أكد الكاتب الصحفي جمال الكشكي رئيس تحرير مجلة (الأهرام العربي) أن الخطاب المصري تجاه السودان يرتكز على ثوابت رئيسية ووطنية تهدف إلى الحفاظ على الأمن القومي السوداني والعربي والإفريقي، والدعوة إلى الحوار السياسي وإسكات صوت البنادق والجلوس إلى الطاولة من أجل الحفاظ على الثوابت الوطنية.
وقال الكشكي - في افتتاحية عدد المجلة الصادر أمس السبت - "مائة يوم مضت على الحرب في السودان، منسوب الخسائر يرتفع مؤشرات الانفراجة حائرة اللعبة باتت صفرية بين أطراف الصراع البحث عن ضوء في الأفق، بات أمرا حتميا وضروريا وليس له بديل"، لافتا إلى أن القاهرة تواصل جهودها التي بدأتها منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب يوم 15 أبريل الماضي، حيث الاتصالات والمباحثات والمفاوضات المستمرة من أجل إيقاف نزيف الانهيار المتواصل الذي يكاد يعصف بدولة وطنية مهمة مثل الشقيقة السودان.
وأضاف: "من مؤتمر دول الجوار السوداني الذي عقد يوم 17 يوليو الجارى، وصولا إلى استضافة القاهرة لقوى الحرية والتغيير "المجلس المركزى" وما بينهما من مع جهود واتصالات حثيثة أطراف سودانية وإقليمية دولية، تستمر القاهرة في حرصها على الوصول إلى حلول قاطعة لإيقاف الحرب، وحقن الدماء، وفتح ممرات إنسانية لتقديم كل المساعدات الإغاثية والطبية، فضلا عن الحفاظ على سلامة وسيادة الأراضي السودانية وعودة الدولة الوطنية إلى ممارسة مهامها ومسئولياتها تجاه شعبها، وإغلاق الباب أمام أية محاولات للتدخلات الخارجية في الشئون الداخلية للسودان".
وتابع: "كل هذه التحركات تؤكد الإدراك الكامل والمبكر من جانب القاهرة وللأخطار التي سوف تترتب على إطالة أمد الحرب وتأثيراتها الكارثية على الداخل السوداني من ناحية وعلى دول الجوار من ناحية أخرى".
وأشار الكشكي إلى أنه وسط هذه الفلسفة التي تتبناها القاهرة من أجل حلحلة الأزمة السودانية فإن الحوارات التي دارت في القاهرة بين قادة قوى الحرية والتغيير، إنما هي ترجمة حقيقية للحرص الكامل من الدولة المصرية، على فتح بر الأبواب أمام كل الأشقاء السودانيين والتأكيد على ضرورة الوصول بالسودان إلى الأمان وعودة الاستقرار لمؤسساته، واستعادة عافيته كدولة مهمة في محيطها العربي والإفريقي، تشكل أهمية جيوسياسية في القرن الإفريقي والبحر الأحمر ووسط إفريقيا، ناهيك عن أهميتها للجوار العربي.