الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البيت الأبيض ينقلب على السلطة الفلسطينية.. وهذا البلد مرشح لإدارة قطاع غزة

نتنياهو وبايدن
نتنياهو وبايدن

تتواصل العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل داخل قطاع غزة لليوم 71، وسط تساؤلات عدة حول مصير حركة المقاومة الإسلامية حماس عقب انتهاء هذه العملية وتوقف القتال في ظل رغبة ومخطط صهيوني لابتلاع أراضي القطاع ووجود إدارة سياسة جديدة بعيدا عن حماس التي تسببت في ورطة كبيرة للمحتل عندما لقنته درسا قاسيا يوم 7 أكتوبر.

إدارة قطاع غزة بعد الحرب

وعبّر مسؤولون في البيت الأبيض عن خشيتهم من عدم قدرة الرئيس محمود عباس على تسلم زمام الأمور في قطاع غزة بعد الحرب، حتى مع استمرار الرئيس جو بايدن في تنشيط ودعم سيطرة السلطة الفلسطينية.

وذكرت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية، بأن هذه القضية تهيمن على المناقشات التي تجري على مدار الساعة في البيت الأبيض، حيث أمضى كبار المسؤولين أسابيع في صياغة مقترحات محمومة حول كيفية إدارة غزة، بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة على المحادثات للصحيفة.

ونوهت الصحيفة بأن الضغط الأمريكي الخاص على إسرائيل من أجل إنهاء هجومها في وقت مبكر من العام الجديد 2024، كشف عن وجود تباين بين واشنطن وإسرائيل، حيث يختلف الحليفان حول الكيفية التي يعتقدان من خلالها أن تتم بها إدارة القطاع بعد توقف الأعمال القتالية مع حماس.

ولفتت إلى أن كبار المسؤولين جافى النوم أعينهم وهم يجاهدون في وضع خطط قد تكون مقبولة لجميع الأطراف المعنية.

وفي هذا الصدد أيضا، يؤكدون أنه لكي ينجح أي مشروع يجب أن يحظى بدعم الفلسطينيين وإسرائيل وجيرانهم العرب، واصفة ذلك بالعائق الكبير الذي يجب تجاوزه بالنظر إلى "الفساد المستشري في السلطة الفلسطينية والشعبية المتزايدة لحماس في الضفة الغربية" بحسب الصحيفة.

وهنا ترى الولايات المتحدة إنّه من المرجّح أن تقوم الإدارة "ببناء علاقتنا وتفاعلاتنا" مع البدلاء المحتملين، حيث تم ذكر أحد الأسماء البديلة المتداولة وهو محمد دحلان، والذي يعيش في الإمارات العربية المتحدة.

ويتمتع دحلان بالقوة، وبعلاقات جيدة وهو مؤثّر بشكل خاص في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر وسيطا إقليميا رئيسيا، وهذا يجعله مستساغا أكثر بالنسبة لإسرائيل، وكذلك دوره في اتفاق أوسلو للسلام، فيما كان قد نفى خلال مقابلة نادرة له مع مجلة "إيكونوميست" أواخر أكتوبر، الشائعات التي تفيد بأنه تم ترشيحه ليكون الرئيس التالي للسلطة الفلسطينية.

كما يشاع أن سلام فياض، رئيس الوزراء السابق للسلطة الفلسطينية، هو المفضل لدى بعض المسؤولين الأمريكيين لقيادة حكومة جديدة في غزة.

خلاف بين أمريكا وإسرائيل 

ورفض أحد كبار مسؤولي الأمن القومي السابقين الكشف عن بدائل محتملة لعباس، مشيرا إلى الحساسيات التي ينطوي عليها الأمر، وشددوا على أنهم لا يريدون الإشارة إلى أن "الولايات المتحدة ستختار هذا الزعيم".

وأضاف أحد المصادر، أنه يمكن دعوة واحدة أو أكثر من الدول العربية للعمل "كوكيل لضمان السلام وتولي مسؤولية إعادة بناء غزة"، بالإضافة إلى إدارة غزة، فيما يتألف تخطيط إدارة بايدن لمرحلة ما بعد الحرب من عنصرين آخرين: إعادة الإعمار والأمن.

