الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تسـابيح وصلوات.. مظاهر الاحتفال بالأضحية عند المصريين القدماء

صدى البلد

يهل علينا عيد الأضحى المبارك ويسمى عيد الأضحية ويقوم كثير من الناس بعملية التضحية اقتضاء بسنة سيدنا إبراهيم، وهناك قواعد نتلزم بها قبل وأثناء وبعد الأضحية فى طريقة الشراء والذبح وتوزيع اللحوم تبعا لسنة سيدنا محمد، ولكن هناك كثير من تلك المظاهر كانت عند الأجداد رغم اختلاف الهدف والمضحى له فما هى الموروثات الحضارية من تلك الحضارة المصرية القديمة؟.

الأضحية في مصر القديمة 

أكد الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين، حرص المصرى القديم على تربية الماشية وتسمينها وحلبها وتوليدها وإرضاعها وعلاجها وتحسين سلالاتها، وذلك للأستهلاك اليومى وتحسين الدخل والقرابين، لذا اهتم بها وكان يجز صوفها ويغسلها كل ظهيرة ويضع على ظهرها مايقها برد الشتاء ويضع فى رقبتها الزهور، وكان يلاطفها أثناء الطعام والشراب ويخصص لها حظائر قرب بيته، وعثر فى اللاهون فى مدنية الفيوم على بردية بيطرية لعلاج عيون وأسنان العجول والكلاب، ونرى فى مقبرة تى بسقارة الأسرة الخامسة منظرا يمثل راعيا لاحظ أن أحد العجول لم يكن فى نشاطه العادى فأخذ يفحصه، وفى مقبرة خنوم حتب ببنى حسن من عصر الدولة الوسطى نرى منظرا يمثل الأطباء البيطريين وهم يقومون بعلاج الحيوانات المريضة منها بعض الثيران والماشية الصغيرة.
 

واستطرد كبير الأثريين متابعًا لا تكاد مقبرة تخلو من منظر يمثل الثيران وهى تساق إلى قاعة ذات أعمدة بينما يشرف رئيس القصابين على عملية الذبح وقطع اللحوم وتعليقها لكى تجف وكانوا يحظرون ذبح إناث البقر لما يؤدى إليه ذبحها من القضاء على الثروة الحيوانية، كان المصرى القديم يكشف على الحيوان حيث كانت المعابد ترسل كهنة بمثابة مفتشين عند مربى الماشية ويفحصون كل حيوان فحصا دقيقا فى حالة وقوفه ورقاده ويسحبون لسانه لمعرفة سلامته وخلوه من المرض وينظرون إن كان شعر الذيل ناميا نموا صحيحا بعد ذلك يعلنون أنه حيوان صالح للذبح وذلك بوضع حبل حول قرنيه ويضعون على الحبل ختم من الطين وهناك على أحد جدران معبد أبيدوس منظرا يمثل أحد الأطباء البيطريين وهو يلقى على الطلبة درسا فى تشريح البقرة.


وأضاف شاكر وكان يوضع فى رقبة الثور المضحى به "جرس"، كانت عادة المصريون القدماء عند تقديم القرابين للألهة أن يوضع جرس حول رقبة العجل ليعلم كل الناس أنه سوف يقدم قربانا للأله ويوسعون له الطريق وأيضا لكي يعلم الفقراء أن هناك أضحية فيذهبون إلى المعبد لنيل قدر من اللحم.
 

باسم الإله على الحيوان عند الذبح ؟
 

عرف عن المصرى القديم الرفـق بالحيوان، بل عرف أيضاَ ضرورة ترديد نصوص دينية معينه قبل ذبح  الحيوان فكان يبدأ " باسم الإله " وبمانصه : 
( باسم الإله العظيم ليتقبـلها الآله من عبده )  
هكذا كان المصريون يتلون تسـابيح وصلوات قبل  اثناء ذبح الأضحية، ودليلنا غلى ذلك هذا مشهد رائع من مقبرة  الكاهن "مننا "  فى منطقة شيخ عبد القرنة بالأقصر من فترة الملك  تحتمس الرابع تصور كيف كان المصريون يذبحـون الثور ويقدمونه كقربان  قبـل الذبح، يطعمونه ويسقونه المياه  ويضعون على عيونه رباط من الأقمشة حتى لايرى السكين وخاصة فى الأضاحى الكبيرة كالثيران فيلقون الثورعلي ظهره ساقاه الخلفيتان مربوطتان والجزار يذبحه رأسه أو  من طرفه الأمامي الأيمن ومن خلف الذبيحة يقف كاهن يصب الماء المقدس على الذبيحة ليطهرها، وكاهـن آخر من ورائه يتلـوا طقوس وترانيم الذبح وبيده الأخرى بردية يبدو ان مكتوب بها الطقوس المقدسة، وكانت الذبيحة تقسم ثلثها للمعبد خاصة الفخذ الأيسر والثلث لأصاحبها وثلث يوزع للفقراء، هكذا كانت حضارتنا المصرية القديمة التي كانت المنهل الذى نهلت منه كل الحضارات والأديان بطريقة مباشرة وغير مباشرة.