانية نفذتها الدولة لإجلاء العالقين في السودان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منذ اندلاع الأزمة السودانية، لا تتهاون الدولة المصريية في دعم أبنائها المصريين داخل البلد العربي الشقيق، وتحركت على الفور لحل مشكلاتهم وإبعادهم عن مناطق النزاع وإعادتهم بعضهم.

والرئيس السيسي كان حريصا على تأكيد موقف مصر من الأحداث في السودان، والتي جاءت متسقة تماما مع سياسة مصر الخارجية، التي تقوم على التوازن والاعتدال، والعمل بكل إخلاص واجتهاد على جميع الجبهات من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، إيمانا بضرورة العمل المشترك من أجل التنمية وتحسين حياة شعوب المنطقة، وأن السبيل نحو ذلك هو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

الرئيس السيسي كان حريصا على حماية المصريين بالسودان
الرئيس السيسي كان حريصا على حماية المصريين بالسودان

وكانت تسعى الدولة ببذل العديد من الجهود لإعادة أبنائها المصريين، التي تؤكد حرص الدولة على حياة مواطنيها، كما أنه دليل قاطع على قوة الدولة والدبلوماسية المصرية.

وفي هذا الصدد، كشفت الدكتورة سها جندى، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، خطوات الوزارة للتعامل مع الأزمة السودانية فور رصدهم وجود تحركات فى السودان، ووضعوا خطط لإجلاء المصريين، مشيرة إلى أنهم منذ البداية يعملون بعناية لسرعة التعامل مع المصريين وحصر أبناء الجالية في السودان.

7800 مصري يعود للوطن 

وأشارت الدكتورة سهى جندي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حضرة المواطن"، مع الإعلامي سيد علي، إلى أن عدد المصريين العائدين فعليا من السودان أكثر من 7800 مصري، وتقريبا مع نهاية اليوم سيصل العدد إلى 8 آلاف مصري، مؤكدة أن هناك عدد كبير من المصريين سيصل من خلال السفينة التي تحركت اليوم لإجلاء المصريين من السودان.

وأضافت سها جندي، أنه تم عمل إجلاء جوي من خلال جسور جوية ظلت لأيام، وإجلاء بري، والأعداد التي ستصل اليوم سيضاف لعدد الأبناء الذين تم إجلاءهم، كما تم إجلاء مزيد من الأجانب وسودانيين ومنهم المقيم في مصر حتى الآن ومنهم الذي خرج، وبالنسبة للأجانب مصر كانت معبر ومستقر حتى عودتهم إلى بلادهم.

ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بضمان العودة الآمنة للمصريين من السودان، وكذا توفير ما يلزم من خدمات "إغاثية وطبية وغذائية"، في المعابر البرية بين مصر والسودان، وذلك في ضوء الدور الذي تقوم به مصر، حكومة وشعباً، في الوقوف بجانب الشعب السوداني الشقيق في الأزمة الراهنة التي يمر بها، بالإضافة إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها، للدفع في اتجاه التوصل لحل سلمي للأزمة، يعيد الأمن والاستقرار للسودان.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده الرئيس ، مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول محمد زكي، ورئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، ووزير النقل الفريق كامل الوزير، في إطار المتابعة المستمرة لعملية إجلاء المواطنين المصريين من السودان الشقيق.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، بأن الرئيس السيسي اطلع خلال الاجتماع على مستجدات عملية إجلاء المواطنين المصريين من السودان وتسهيل عودتهم لأرض الوطن دون عوائق، كما تم عرض الجهود المكثفة التي تقوم بها أجهزة الدولة لتنظيم عملية التوافد إلى مصر من السودان عبر المعابر الحدودية بين البلدين، سواء من المواطنين المصريين، أو الأشقاء السودانيين، أو في إطار المساعدة في إجلاء رعايا عدد من مختلف دول العالم.

مصر تعاملت باحترافية بالأزمة 

وما تتيحه مصر من تسهيلات للنازحين، وما وفرته السلطات المصرية من مياه وغذاء وإسعافات للنازحين من السودان، بمثابة دليل قاطع على الدور الكبير والناجح الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس السيسي للتخفيف عليهم بسبب مواجهات الاقتتال داخل البلد العربي الشقيق.

وتعد جهود مصر بقيادة الرئيس السيسى لوقف الاقتتال داخل دولة السودان والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني جهود عظيمة، حيث أن مصر نجحت في إدارة هذه الأزمة باحترافية وباعتراف منظمة الامم المتحدة، إضافة إلى نجاح جميع الأجهزة المصرية في إخلاء المواطنين المصريين والطلاب المصريين من السودان في توقيتات قياسية.

ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الدولة المصرية تعاملت مع الأزمة السودانية منذ بدايتها بنوع كبير من المهارة في استجلاب المصريين الموجودين في السودان، وكان الهدف في البداية واضحا، وهو عودة المصريين أولا.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدولة المصرية تميزت في هذا الملف من خلال تشكيل إدارة أزمة، شملت عددا من الوزارات المعنية، وعلى رأسها وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ووزارة النقل، إضافة إلى الطيران، وغيرها من الهيئات، التي نالت إشادات كبيرة منذ بداية الأزمة وحتى الآن، في استجلاء عدد كبير من داخل السودان دون تمييز.

