قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أحمد عمر هاشم: الرئيس السيسي شخصية محبة للدين وتكريمه وسام لكل العلماء.. ووالدي الشخصية الجوهرية في حياتي| حوار

الدكتور أحمد عمر هاشم
الدكتور أحمد عمر هاشم

الدكتور أحمد عمر هاشم:

  • 3 دوافع وراء اختياري علم الحديث ووالدي هو الشخصية الجوهرية في حياتي
  • السُنة النبوية لم تخل من دعمها لمبدأ التيسير في الزواج
  • المفاضلة بين تكرار الحج ومساعدة الفقراء له شروط
  • الخطاب الديني ينبغي أن يكون على نحو أكبر وأوسع وأدق
  • نعاني من فكرٍ مغلوطٍ اندس وسط المفاهيم
  • القدوة بالسلوك أهم ما يحتاجه الشباب الآن
  • الفكر الديني موجود في القرآن والسنة وكتب الفقه ويحتاج إلى من ينفض عنه غبار السنين


يعد الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، واحداً من أبرز علماء الحديث في العصر الحديث، بل إنه الفقيه المحدث والعالم الموسوعي وعضو هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، الذي حمل لواء الدفاع عن السنة المطهرة انطلاقاً من تخصصه في علم الحديث.

تعود نشأة الدكتور أحمد عمر هاشم إلى قرية بني عامر مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، حيث ولد بها لعام 1941 للميلاد، من أسرة هاشمية اشتهرت بوسطية الأزهر وبالتصوف، كان من بينها وكيل الأزهر الأسبق الدكتور الحسيني هاشم، ووالده الشيخ محمود أبو هاشم.

تخرج الدكتور أحمد عمر هاشم في كلية أصول الدين جامعة الأزهر عام 1961، حصل على الإجازة العالمية عام 1967، ثم عُين معيداً بقسم الحديث بكلية أصول الدين، وحصل على الماجستير في الحديث وعلومه عام 1969، ثم نال درجة الدكتوراه في ذات التخصص، وأصبح أستاذ الحديث وعلومه عام 1983، ثم عُين عميداً لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، وفي عام 1995 شغل منصب رئيس جامعة الأزهر.

ومن أبرز ما ألف الدكتور أحمد عمر هاشم كتاب "من هدى السنة النبوية"، و"الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة والرد على منكريها"، كانت ، وقد أجرى موقع صدى البلد حواراً أكد خلاله أن الصلاة على النبي هي واحدة من الأوامر الربانية والنبوية التي لا توصف بالبدعة وأن ثمرتها على مصر ستكون قريبة، وإلى نص الحوار.

الدكتور أحمد عمر هاشم ولقاء مع الرئيس السيسي

* في البداية .. تكررت المشاهد التي جمعت بين فضيلتكم والرئيس عبدالفتاح السيسي.. فكيف ترون هذا الأمر؟

الرئيس السيسي رجل صاحب عاطفة دينية صادقة، ومرد ذلك إلى نشأته الدينية الصالحة، فهو محب للصالحين وللعلماء ويقدرهم ويعرف لهم مكانتهم، ولمست ذلك باستمرار خلال لقائي به، وهي لمحة طيبة تؤكد وتعبر عن مدى حبه واهتمامه بالعلم وتقديره للعلماء، حيث كان سيادته حريصا على تقديم ما ينبغي من دعم وأن يظهر محبته في كل مناسبة.

كيف عالجت السنة النبوية المطهرة ظاهرة غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج ؟

السنة النبوية المطهرة لم تخلُ من الأحاديث التي تدعم الإنسان في تحقيق الفطرة السليمة في الزواج، وأوصت الأحاديث الشريفة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتيسير على الشباب، فقال صلى الله عليه وسلم:" أقلهن مهرًا أكثرهن بركة"، وعنه صلوات الله وسلامه عليه:" التمس ولو خاتمًا من حديد"، إلى غير ذلك من الأحاديث النبوية الشريفة، والتي جعلت الأخلاق معياراً في اختيار الزوج والزوجة على حدٍ سواء بما يضمن تنشئة أسرة سوية وبيئة خصبة لإنجاب الذرية الصالحة.

