الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لن نتحول لأرض صراعات ورسائل حاسمة من قادة العرب| لماذا قمة جدة استثنائية؟

القمة العربية الـ
القمة العربية الـ 32 في جدة

انطلقت اليوم القمة العربية الـ 32 في جدة، والتي اعتبرها كثير من المحللين السياسيين، قمة استثنائية، خاصة لأنها تعقد في ظل ظروف دبلوماسية إقليمية، تتجه إلى التهدئة، فمن جهة تدفع الاطراف الدولية للوساطة بين المملكة العربية السعودية وإيران، كما تشير بوادر لتقارب مصري تركي، بالإضافة لمشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية لأول مرة منذ 12 عاما، بجانب حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كضيف شرف.

تنعكس هذه الأجواء التفاؤلية والتوافقية، على النتائج والمخرجات التي يعول عليها كثير من الشعوب العربية أمالا، لتعتبر بمثابة عبورا إلى الحلول بيد القادة العرب.

وبدأت القمة العربية 32، بكلمة رئيس الوزراء الجزائري أيمن عبد الرحمن، أكد فيها حرص الجزائر على توحيد الصف العربي، معربا عن ترحيبه بعودة سوريا لـ جامعة الدول العربية، ومثمنا جهود المملكة العربية السعودية لإعادة إعمار سوريا، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته تجاه الشعب الفلسطيني ووضع حد لسياسة الاستيطان، كما دعا الأشقاء في السودان إلى تغليب المصلحة الوطنية، لتجنب الانزلاق إلى دوامة العنف.

منطقتنا لن تتحول لأرض صراعات

من جانبه، افتتح ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، القمة العربية بعد تسلم رئاستها، من دولة الجزائر، ورحب بالقادة العرب والرئيس الأوكراني زيلينسكي، مشددا على أن الرياض والعرب، يؤكدن للدول الصديقة في الشرق والغرب بأنهم ماضون في السلام، ولن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى منطقة صراعات، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية كانت ولا زالت قضية العرب المحورية.

وأعرب الأمير محمد بن سلمان، عن ترحيبه بالرئيس السوري، بشار الأسد، وأن تشكل عودة دمشق للجامعة العربية، إنهاءا لأزمتها ولتكون لغة الحوار هي الأساس في السودان.

من جانبه، أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن شكره لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على كرم الضيافة، بجانب تقديره لجهود الرئيس الجزائر عبد المجيد تبون في سبيل دعم العمل العربي المشترك، مشددا على أن المنطقة العربية مرت خلال السنوات الأخيرة بظروف استثنائية قاسية هددت على نحو غير مسبوق أمن وسلامة الشعوب العربية وأثرت في نفوس ملايين العرب القلق الشديد على الحاضر والمستقبل.

القمة العربية في جدة استثنائية

في هذا الصدد، قال الدكتور حامد فارس، المتخصص في الشئون العربية، إن القمة العربية الـ 32 استثنائية بكل تأكيد، وتختلف عن القمم السابقة، في ظل المتغيرات الإقليمية، وأبرزها عودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد غياب أكثر من 12 عاما، بتوافق عربي، وكذلك مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماعات القمة، وكذلك المشهد الإقليمي يتغير، في إشارة إلى التقار السعودي الإيراني، وبالتالي كل هذه التحولات ستؤدي إلى انعاكاسات إيجابية على 4 ملفات رئيسية في المنطقة العربية سواء الملف اليمني أو السوري أو اللبناني، وبناء شرق أوسط جديد خالي من الصراعات.

وأضاف فارس، خلاص تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن التقارب السعودي الإيرامي، وكذلك التقارب العربي القطري، وعودة سوريا للجامعة العربية، كل هذه المتغيرات سوف تقصي حالة الاستنزاف من القوى الدولية للمنطقة العربية، وسيخلق نوع من التكاتف العربي وتوحيد المواقف لخدمة القضايا العربية، موضحا أن القمة استثنائية وسيخرج منها رؤى وأفكار على المستويين الاقتصادي والسياسي، فعلى المستوى السياسي لا بد وأن يكون هناك رؤية عربية في إيجاد مواقف عربية قوية للتغلب على التحديات المتزايدة التي نتجت عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا وانعكاساتها على مجمل الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية.

إنشاء تكتل اقتصادي عربي

وأكد أنه لابد من تدشيت تكتل اقتصادي تجاري أمني سياسي، يكون دافع للعمل العربي المشترك، وتحويل الاستثمارات العربية، التي تجاوز 2000 مليار دولار في أوروبا إلى المنطقة العربية، كونها منطقة واعدة، في ظل أن أوروبا أصبحت غير أمنة على الاستثمارات العربية، بما يحقق الرخاء والاستقرار للشعوب العربية، وهو ما أكده الرئيس السيسي في القمة السابقة في الجزائر، عندما تحدث عن إنشاء تكتل عربي اقتصادي، وأيضا تفعيل السوق العربية الموحدة.

مسودة البيان الختامي للقمة العربية

وكانت صحيفة الشرق الأوسط السعودية نشرت منذ قليل مسودة البيان الختامي للقمة العربية الـ 32 "قمة جدة" المنعقدة اليوم الجمعة، وتضمنت أكثر من 30 قضية بدءاً من القضية الفلسطينية والأزمة السورية والوضع اللبناني، مروراً بالملف الإيراني وصولاً إلى قضايا البيئة والأمن السيبراني، والملفات الاقتصادية والاجتماعية.

وأكدت مسودة البيان الختامي التمسك بمبادرة السلام العربية لحل القضية الفلسطينية، كما تتضمن المسودة دعوة واشنطن إلى تنفيذ حل الدولتين، وتضمن ايضاً المسودة الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، وحق دولة فلسطين في السيادة المطلقة على أرضها المحتلة عام 1967 كافة، بما فيها القدس الشرقية، وأهمية تفعيل "مبادرة السلام العربية".

وأدانت مسودة البيان الختامي لقمة جدة جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، كما رفضت مسودة البيان الختامي لقمة جدة أي تجزئة للأراضي الفلسطينية، أما عن الملف اللبناني فحثت مسودة البيان الختامي لقمة جدة على انتخاب رئيس للبنان في أسرع وقت وإجراء إصلاحات اقتصادية لمواجهة الأزمة والخروج منها.

وأكدت مسودة البيان الختامي لقمة جدة فيما يخص الملف السوري، على الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، كما تؤكد المسودة رفض التدخلات الأجنبية وأي وجود عسكري غير مشروع بسوريا، وتابعت مسودة البيان الختامي لقمة جدة بتأكيدها على  ضرورة تعزيز الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريي، كما أكدت على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة لحل الأزمة السورية.

وفيما يخص الأزمة السودانية، قالت مسودة البيان الختامي لقمة جدة أنها تؤكد دعم الحوار بين الجيش السوداني والدعم السريع بالسعودية، كما شددت المسودة على التضامن الكامل مع السودان للحفاظ على سيادته ووحدته.