الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا تجهز لمشروع ضخم يربط الشرق بالغرب.. هل يؤثر على قناة السويس؟

أعمال قمة العشرين
أعمال قمة العشرين

دفعت الولايات المتحدة الأمريكية خلال فعاليات قمة مجموعة العشرين المنعقدة في  الهند، نحو مشروع كبير وهو عبارة عن "ممر اقتصادي" طموح من شأنه أن يربط بين الهند وأوروبا، عبر خطوط السكك الحديد والنقل البحري مروراً بالشرق الأوسط، مع دور قيادي للسعودية.

كل ما تريد معرفته عن الممر الاقتصادي مشروع محمد بن سلمان في قمة العشرين -  أريبيان بزنس
بايدن ومودي وبن سلمان

قمة العشرين

ومن جانبه أعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على هامش كلمته بقمة "مجموعة العشرين" في نيودلهي السبت 9 سبتمبر 2023، توقيع مذكرة تفاهم لمشروع اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

وتم التوقيع على الاتفاق المبدئي الخاص بالمشروع في نيودلهي بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفقا لبيان نشره البيت الأبيض.

وأكد ولي العهد السعودي، أن الممر الاقتصادي سيوفر فرص عمل طويلة الأمد، وسيزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، لافتا: "الممر الاقتصادي سيزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا".

ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بادين، معلقا على هذا التوقيع "إنه أمر مهم حقا"، متحدثاً عن "اتفاق تاريخي" خلال مشاركته في ندوة جمعت القادة المعنيين.

فيما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن المشروع "أكبر بكثير من مجرد سكك حديد أو كابلات"، مشيرة إلى "جسر أخضر ورقمي بين القارات  والحضارات".

وجاء في وثيقة نشرتها إدارة بايدن بشأن "إعلان الممر الكبير بين الهند وأوروبا": "نريد إطلاق حقبة جديدة متصلة عبر شبكة سكك حديد، وربط الموانئ في أوروبا بالشرق الأوسط وآسيا"، والهدف هو إنشاء "عقد تجاري"، مع "تشجيع تطوير وتصدير الطاقة النظيفة"، وفق الوثيقة، وسيشمل المشروع أيضاً مدّ كابلات بحرية.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، إنّ المشروع يجب أيضاً أن "يعزّز التكامل في الشرق الأوسط"، بما في ذلك بين "شركاء غير محتملين"، مشيراً في الوقت ذاته إلى إسرائيل والأردن من بين الدول المعنية.

ويحاول الرئيس الأمريكي بهذا الإعلان ملء المساحة التي تركها الرئيس الصيني، شي جين بينج، شاغرة، بعدم ذهابه إلى نيودلهي لحضور قمة مجموعة العشرين، على غرار نظيره الروسي، فلاديمير بوتين.

كما أعرب بايدن، عن شكره للشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، لدى الإعلان عن مشروعات "الممر الاقتصادي" الجديد، قائلا: "أود أن أقول، شكرًا شكرًا شكرًا، محمد بن زايد.. لا أعتقد أننا كنا نستطيع تحقيق ذلك من دونك".

من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة وأوروبا أنهما توحّدان جهودهما لدعم مشروع آخر للبنية التحتية، وهذه المرة في إفريقيا. وهذا المشروع هو "ممر لوبيتو"، الذي يربط جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا عبر ميناء لوبيتو في أنجولا.

وقال مايكل كوجلمان، الخبير في شؤون جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن، عبر منصة "إكس" إنّه "إذا تحقّق ذلك، فإنّه سيغيّر قواعد اللعبة عبر تعزيز الروابط بين الهند والشرق الأوسط"، مضيفاً أنّ ذلك "يهدف إلى  مواجهة مبادرة الحزام والطريق".

وتقوم بكين من خلال "مبادرة الحزام والطريق" التي تأتي ضمن إطار برنامج "طرق الحرير الجديدة" باستثمارات ضخمة في عدد من الدول النامية لبناء البنية التحتية.

وأشار مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أنّه "ضمن هذه الفكرة (الممر اللوجستي الجديد)، هناك منافسة مع طرق الحرير"، معتبراً أنّ إعلان نيودلهي "مجرّد بداية لقصة طويلة".

تفاصيل الممر الاقتصادي العابر للقارات بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا
أعمال قمة العشرين

الممر الاقتصادي

وقالت وكالة الأنباء السعودية، السبت، إن المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، وقعتا أمس، مذكرة تفاهم بين البلدين، لتحديد أطر التعاون بينهما لوضع بروتوكول يسهم في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرة للقارات، من خلال موقع المملكة الذي يربط قارتي آسيا بأوروبا.