الدكتور أحمد عمر هاشم

* مع دخول موسم الحج.. أيهما أفضل تكرار الحج أم سد حاجة الفقراء والمساكين؟

ليس هناك مانع من تكرار الحج مادام الإنسان منا يستطيع فعل ذلك، فإن كانت لديه القدرة على دعم الفقراء والمساكين ودعم احتياجاتهم بجانب حجه بيت الله الحرام فنعم الأمر ذلك، ولكل منا حقه في تحديد الأولوية التي يراها، وأن يدرك بأن الله سبحانه وتعالى في عونه مادام في عون أخيه.

فإذا كان هناك فقراء يحتاجون إلى الصدقة فيقوم بأداء هذا الواجب نحوهم فيعطيهم حقوقهم ويتصدق عليهم، ويصل أرحامه بإغنائهم عن السؤال، ثم يريد أن يكرر الحج أو العمرة لا نقول له لا.

فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت أو صلى به ساعة من ليل أو نهار)، لكن نقول: على المسلم أن يعلم أنه كما يؤدى الحج والعمرة لغفران ذنوبه فهناك أمور أخرى تؤدي لغفران الذنوب وهي سد حاجة الفقراء والمساكين وصله الأرحام ومساعدة المحتاجين، وإذا أدى كل هذه الحقوق وأراد أن يحج فلا مانع، أما أن نقول يحج فقط ولا يؤدى هذه الواجبات فنقول له إذا كنت تريد الحج أد الواجبات أولاً ادفع زكاة مالك، أعط الفقراء والمساكين، وصل أرحامك، وساهم في زواج اليتيمات، ولا مانع أن تحج أو تعتمر في كل عام.


* ماذا عن وصف البعض لمبادرة الصلاة على النبي بالبدعة؟ وما هو المفهوم الصحيح لهذه اللفظة؟
الصلاة على النبي أمر رباني ونبوي، فقد أمرنا المولى تبارك وتعالى أن نصلي عليه في كل وقت سواء أكنا في الصلاة أم في الأذان وغيرها من الأوقاف، ولما نزل قوله تعالى :"وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)"، نزل جبريل وقال: إنَّ رَبِّي وَرَبكَ يَقُولُ: كَيْفَ رَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ ؟ قال: الله أعْلَمُ، قال: إذَا ذُكِرْتُ ذُكرتَ مَعِي".

ونحن نقول لمن قال ببدعة الذكر الجماعي بالصلاة على النبي، إن البخيل من ذكر عنده نبينا صلى الله عليه وسلم فلم يصلِّ عليه صلى الله عليه وسلم، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "شقي عبد ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ"، فالشقي هو الذي لا يصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن نصلي عليه صالله عليه وسلم وندعو الجميع للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم خاصة في هذه الآونة التي نحتاج فيها إلى كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ليرفع الله عنَّا الغمة وليحقق الخير للأمة وعلى الله قصد السبيل.

كما أن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمور الواجبة التي أمر رب العزة بها فقال سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ ‌يُصَلُّونَ ‌عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، وأفضل الصيغ التي اختارها الشارع هي الصلاة الإبراهيمية.

أما عن الفهم الصحيح للبدعة فهي أمر مخترع في الشرع لم ينزل به التشريع، لذا نقول لمن يصف صلاتنا على النبي بالبدعة، أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم نزل بها تشريع وأُمرنا بها، ونوقن أن مصر ستجني ثمار وبركة هذه المبادرة الطيبة في اللجوء إلى الله والتضرع بأحب عباده إليه.

الدكتور أحمد عمر هاشم


* عرف فضيلتكم كأستاذ لعلم الحديث فما سر اختياركم لهذا المجال؟

دراستي لعلم الحديث كانت نتاجاً لعدة أسباب من بينها الحب الشديد لصاحب السنة المطهرة صلى الله عليه وسلم، وحبي لحديثه المبين للقرآن والمفصل لما جاء مجملاً فيه والموضح لأحكام الشريعة بالتفصيل، كذلك قد وجدت أثناء دراستي هجمة شرسة من بعض أعداء الدين والمسلمين أسماً وليس حقيقة، ومن بعض المستشرقين للسنة المطهرة فكان لزاماً علينا أن نرد عليهم وأن ندافع عنها، لدرجة أنني أثناء تواجدي طالباً قبل الدراسات العليا أعدت بحثاً في السنة وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل.

