الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يقول جبريل للرسول: "أبشر بنورين لم يؤتهما نبي قبلك".. فما هما؟

النبي محمد صلى الله
النبي محمد صلى الله عليه وسلم

قال سيدنا جبريل عليه السلام للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: "أبشر بنورين لم يؤتهما نبي قبلك"، فما هما ؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية من خلال بيانها حكم قراءة القرآن الكريم بنية قضاء الحوائج والحفظ والشفاء.

أبشر بنورين لم يؤتهما نبي قبلك

وقالت الإفتاء إن قراءة القرآن بنية قضاء الحوائج أمرٌ مشروعٌ بعموم الأدلة الدالَّة على استحباب قراءة القرآن؛ ومنها: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر: 29].

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ» رواه مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، إلى غير ذلك من النصوص المطلقة.

وحول قول سيدنا جبريل للنبي: “أبشر بنورين لم يؤتهما نبي قبلك”، قال العلامة محمد بن علان الصديقي الشافعي في كتابه "دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين" (6/ 200، ط. دار الكتاب العربي) -في شرح حديث ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما في صحيح مسلم في فضل سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، وقول سيدنا جِبْريلُ عليه السلام: أبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤتَهُمَا نَبيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَواتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهَا إِلاَّ أُعْطِيتَه. قال ابن علان: [(بحرف) الباء فيه صلة للتأكيد وتجويز كونها للالتصاق بعيد، نعم يجوز كونها للاستعانة؛ أي: (لن تقرأ) مستعينًا (بحرف) أي جملة (منهما) على قضاء غرض لك (إلا أعطيتَه) كيف لا والفاتحة هي الكافية؟ وتلك الخواتيم لمن قرأها في ليلة كافية] اهـ.

وقد انتفع السلف الصالح بالقرآن الكريم على نية الحفظ؛ فقد روى ابن أبي شيبة في "المُصَنَّف" (7/ 98، ط. دار الفكر) عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت: "مَن قرأ بعد الجمعة فاتحةَ الكتاب و﴿قُلْ هُوَ ٱللهُ  أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ حفظ ما بينه وبين الجمعة".

وقال العلَّامة ابن مفلح الحنبلي في "الآداب الشرعية" (2/ 455، ط. عالم الكتب): [قال المَرُّوذِيُّ: شَكَت امرأةٌ إلى أبي عبد الله أنها مستوحشةٌ في بيتٍ وحدَها؛ فكتب لها رقعةً بخطه: بسم الله، وفاتحة الكتاب، والمعوذتين، وآية الكرسي] اهـ.

واستحب العلماء الاستشفاء بالقرآن من خلال بعض سوره؛ كسورة الفاتحة، قال العلامة ابنُ حَجَرٍ الهَيْتَمِيُّ الشافعي في "الفتاوى الفقهية الكبرى" (4/ 29، ط. المكتبة الإسلامية) أنه: [يستحب قراءة الفاتحة عند وقوع الطاعون؛ لأنها شفاءٌ من كل داء] اهـ.

نورين أؤيتهما النبي 

بينما قال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن سورة الفاتحة، لها فضل عظيم وكبير، موضحا أنها فاتحة الكتاب الكريم، ويستخدمها المسلمون الأوائل في الرقية وتسمى أم الكتاب.

وشدد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء،  خلال برنامج “من هدي القرآن”، المذاع على قناة صدى البلد، على أهمية الإخلاص وأن يكون قانون الإنسان في الحياة، وأهم ما يحرص عليه في تعاملاته.

وأضاف أنه يطلق عليها السبع المثاني، لافتا إلى أن آياتها بها العديد من المعاني التي تحمل الكثير من النور الرباني، وفيها شفاء للقلوب أيضا.


وتحدث عن فضل سورة البقرة، والآيات الدالة بها، موضحا أن بعض المفسرين وقفوا أمام الحروف المقطعة بها، وتم تفويض الأمر إلى قائلها وهو الله سبحانه وتعالي، وهناك من اجتهد لتفسيرها.

 

وأكد أن هناك من يحاول أن يتحدى القرآن الكريم، مبينا أنه لن يستطيع أن يأتي بمثل ما أتي بها القرآن، ولنا في ذلك الحروف الهجائية من الألف والميم …إلخ وهي ليست حروفا غريبة، وهي نفس الحروف التي يتحدثون بها وهم من يحاولون تحدي القرآن.


-