وحسب وكالة الأنباء الإماراتية، فإن المشروع يتألف من:

  • ممرين منفصلين هما "الممر الشرقي" الذي يربط الهند مع الخليج العربي و"الممر الشمالي" الذي يربط الخليج بأوروبا
  • الممرات تشمل سكة حديد ستشكل بعد إنشائها شبكة عابرة للحدود من السفن إلى السكك الحديدية لتكملة طرق النقل البرية والبحرية القائمة لتمكين مرور السلع والخدمات.
  • يهدف المشروع إلى إنشاء خطوط للسكك الحديدية، وربط الموانئ البحرية، لتعزيز التبادل التجاري وتسهيل مرور البضائع.
  • كما يهدف الممر الجديد إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب، من أجل تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة.
  • المشروع يهدف أيضا، إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية.
  • حقبة جديدة متصلة عبر شبكة سكك حديد، وربط الموانئ في أوروبا بالشرق الأوسط وآسيا.
  • "صفقة كبيرة حقيقية" من شأنها أن تربط الموانئ عبر قارتين وتؤدي إلى "شرق أوسط أكثر استقرارا وازدهارا وتكاملا".
  • سيتيح "فرصا لا نهاية لها" للطاقة النظيفة والكهرباء النظيفة ومد الكابلات لربط المجتمعات.
  • في إطار المشروع ستستثمر الولايات المتحدة مع شركائها "في خط السكك الحديدية الجديد الذي يبدأ من أنجولا ثم الكونجو وصولاً إلى زامبيا والمحيط الهندي".
  • هذا المشروع سيؤدي إلى خلق فرص عمل، وازدهار التجارة، وتقوية سلاسل الإمداد والاتصال والتواصل بيننا، وهو ما سيجعل الأمن الغذائي في وضع أفضل.
  • المشروع عبارة عن جسر أخضر ورقمي بين القارات والحضارات.

وحسب "أسوشيتد برس"، ستقوم مجموعات العمل خلال الـ60 يوماً المقبلة بوضع خطة أكمل، وتحديد جداول زمنية لتنفيذ الممر، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى ستتضمن تحديد المجالات التي تحتاج إلى الاستثمار، وحيث يمكن ربط البنية التحتية المادية بين البلدان.

وقال كبير المستشارين لشؤون أمن الطاقة العالمي في إدارة بايدن، آموس هوكستين، إنه يمكن وضع الخطط موضع التنفيذ خلال العام المقبل حتى يتمكن المشروع من الانتقال إلى الإعداد المالي والبناء.

ومن جانبه قال الخبير الاقتصادي الدكتور عادل عامر، أن الممر الاقتصادي الجديد هو ممر جزئي وليس ممر مائي بعكس قناة السويس وتم التخطيط له منذ سنوات، وكان يتطلب تنفيذه موافقة الدول التي يمر بها ليام نقل البضاعة بين الدول الموقعة على الاتفاقية ومصر كانت من الدول المؤيدة لهذه الفكرة.

وأضاف عامر في تصريحات لـ "صدى البلد أن هذا الممر سيكون من أسرع الممرات بين البشرية في نقل البضائع بين 20 دولة في ثلاث قارات في العالم، ويعد من أسهل الممرات لنقل البضائع، أما عن قناة السويس فهو لا يؤثر عليها اطلاقاً لأن قناة السويس تعتمد على نقل البضاعة عبر الشاحنات الكبرى ولكن الدول التي ستستخدم الممر الجديد البري هي دول لا تتوفر لديها من الأساس ممرات بحرية لتستخدم قناة السويس، لذلك لن تتأثر قناة السويس على الاطلاق بالممر البري الجديد بل يعد هذا الممر اضافة للتجارة العالمية بالعمل مع الممر المائي.

ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي، الدكتور سيد خضر، إن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم، بشأن إنشاء ممر اقتصادي يربط بين الهند وأوروبا والشرق الأوسط، من المتوقع ألا يتم تفعيله على أرض الواقع، موضحاً أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تحجيم دور طريق الحرير التجاري بالصين، حيث إنه يعد من أهم الطرق التجارية في العالم، كما يضم هذا الطريق أكثر من 75 دولة على مستوى العالم، فأمريكا تسعى لتقليل سيطرة الصين على الاقتصاد خلال الفترة القادمة، لذلك من المتوقع عدم دعم أمريكا لهذا المشروع.

وأوضح أن هذا المشروع يتطلب مليارات الدولارات لتفعيله على أرض الواقع، فيما تعاني الولايات المتحدة الأمريكية خلال الوقت الحالي من ضعف الاقتصاد، ومواجهة مشاكل في التمويل، والسياسة المالية التي تتبعها، لافتاً إلى أن أمريكا تصرح منذ 15 عامًا بدعمها للقارة الأفريقية، لتطوير البنية التحتية بسبب تأثرها بأزمة المناخ، ولم تقم حتى الوقت الحالي بأي دعم كما قالت، فكلها وعود بلا تنفيذ، فأفريقيا لم تشهد أي تنمية أو دعم بها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وانما يتم إقحام أفريقيا في الصراعات وهو ما نشهده حتى وقتنا الحالي في العديد من دول القارة السمراء.

وأضاف في تصريحات له، أنه بالتزامن مع توسيع دول الأعضاء المنضمة لمجموعة بريكس، وزيادة فاعلية المجموعة، فالولايات المتحدة تعمل على سحب البساط من تحت الصين لاستمرار سيطرة أمريكا على الاقتصاد العالمي، بسبب تخوفاتها من دور المجموعة خلال الفترة القادمة، فمجموعة بريكس تهدف إلى تحقيق مصالح الدول الأعضاء، على عكس الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعمل على تحقيق مصالحها الشخصية.

قمة العشرين
قمة العشرين