كذلك أن أول من تخصص في الأسرة الهاشمية في الحديث هو شيخنا الدكتور الحسيني عبدالمجيد هاشم رحمه الله، فكان تخصصه دافعاً لي أن أسير على نفس الدرب، حيث ألف كتاباً أخذ به الدكتور الإمام البخاري محدثاً وفقهيا، لهذه الأسباب كان تخصصي ورغبتي في أن أتخصص في الحديث النبوي الشريف.

* مَن مِنْ الشخصيات التي تركت أثراً كبيراً في شخصية الدكتور أحمد عمر هاشم وفي تكوينه الفكري؟
تأثرت بادئ ذي بدء بشخصية والدي الشيخ محمود أبو هاشم، والذي كانت له خطى سرت على دربها، فكان رحمه الله يصحبني في مجالسته كبار العلماء ومنهم الدكتور طه الديناري عميد الشريعة الأسبق، والدكتور عبدالسميع شبانة كلية اللغة العربية، وكانوا وغيرهم من محبي آل البيت والتصوف، وكان والدي يدعوهم في المولد الحسيني والسيدة زينب، وكانوا يحضرون إلى الخدمة التي عرفت بخدمة السيدة.

كان له رحمه الله تعالى تأثيراً في مجالستي لهؤلاء العلماء، فعشت حياتي معه، وكنت أبيت معه وأكل وأشرب وأسافر وأتدارس معه، وكان لنا لقاء في الساحة الهاشمية ثم يختصر اللقاء في البيت فلا أتركه إلا بدخوله غرفة نومه، وكان له تأثير عظيم خاصة في الشعر، حيث كنت أحفظ شعره أثناء تواجدي في المرحلة الابتدائية، ثم كنت أصحبه في الندوات والمحاضرات، وهو الشخصية الجوهرية في حياتي، كذلك الدكتور الحسيني هاشم، والكاتب الكبير خالد محمد خالد تأثرت بكتاباته أيضا لأنه كان ابن خالة والدي.

* ماذا عن علاقتكم بالإمام الراحل عبدالحليم محمود شيخ الأزهر.. ولماذا يتأثر الناس بحديثكم وينجذبون إليه؟
الأرواح جنود مجندة فمن تعارف منها ائتلف ومن تنافر منها اختلف، والإمام الراحل عبدالحليم محمود كنت من تلاميذه لأنه درس لي في كلية أصول الدين مادة كان لأول مرة يقررها على الطلاب حين تولى العمادة في السنة التي دخلت فيها كلية أصول الدين، حتى إن طلبة الكلية القدامى كانوا يعدون مجلة ويسألون عن مشاعرنا حين دخلنا كلية أصول الدين، فقلت لهم أمهلوني بعض الوقت لأكتب لكم الرد بالشعر، فكان كالتالي:

لما دخلتك يا أصول الدين.. قد زاد حبي واطمأن يقيني
ورأيت فيك مشاهد دفاقة بالخير.. من حين هناك لحيني
فعميدنا الورع التقي وصاحب القلب النقي.. راعي أصول الدين.

الدكتور أحمد عمر هاشم

* ماذا عن رسالتكم التي توجهونها إلى المؤسسات الدينية بشأن قضية تجديد الخطاب الديني؟

ليس معنى تجديد أو تصحيح الفكر الديني أننا نقول جئنا بأمر جديد، لا نحن لم نأتِ بأمر جديد، فالفكر الديني موجود في القرآن وفي السنة وفي كتب الفقه وفي كتب العقيدة وفي كتب التراث، لكن يحتاج إلى من ينفض عنه غبار السنين، ومن يتناوله بالدقة والعمق وبالعمل قبل القول.

رسالتي أن يكون تجديد الخطاب الديني على نحو أكبر وأوسع وأدق وأعمق، وأن يشتمل على إعادة النظر في المقررات الدراسية في المدارس وفي المعاهد وفي الكليات من أول سنة إلى آخر سنة، وهذا يقتضي أن نعد المعلم الجيد الذي يستطيع أن يأخذ بيد طلابه إلى هذا المستوى الفكري المنفتح على العالم من حوله، وأن يواكب التحدي الحضاري الذي يعيشه العالم، وأن يواكب الانفجار المعرفي الذي تشهده الدنيا.