وأوضح فهمي أن الهدف المصري في بداية الأزمة هو عودة الجنود المصريين، ثم الطلاب، ثم العالقين من المهن سواء كان العاملين في وزارة الري هناك أو الموظفين أو رعايا الدول الأجنبية، مشيرا إلى أن مصر نسقت في هذا الملف على محورين، المحور المباشر مع الإمكانيات والقدرات المصرية الأساسية، والمحور الثاني هو تنظيم دخول العالقين عبر المنافذ المصرية، ولم تميز مصر في ذلك بين جنسية وأخرى.

مساعدة رعايا الدول الأخرى

وتقدم الدولة المصرية تيسيرات لمختلف الجنسيات إلى جانب المواطنين المصريين والسودانيين عبر معبر أرقين البري الذي يربط بين مصر والسودان؛ لتسهيل دخول الراغبين في الخروج من الأراضي السودانية إلى الأراضي المصرية.

 وأشاد الجميع بالتسهيلات والإجراءات التي تقوم بها مصر في هذا الصدد، حيث تم تكثيف أعداد الموظفين المختصين بالجمارك والجوازات بالمعبر للتيسير على الوافدين عبر الحدود المصرية السودانية وإنهاء إجراءات دخولهم في أسرع وقت ممكن.

استمرار تدفق الوافدين من مختلف الجنسيات على الاراضي المصرية
استمرار تدفق الوافدين من مختلف الجنسيات على الاراضي المصرية

وتتعاون وزارة الخارجية في هذا الإطار مع عدد من الدول لإجلاء رعاياها من الأراضي السودانية، وتأمين دخولهم للأراضي المصرية، فمثلًا أعلن وزير الخارجية الإيطالي عن إجلاء عدد من الرعايا الإيطاليين في السودان بالتنسيق مع مصر، وأعلنت تونس إجلاء رعاياها والطاقم الدبلوماسي في السودان بطائرات عسكرية تونسية من مطار أسوان بعدما عبروا للحدود المصرية، وأعلن نيكوس ديندياس -وزير الخارجية اليوناني- أن بلاده تقوم بالتنسيق مع مصر لإجلاء المواطنين اليونانيين والقبارصة من السودان في الوقت المناسب.

هذا إلى جانب استمرار التنسيق بين مصر والصين لإجلاء الرعايا الصينيين من السودان وتسهيل دخولهم لمصر، وشكر محمد شهباز رئيس وزراء باكستان مصر على جهودها المبذولة لمساعدة بلاده في إجلاء الرعايا الباكستانيين.

استمرار التنسيق بين مصر والصين لإجلاء الرعايا الصينيين من السودان
استمرار التنسيق بين مصر والصين لإجلاء الرعايا الصينيين من السودان

ومنذ يومين، قالت السفيرة سها جندي، وزيرة الهجرة: إن المجلس الأعلى للجامعات سينظر عملية دمج أبنائنا العائدين من السودان في العملية التعليمية، مشيرة إلى أنه تم إجلاء أكثر من 60% من المصريين بالسودان.

تواصل جهود عودة المصريين

وأضافت خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، مُقدّم برنامج "على مسئوليتي"، عبر قناة "صدى البلد"، أن اجتماعها مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، لمناقشة جهود الدولة في إعادة أبنائنا المصريين من السودان.

وأوضحت وزيرة الهجرة، أنه تم التوصل مع السفارة المصرية في السودان؛ من أجل تسهيل وتأمين إجلاء المصريين، كما تم التواصل مع كافة الطلاب المصريين في السودان لتسهيل عملية عودتهم لمصر مجددًا، فيما تم تحديد أماكن إجلاء مناسبة لأبنائنا في السودان؛ لكي تكون قريبة من أماكنهم.

وزيرة الهجرة
وزيرة الهجرة

من جانبه أكد الدكتور عادل عبدالغفار المتحدث باسم وزارة التعليم العالي، أن الدول اتخذت عدة قرارات هامة بشأن أزمة الطلاب المصريين العائدين من السودان، مضيفا أن يتم التعاون مع كل الجهات في الدولة في هذا الصدد.

وأضاف عادل عبد الغفار، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد علي، مقدم برنامج حضرة المواطن، المذاع عبر قناة "الحدث اليوم"، الأحد الماضي، أنه سيتم الإعلان عن رابط على شبكة الإنترنت يقدم من خلاله الطلاب العائدين من السودان، وفيه كل التفاصيل، والرد سيكون خلال 72 ساعات، متابعا أن بعد ذلك يتم التقديم للكلية التي درس بتخصص مشابه بها في الخارج.

والجدير بالذكر، أن الدولة المصرية نظمت كافة الخدمات للرعايا المصريين وغيرهم، حيث تلقت الدولة المصرية إشادات من الرعايا عبى قدرتها في إجلائهم من جمهورية السودان، وظهر ذلك من خلال حمل أعلام جمهورية مصر العربية من قبل الركاب على متن السفينة.