اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي مدينة جنين وحاصرت مدرعة المدينة من عدة محاور وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة على المخيم ونشرت قناصتها فوق أسطحها وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.

الاحتلال يقتحم منازل جنين
ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي اليوم إلى 8 أشخاص وإصابة 50 آخرين بينهم 10 في حالة خطرة، ليرتفع عدد الفلسطينيين القتلى في العمليات الإسرائيلية المتتالية في مدن الضفة منذ بداية العام الجاري إلى 186.
وأفادت مصادر عبرية أن جنديا إسرائيليا أصيب خلال الاشتباكات في مخيم جنين، فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "ضبطنا منصة لإطلاق الصواريخ في جنين والاشتباكات لا تزال مستمرة".
وأكدت الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت 8 أشخاص وأصابت نحو 50 آخرين في عملية نفذتها خلال الليل وصباح الاثنين في جنين ومخيمها بالضفة الغربية.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية أن طائرات إسرائيلية قصفت بالصواريخ عدة مواقع داخل مخيم جنين وعلى أطرافه، ما ادى إلى وفاة فلسطينيين.
وأضافت الوكالة أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، ترافقها جرافات عسكرية مدرعة، اقتحمت مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت المخيم، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، وسيطرت على عدد من المنازل والبنايات المطلة على المخيم ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مركز قيادة لمسلحين في المدينة في غارة نفذها في ساعة مبكرة من صباح الاثنين قال سكان محليون إنها أدت إلى مقتل شخص واحد على الأقل وجرى خلالها إطلاق صاروخ من الجو.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن طائرات مسيرات تابعة له شنت أكثر من 10 غارات على أهداف ومسلحين في مخيم جنين.
وأضاف أن "المسيرات دمرت معملا لإنتاج وتخزين عبوات ناسفة"، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية صادرت منصة إطلاق قذيفة صاروخية محلية الصنع ووسائل قتالية أخرى.
من جانبه، أكدت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الاثنين، أن الأمن والاستقرار لن يتحققا في المنطقة ما لم يشعر بهما شعبنا الفلسطيني.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن "ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل".
وطالب أبو ردينة المجتمع الدولي بالخروج عن صمته المخجل والتحرك الجدي لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها بحق شعبنا الفلسطيني، ومحاسبتها على كل هذه الجرائم.

ألف جندي من جيش الاحتلال
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن قوات الاحتلال بدأت فجر اليوم الهجوم على مخيم جنين بالطائرات المسيرة ودباباته وجنوده وقد وصل عدد الجنود الإسرائيليين الذين وصلوا المخيم قرابة ألف جندي من جيش الاحتلال بوحداته المختلفة.
وأوضح الرقب ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن مخيم جنين الذي لا تزيد مساحته على نصف كيلو متر مربع يحاصره الآن الاحتلال ويقطع عنه الاتصال والكهرباء والماء بعد أن قتل بدم بارد أكثر من خمسة فلسطينيين إضافة لعشرات الإصابات جزء منها في حالة خطرة جدا.
وتابع: هذا العدوان غير المبرر يهدف منه الاحتلال كسر الشعب الفلسطيني وتحت حجة منع تسلل أي عمليات من جنين بدأ الاحتلال عمليته تحت اسم الحقل والبستان بعد تهديدات نتنياهو ووزير حربه غالاينت وقيادة أجهزته الأمنية.
وواصل: هذه الجريمة لن تجلب للاحتلال الأمن والأمان كما يعتقد، بل ستولد مزيدا من العنف، معقبا: الاحتلال لم يتعلم من تجاربه السابقة فشعبنا لا يكسره إرهاب المحتلين، وإذا أراد الاحتلال الأمن عليه الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني السياسية والانسحاب من أراضي الدولة الفلسطينية، لأن فتح دوامة العنف لن يجلب أمنًا وأمانًا.
وأضاف أننا نتمنى من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية التي انسحبت اليوم لتسلم المخيم لجيش الاحتلال أن تقف في صفوف شعبها والا تترك المخيم في مواجهة الاحتلال، وعلى المقاومة التي تتغنى بشعارات وحدة الساحات أن تفتح كل الجهات أو الساحات على الاحتلال ولا تترك مخيم جنين لوحده، فالاحتلال بعد أن يفرغ من جنين سينتقل إلى مكان آخر وحينها سيقال لقد أكلت عندما أكل الثور الأبيض.
واختتم: أتمنى تحركا عربيا سريعا لوقف العدوان على شعبنا وضرورة صدور قرار مجلس الأمن لتوفير حماية دولية لشعبنا الفلسطيني الأعزل.

