الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيس جنايات أسيوط للمتهم بإنهاء حياة صديقه:ولترجع نفسك إلى ربها لا راضية ولا مرضية..فيديو

الدائرة الرابعة بمحكمة
الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات أسيوط

وجه المستشار عبد الحكيم محسن الشربيني رئيس الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات أسيوط، كلمات قاسية لفني كهرباء قتل صديقه بعد سرقته ، خلال جلسة النطق بالحكم بإعدامه شنقا ، حيث قال إن الصداقة من أسمى وأرقى العلاقات الإنسانية قوامها الثقة والمحبة والصديق الأمين لصديقه كالشجرة الطيبة ثمارها الوفاء والأمان تظل بظلها وتطعم من ثمارها تنفع ولا تضر، أصلها ثابت وفرعها في السماء ، أما الصديق الخائن فهو كالشجرة الخبيثة لا ظل لها ولا ظليل ثمارها الحسرة والمرارة كشجرة الزقوم التي تنمو في أصل الجحيم يجب أن تقتد من فوق الأرض فلا يكون لها قرار .

وأضاف رئيس المحكمة: الخيانة والغدر من أخس الصفات التي تنكرها الفطرة السوية والتي ذم الله سبحانه وتعالى من اتصف بها في قوله تعالى " إن الله لا يحب الخائنين" وقوله جل شأنه " إن الله لا يهدي كيد الخائنين" بل إنهما من أبشع الجرائم الإنسانية التي يأتيها الإنسان لما لهما من اثر قطع أواصر المحبة والمودة ونشر الفتنة والريبة وعدم الثقة بين أفراد المجتمع .

واستكمل: رغم انك نلت قسطا من التعليم والمعرفة وتعمل محصلا بشركة كهرباء الصعيد بأسيوط وبلغت من العمر بضعا وأربعين عاما أغفلت وتناسيت كل تعاليم دينك وكل مبادئ الأخلاق والرحمة والإنسانية وتمكن الطمع في مال صديقك وزميل عملك المجني عليه فأعمى بصيرتك وأغشى عقلك وتمكنت منك رغبتك الجانحة في الاستيلاء على ماله دون حق، فأصغيت إلى شيطان نفسك الأمارة بالسوء واتبعت هواك وسلبت سوء السبيل ورحت تفكر في تدبر وهدوء بال ليوم وليلة كاملين ترسم خطتك الشيطانية بغية إزهاق روح المجني عليه لسرقة ماله وانتهى بك تفكيرك الخسيس إلى عقد العزم وصممت في إصرار لا يشوبه التردد ولم يشفع لديك صداقته وائتمانه لك على نفسه وماله وطوعت لك نفسك قتل صديقك المجني عليه فأعدت العدة لذلك وجهزت سلاحا أبيض "سكين " وتوجهت في هدوء نفس إلى مسكن المجني عليه مخفيا السلاح الأبيض أسفل جلباب ارتديته ووضعت " شالا " على وجهك للتخفي وذهبت إلى مسكنه بدائرة قسم أول أسيوط حوالي الساعة السادسة صباحا كي لا يلاحظك أحد وحينما قمت بالطرق على باب منزل المجني عليه وعرف المجني عليه انك صديقه فتح لك الباب فأنت صديقه وهو لا يعلم بما تضمره له نفسك الخبيثة من شر واستقبلك بالترحاب والضيافة .

