الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ميزان يوم الحساب.. خطيب المسجد الحرام يوضح 10 حقائق عنه لا يعرفها كثيرون

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إن ميزان يوم الحساب الذي ينصب يوم القيامة هو ميزان حقيقي له كفتان ولا يعلم قدره إلا الله تعالى.

ميزان يوم الحساب

أوضح " غزاوي"  خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة،  أنه قد دلت النصوص الشرعية على أن الذي يوزن هو أعمال العباد وكذلك أنفسهم وكذا صحائف أعمالهم، منوهًا بأن "الميزان" من مشاهد القيامة العظيمة ومن الأمور الغيبية التي جاءت بها النصوص الشرعية.

استشهد بما قال الله تعالى: ﴿وَنَضَعُ ٱلْمَوَٰزِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْـًٔا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍۢ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ﴾ وقال سبحانه: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ﴾ ، وقال عز من قائل: ﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ﴾.

وأضاف أن هذه النصوص تدل على أن هذا الميزان دقيق لا يزيد ولا يَنقص، وبناءً على وزنه يتميز الناس، فمن مفلحٍ ناجٍ في جنات النعيم، ومن خاسرٍ هالكٍ في أصحاب الجحيم"، مشيرًا إلى أن مما يدل على وزن الأعمال  قوله صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ)، ومما يدل على أن العباد أنفسهم يوزنون يوم القيامة فيَثْقُلون أو يَخِفُّون بمقدار إيمانهم، قوله صلى الله عليه وسلم (إنَّه لَيَأْتي الرَّجُلُ العَظِيمُ السَّمِينُ يَومَ القِيامَةِ، لا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَناحَ بَعُوضَةٍ، اقْرَؤُوا ﴿فَلا نُقِيمُ لهمْ يَومَ القِيامَةِ وزْنًا﴾.

ماذا يوضع في الميزان

وتابع: وفي المقابل فإنه يؤتى بالرجل ضعيفِ البنية قويِّ الإيمان فإذا به يزن الجبال، و ورد عنِ ابنِ مسعودٍ -رَضِيَ اللهُ عنه-، أنَّه كان دَقيقَ السَّاقَيْنِ؛ فجعَلَتِ الرِّيحُ تُلْقيهِ؛ فضحِكَ القومُ منه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مِمَّ تضحكونَ؟ قالوا: يا نَبيَّ اللهِ، مِن دِقَّةِ ساقَيْهِ، قال: والذي نَفْسي بيدِهِ، لهما أثقَلُ في الميزانِ مِن أُحُدٍ، ومما يدل على أن صحائف أعمال العباد توزن أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُؤوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: أحْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ).

ونبه إلى أنه إذا وقفنا على هذه الحقائق العظيمة لهذا الميزان فهلا وَقَفْنَا مع أنفسنا وقفةً نراجع فيها أعمالنا التي ستُوزن في موازيننا؟! وهل أيقنَّا أن خيرنا وشرنا وصالح أعمالنا وسيئَها؛ كلَّ ذلك سيُوضع في هذا الميزان الدقيق الجليل، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "حاسِبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا، وزِنوا أنفسَكم قبل أن تُوزنوا، فإنَّه أخفُّ عليكم في الحسابِ غدًا أن تُحاسِبوا أنفسَكم اليومَ وتزيَّنوا للعَرضِ الأكبرِ.

وأشار إلى أنه قال الله عز وجل :  ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾"، وجاء عن أبي الأحْوَصِ -رحمه الله- قال: "تَدْرِي مِنْ أيِّ شَيْءٍ يُخَافُ؟ إذا ثقُلَتْ مِيزَانُ عَبْدٍ نُودِيَ في مَجْمَعٍ فيهِ الأوَّلُونَ والآخِرُونَ: ألا إنَّ فُلانَ ابنَ فُلانٍ قدْ سَعِدَ سَعَادَةً لا يَشْقَى بعْدَهَا أبَداً، وإذا خَفَّتْ ميزَانُهُ نُودِيَ على رُؤوسِ الخلائِقِ: ألا إنَّ فُلانَ ابْنَ فُلانٍ قَدْ شَقِيَ شَقَاوَةً لا يَسْعَدُ بَعْدَها أبداً".