فكل ذلك يقتضي من المؤسسات الدينية، وفي مقدمتها الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف والجمعيات الشرعية والدينية والمؤسسات الدينية والفكرية أن تتضامن جميعا على قلب رجل واحد من أجل النهوض بالفكر والتحدي ومواجهة الفكر بالفكر، خاصة أن هناك فكراً مغلوطاً اندس وسط المفاهيم وحاول بعض الذين يروجون له أن يقولوا هذا هو الصحيح رغم أنه يحل ما حرم الله، بل إنه يحل الدماء أحيانا وهذا من أبشع الجرائم التي يجب أن تواجَه وأن يتطهر منها المجتمع.

فالمدرس الذي يوجه أبناءه بسلوكه قبل عمله، هو هذا الموجه الناجح الذي يبني فكراً وتجديداً للفكر الديني الصحيح، وكما شهدنا ونحن في دراستنا حول بعض علماء جهابذة أمثال الإمام عبد الحليم محمود وأمثال الدكتور علي عبد الواحد وافي وغير ذلك من العلماء الذين كان لهم قدرهم وكان لهم فكرهم وجهودهم التي تذكر فتشكر.

* كيف يواجه الشباب خطر التدفق الرهيب في المعلومات والسوشيال ميديا؟

في الأيام الأولى من حياتي والتي كنت أبدأ خطوات التعليم في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، كنت أترسم فيها خطى السابقين فاستفدت منها، وهذه كانت عبارة عن حياة عملية وسلوكية قبل أن تكون أقوالًا وكلمات تلقى علينا في دروس أو محاضرات، وكانت عبارة عن سلوك وتطبيق عملي لأنك تؤثر في ألف شخص بسلوكك وقدوتك أكثر مما يؤثر ألف داعية في شخص واحد، يعني لو اجتمع ألف واحد على شخص واحد عشان يخلصوه من فكر أو يغرسوا فيه فكر أو يصوغوا منه شخصية بكلام فقط فذا لا يكفي، لكن بالسلوك يكون أقوى.

فتأثير القدوة والعَالِم بسلوكه وقدوته أعظم من تأثير 100 متحدث في شخص واحد، ومن هنا كان الفارق بين اليوم والأمس؛ بالأمس كنا نرى شيوخًا لهم قدرهم ولهم جلالهم ولهم مهابتهم وحياتهم والاقتداء بهم؛ لأن القدوة بالسلوك أهم ولذلك أرسل الله الرسل، وبعث لهم رسلًا مبشرين ومنذرين، ولم يقل لهم اذهبوا إلى الناس فادعوهم إلى الإسلام، أو خذوا الكتب وانزلوا بها الى هؤلاء، لا، أرسل رسلًا، وهؤلاء الرسل كانوا يبشرون بالدين ويوضحون للناس القدوة ويقول: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.

* لماذا غاب عنا اليوم الأستاذ أو الداعية القدوة .. وما رسالتكم للدعاة؟

الوقت الراهن كشف عن تأثير الأجهزة الحديثة في حياتنا، وأصبحنا لا نستغني عنها في مقابل أننا استغنينا عن القراءة من الكتب، وهي مسألة يجب أن تكون محل نظر، كما يجب ألا تكون الدعوة مجرد أقوال أو كلمات.

فلو أعطينا مثالاً على فريضة مثل فريضة الحج؛ تجد أنك لو أعطيت إنساناً كتاباً أو كتباً عنها ليقرأها ويفهم ما فيها، وعندما يذهب إلى الحج كأنه لا يعلم شيئاً؛ ذلك لأنه لم يمارسها عملاً ولا تطبيقاً، فيجب أن يمارسها عملاً وتطبيقاً حتى يكون عمله صحيحاً.

ومن هنا أيضا يكون وجوب تصحيح الفكر الديني وأخذ الجميع على تصحيح الفكر وتصويب الخطوات وتقديم القدوة الحسنة للمدرس الناجح الذي يستميل الطلاب إليه، والمدرس الناجح الذي يحبه طلابه ويرغبون في الحديث إليه، فمن هنا نكون قد نجحنا، وهذا واجب المسئولين في أن يتخيروا من بين هؤلاء من لهم هذه الميزة من حب الطلاب لهم والتفاف الطلاب حولهم.