وتابع : قمت بوضع سلاحك الذي أعدته له بجانبه الأيسر طالبا منه أن يأتي إليك بماله ولحسن ظنه بك اعتقد انك تمازحه وضحك لك قائلا " متهزرش " ولم تهتج تلك الكلمات شجونك أو تمكن الشفقة من قلبك وهو الذي لم يأت بخاطره أن صديقه هو من سيغدر به ولكنه خاب ظنه فيك فقمت بتوجيه طعنة الغدر من سلاحك الأبيض الذي أعدته لذلك الغرض فأصبته بجانبه الأيسر وبدأ دمه يسيل أمامك ولم يرق قلبك له أو تأخذك به شفقة أو رحمة وكيف ذلك وقد حجر الطمع في ماله قلبك وذهب المجني عليه إلى احدى الغرف ودمه ينزف ليأتي إليك بمبلغ 1000 جنيه مستجيبا لطلبك علك تتركه أو ترحمه ولكنك خيبت ظنه للمرة الثانية واستكملت مشروعك الشيطاني فقمت بتوجيه عدة طعنات أخرى بمناطق متفرقة من جسده وحين سقط أرضا غارقا في دمائه لم تكتف وتناولت عصا خشبية كانت بشقة المجني عليه وانهلت عليه بالضرب عدة ضربات استقرت بوجهه ورأسه وجبهته والتي أودت بحياته ولم تتركه إلا بعد أن تيقنت من بلوغ غايتك الدنيئة من إرهاق روحه واستكملت مشروعك الإجرامي وقمت بالاستيلاء على منقولاته " 25 " هاتفا محمولا وبفعلتك تلك قد تعديت حدود قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق .

واستكمل : ولما كان وسيظل هو القضاء الحامل لرسالة العدل والأمين على تحقيق العدالة وتطبيق القانون والقصاص لكل اعتدى على حقه وقد وقر واستقر في يقين المحكمة انك ارتكبت أبشع الجرائم وأشدها خطورة فكان يتعين أن يكون هذا الحكم رادعا لكل من تسول له نفسه إتيان مثل هذا الجرم الذي تعديت بإتيانك له مرحلة الآدمية والإنسانية السوية إلى مرحلة الهمجية والبربرية الحيوانية وقد آن الأوان أن يجفف أشقاء المجني عليه دموعهم لقتل شقيقهم غيرة وغدرا لسرقة ماله ولتطمئن نفوس روعت وقلوب فطرت من هول تلك الجريمة ولتهدأ دماء تصرخ بالقصاص ممن أراقها غدرا دون رحمة أو شفقة وليكون ذلك لك خزيا في الدنيا ولترجع نفسك إلى ربها لا راضية ولا مرضية فتنال جزاؤك في الآخرة عذابا اليما ، وحيث قد استطلعت المحكمة رأي فضيلة مفتي الجمهورية بشان الواقعة التي دين بها المتهم فأفاد بأنه ليس شبهة تدرأ القصاص عنه وأن جزاءه الإعدام قصاصا لقتله المجني عليه عمدا.

وكانت المحكمة برئاسة المستشار عبد الحكيم محسن الشربيني، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين عصام عبد الشكور وعلاء عامر، وأمانة سر زكريا حافظ و دلؤي بهي الدين ومحمد علاء ، عاقبت المتهم بإجماع الآراء بالإعدام شنقا لقتله صديقه لسرقته بمدينة أسيوط .

تعود وقائع القضية رقم 2657 لسنة 2018 جنايات أول أسيوط إلى ورود بلاغ من الأهالي بالعثور على جثة " حبيب . ظ . أ " داخل منزله بدائرة قسم شرطة أول أسيوط .

على الفور تم تشكيل فريق بحث من ضباط مباحث قسم شرطة أول أسيوط لفحص كاميرات المراقبة بمحيط المنزل وفحص الأشخاص المترددين على منزل المجني عليه.

وتوصلت تحريات المباحث إلى أن مرتكب الواقعة " محسن . ع . م " 45 عاما فني كهرباء ، لمروره بضائقة مالية بسبب شراء المواد المخدرة ، وكشفت التحريات أن المتهم قام بإعداد عدته بإحضار سلاح ابيض "سكين " من مسكنه وتوجه إلى مسكن المجني عليه وقام بإشهار السلاح في وجه المجني عليه مهددا و طلب منه مبالغ مالية وقام بمباغتته بطعنه فرضخ المجني عليه لطلبه وبعد حصوله على الأموال قام بطعن المجني عليه عدة طعنات نافذة حتى تأكد من موته وفر هاربا إلى مسكنه .