تنفيذا لتعليمات حكومة التطرف
ومن جانبه، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن ما يحدث بجنين بمثابة جريمة حرب ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي وتضاف إلى سجل الجرائم التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها دولة الاحتلال.
وأوضح الحرازين ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه الجريمة المتواصلة والتي نفذتها قوات الاحتلال أثناء اقتحامها لجنين مستخدمة الطائرات والقناصة والعربات والجيبات المدرعة والمصفحة بكتائب كاملة من جيشها المجرم تأنى تنفيذا لتعليمات حكومة التطرف الصهيوني وتوجهاتها العنصرية التي ترغب بالقضاء على كل ما هو فلسطيني وتدمير أي فرصة لحل الدولتين من خلال مواصلة الاستيطان وتهويد الطرق وعمليات القتل والإعدام والاعتقال والاقتحامات اليومية.
وتابع: كل ذلك يجسد مشهد الجريمة الإسرائيلية التي ترتكبها حكومة نتنياهو وبن جفير وسموتريتش بحق الشعب الفلسطيني غير آبهة بجميع الأعراف والمواثيق والاتفاقيات الدولية وضاربة بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية ولكن المصيبة الأكبر أن هذه الجريمة تجرى تحت أعين وبصر المجتمع الدولي ومؤسساته التي أشبعتنا بيانات إدانة وشجب واستنكار دون رد فعل عملي قوى يلزم هذه الدولة المجرمة بالقانون الدولي ويحاسبها على تلك الجرائم.
وواصل: ولذلك فإن المسؤولية تتحملها أولا حكومة نتنياهو وجيشه الفاشي وثانيا المجتمع الدولي الذى اختار الصمت وسياسة الكيل بمكيالين ولذلك على المجتمع الدولي التحرك الفعلي والعاجل لوقف هذه الجرائم والبدء بمحاسبة دولة الاحتلال وخاصة المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذى لم يحرك ساكنا رغم ثبوت الجريمة واختصاص المحكمة الجنائية الدولية بنظرها والشكاوى التي أمامه مع التأكيد على أن جميع مخططات الاحتلال وجرائمه لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني وصموده وإرادته.
وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه أو يخرج منها وهي رسالة يجب أن تدركها حكومة الاحتلال بأن هناك حالة من الصمود والثبات ستفشل تلك المخططات التي تستهدف القضية وشهداء جنين جزء من مسيرة الشهداء الكبرى والمتواصلة على مدار عقود من النضال الفلسطيني، ودماؤهم الزكية والطاهرة وأرواحهم ستضيء طريق الانتصار والحرية.

رفض مصر الكامل للاعتداءات
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الاثنين، عدوان الاحتلال الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني في "جنين" ومُخيمها، وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تداعياته وما يسفر عنه من جرائم ضد المواطنين المدنيين العزل وممتلكاتهم.
وذكرت الوزارة في بيان صحفي أن "هذا العدوان يندرج في إطار سياسة إسرائيلية رسمية لتكريس منطق القوة العسكرية في التعامل مع الشعب الفلسطيني الأعزل وقضيته العادلة بديلا عن الحلول السياسية للصراع".
وطالبت الوزارة بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان فورًا، ودعت الجنائية الدولية إلى "الخروج عن صمتها والبدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين".
وبدورها، أعربت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الاثنين، عن إدانتها الشديدة للاعتداء الإسرائيلي على مدينة جنين بالضفة الغربية.
وفي بيان نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية على فيسبوك جاء فيه أنه: " أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم الاثنين 3 يوليو الجاري، الاعتداء الذي قامت به القوات الإسرائيلية على مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، مما أسفر عن وقوع 5 ضحايا و27 مصاباً من أبناء الشعب الفلسطيني حتى الآن".
وأكد بيان الخارجية، على رفض مصر الكامل للاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة ضد المدن الفلسطينية، وما تسفر عنه من وقوع ضحايا أبرياء من المدنيين بسبب استخدام مفرط وعشوائي للقوة، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية، لاسيما القانون الإنساني الدولي الذي يفرض التزامات واضحة ومحددة على إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
وحذرت مصر من المخاطر الجسيمة للتصعيد الإسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين، وما يؤدى إليه من تأجيج لحالة الاحتقان ومفاقمة معاناة الشعب الفلسطيني، وتقويض للمساعي المبذولة من جانب مصر والشركاء الإقليميين والدوليين لخفض التوتر في الأراضي المحتلة.
وطالبت جمهورية مصر العربية الأطراف الفاعلة والمؤثرة دولياً بالتدخل لوضع حد لتلك الانتهاكات وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي تزداد معاناته يومًا بعد يوم.
ومن جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ، إن العملية العسكرية الغاشمة التي يباشرها الاحتلال الإسرائيلي في جنين شمالي الضفة الغربية مدانة بالكامل.
واعتبر أبو الغيط ، في تغريدة له على موقع التدوينات القصيرة (تويتر) اليوم الاثنين، أن قصف المدن والمخيمات بالطيران وتجريف المنازل والطرقات عقاب جماعي وانتقام لن يؤدي سوى لمزيد من تفجير الموقف.. ونناشد أنصار السلام في العالم التدخل الفوري لوقف هذه العملية المشؤومة والإجرامية".