ويأمل البيت الأبيض في الحصول على دعم من المجتمع الدولي، وخاصة الجيران العرب الأثرياء، لدفع تكاليف إعادة بناء المدارس والمستشفيات وغيرها من البنية التحتية الحيوية.

ويظل الأمن أحد أكثر القضايا استعصاء على الحل، وتتردد معظم الدول العربية في تقديم قواتها الخاصة، واستبعد بايدن نشر جنود أمريكيين على الأرض.

وسبق أن قال زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد في نوفمبر 2023،  إنه يرى أن "مسؤولية إدارة غزة لابد أن تناط بالسلطة الفلسطينية مستقبلا".

وأكد لبيد لهيئة البث الإسرائيلية، أن السلطة الفلسطينية هي الجهة الوحيدة القادرة على تولي السيطرة على قطاع غزة، بعد دحر حماس، فيمل يعارض لبيد احتلال قطاع غزة مستقبلا لأنه لا يريد أن تمول إسرائيل "تعليم أطفال غزة أو مستشفياتهم".

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك ففضل نشر قوات عربية متعددة الجنسيات بعد "القضاء" على حماس على حد زعمه.

يشار إلى أنه تم تقديم مساعدات ألمانية بالأمس لقطاع غزة، حيث سلم السفير الألمانى بالقاهرة فرانك هارتمان، شحنة مساعدات طبية في مطار القاهرة الدولي، جلبتها طائرة تابعة للجيش الألماني تحتوى معدات طبية عالية الجودة، مثل حاضنات الأطفال الخدج، أجهزة التنفس الصناعي، وشاشات مراقبة حالة المرضى إلى مصر.

تطورات الأوضاع في غزة

ويتم استخدام المساعدات الطبية في المستشفيات المصرية المجهزة لاستقبال المدنيين الفلسطينيين المصابين من غزة، وستساعد الطاقم الطبي هناك على إنقاذ الأرواح، فيما وأكد السفير الألماني، أن هذه المساعدات تساهم في تخفيف معاناة السكان الفلسطينيين في قطاع غزة.

من جانبه قال عبد المسيح الشامي منسق العلاقات الألمانية العربية في البرلمان الألماني، إن علاقة ألمانيا بإسرائيل علاقة خاصة إلى حد كبير، حيث إنها مرتبطة بأحداث الحرب العالمية الثانية وما يعرف بالهولوكوست، وبالتالي الموقف الألماني موقف مركب وحساس ومختلف عن باقي الدول، مشيراً إلى أن ألمانيا تحاول أن تكون معتدلة بقدر المستطاع تجاه الفلسطينيين على الجانب الإنساني، ولكن الموقف الرسمي السياسي الألماني هو موقف مؤيد لإسرائيل، وترى أن لديها الحق في أن تدافع عن نفسها، وعلى الجانب الإنساني هناك تفهم لحق إسرائيل بالرد على ما قامت به حماس ولكن بنفس الوقت أيضا الموقف الألماني يرفض المبالغة في الردود تجاه المدنيين في غزة.

وأضاف الشامي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن إرسال ألمانيا مساعدات لمصر لمعالجة المصابين الفلسطينيين يأتي في إطار رغبة ألمانيا لتقديم مساعدات للجانب للفلسطيني، إضافة إلى رغبة برلين والاتحاد الأوروبي بعدم تحويل القضية الإنسانية والمهاجرين لقضية هجرة لداخل أوروبا وأن تتحول حرب غزة إلى موجة هجرة ولجوء، وبالتالي يحاولون بشكل أو بأخر وضع حلول سريعة  ومباشرة لحل قضية الجرحى والمصابين من الفلسطينيين، وبالتالي هذا الموقف يأتي في سياق التنسيق الألماني الأوروبي بأن لا تتحول أزمة غزة إلى أزمة عالمية ولجوء وإقليمية، والمساعدات مفتوحة على الجانب  الإنساني والطبي والسياسي.

واختتم: بالنسبة للموقف الأوروبي بشكل عام هو موقف قريب من الموقف الألماني، وهناك توافق وإجماع في داخل الاتحاد الأوروبي على أحقية إسرائيل بالدفاع عن نفسها و هناك رفض لاي تعدي على حقوق الانسان تجاه الفلسطينيين ، و كان هناك نداءات وتحذيرات بأنها تتمادى في في الرد وانها تخرق حقوق الانسان بشكل كبير للغاية.