الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر أكبر منكم| السيسي يلقن نتنياهو درساً لن ينساه.. كواليس رفض الرئيس مكالمات زعيم إسرائيل

السيسي ونتنياهو
السيسي ونتنياهو

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن المنطقة تواجه تحديات غير مسبوقة ومصر تواجه واقعا خطيرا، مشيرا إلى أن مصر تواصل دورها بشرف ونبل في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ونفى الرئيس السيسي "أكاذيب" فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية"، بأن القاهرة هي المسؤولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من الجانب المصري لمعبر رفح.

الرئيس عبدالفتاح السيسي

السيسي يرفض مكالمة نتنياهو

كانت قد أعلنت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل لها أمس، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض تلقي اتصال هاتفي من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفقا لما أعلنه التلفزيون الإسرائيلي.

وأفادت القناة "13" العبرية بأن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حاول مؤخرًا تنسيق اتصال له مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن تم رفضه من قبل الرئاسة المصرية.

ونقلت القناة العبرية، عن مصدرين مطلعين، قولهما: إنه في ظل الخلافات حول تحرك محتمل في محور فيلادلفيا؛ تقدم مكتب نتنياهو، عبر مقر الأمن الوطني، بطلب؛ لتنسيق مكالمة بينه وبين الرئيس السيسي "لكن دون جدوى".

وحسب القناة، أكد مسؤول في مكتب نتنياهو هذه التفاصيل، لكن لم يصدر أي تعليق رسمي.

ويشار إلى أنه كان قد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته أمس في الاحتفال بالذكرى الـ72 لعيد الشرطة ، أن الدولة المصرية لم تغلق معبر رفح على الإطلاق من أجل منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، قائلا: معبر رفح مفتوح على مدار 24 ساعة في 7 أيام في 30 يوم.. الإجراءات اللى بتم من الجانب الأخر "إسرائيل" علشان نقدر ندخل الحاجة هى السبب.. وده شكل من أشكال الضغط اللى بيمارسه الجانب الإسرائيلى على القطاع".

المساعدات الانسانية في معبر رفح

أوراق ضغط على إسرائيل 

في هذا الصدد قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن العلاقات المصرية الاسرائيلية تمر بمرحلة حاسمة في تاريخها منذ انشائها نتيجة للممارسات الاجرامية التي تقوم بها اسرائيل في قطاع غزة ، فضلاً عن التصريحات العدائية في الكنيست الاسرائيلي ثم على لسان نتنياهو بإمكانية احتلال ممر صلاح الدين والقيام بإجراءات انفرادية وهو ما ردت عليه مصر بصورة مباشرة واعتبرته مساس بعملية السلام وانه قد يؤدي الى أزمة حقيقية وهيكلية في مستوى العلاقات المشتركة بين الطرفين، مشيراً إلى أنه كلما استمرت اسرائيل في خططها الشيطانية فبكل تأكيد سيؤدي الى المزيد من التوتر، والمقصود هنا ليس في ملف ممر صلاح الدين فقط ولكن في مجمل منظومة العلاقات المصرية الاسرائيلية ، لافتاً إلى أن إسرائيل هي من بدأت بانتقاد واتهام مصر بمحكمة العدل الدولية ثم تلى ذلك تصريحات عدائية لمصر وبالتالي عدم رد الرئيس السيسي على نتنياهو هو محصلة لما يجري في هذا الاطار. 

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن هناك سيناريوهين؛ الاول هو أن من مصلحة إسرائيل أن تستمر معاهدة السلام واستمرار البروتوكول الأمني وعدم الدخول في مواجهات لأن مصر ليست حماس أو فصائل وإنما قوات مسلحة مرتبة ومصنفة تصنيف عالمي، ولفت إلى حالة التشنج والعصبية التي تنتاب صانع القرار السياسي والعسكري في إسرائيل في هذا التوقيت ومحاولة القاء الاتهامات هنا وهناك حتى مع قطر و ليس مع مصر فقط وهم الطرفين الذين يساهمون في عملية  الوساطة الان ، وقد تلجأ القاهرة الى اجراءات تكتيكية بما فيها التعامل وفق بنود المعاهدة بالكامل، وربما هذا سيؤثر على جهود الوساطة ، و لكن القاهرة لديها رشادة لخدمة ابناء الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، و لن تلجأ لهذا السيناريو، ولكن اذا استمر التخبط الاسرائيلي والاستهداف، فمصر لديها اوراق حقيقية وقوية للضغط على الجانب الاسرائيلي بصورة كبيرة.

واستكمل : السيناريو الثاني هو “التهدئة” فمصر تحرص على السلام مع اسرائيل ، و على الرغم من حالة الجنوح والتطرف التي تمارسها اسرائيل الا انها محكومة بضوابط معينة ، ومن مصلحة اسرائيل استمرار السلام مع مصر وعدم الاقدام على اجراءات استفزازية او اجراءات انفرادية بدون التنسيق مع الجانب المصري.

قطاع غزة

إسرائيل تبرر فشلها

من جانبه قال أحمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن الدولة المصرية منذ اندلاع الأزمة الراهنة تتبع سياسة قائمة على الرشد والحكمة بالتزامن مع تحديد موقفها بشكل واضح وحاسم سواء رفضها للتهجير القسري لأهل قطاع غزة والمطالبة بضرورة وقف إطلاق النار والضغط على إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لغزة، وخلاف دورها وجهودها السياسية والدبلوماسية التى تنطلق من مبدأ حسن الجوار ومراعاة القوانين الدولية وتحذيرها من اتساع دائرة الصراع إلا أن إسرائيل تواصل الاستمرار فى التضليل والكذب وهذا ظهر فى اتهام مصر فى محكمة العدل الدولية بغلق مصر معبر رفح على غير الحقيقة الذى شهد بها قادة العالم ورؤساء الحكومات والمنظمات الدولية بجهود مصر فى إدخال المساعدات، ودورها المقدر فى إغاثة أهل غزة وفى مسار المفاوضات لتحقيق السلام وإنهاء الصراع.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد"  إسرائيل تسعى بقوة إلى تبرير فشلها الذريع فى تحقيق أهدافها بالقاء التهم على الآخرين من خلال سياسة المراوغة والخداع والتضليل، لذلك كان موقف مصر حاسم بالرد على هذه الاتهامات والاكاذيب وتأكيد الرئيس السيسى أن معبر رفح مفتوح 24 ساعة، وبالتالى أعتقد أن تعميق الأزمة بين إسرائيل ومصر ليس لصالح إسرائيل لأن دور مصر محورى ولا يمكن الاستغناء عنه وموقفها واضح وثابت، لذلك يجب على الولايات المتحدة والغرب الوقوف أمام إسرائيل والضغط عليها لوقف إطلاق النار والوقوف أمام حكومة نتنياهو المتطرفة الذى تسعى إلى إطالة أمد الصراع لأن نتنياهو يعلم جيدا أن إنهاء الحرب يعنى انتهاء حياته السياسية ومحاكمته، وهو ما نراه من تخبط نتنياهو وافتعال أزمات مع الجميع.

واستكمل :  إسرائيل تعانى من حالة ارتباك شديد على المستوى الداخلى والخارجي، فداخليا هناك انقسام بين أعضاء مجلس الحرب وخلاف كبير بين نتنياهو ووزير دفاعه، والمجتمع الإسرائيلي فى حالة غليان بسبب الفشل فى ملف الأسرى والخسائر البشرية والاقتصادية التى يتكبدها الجيش الإسرائيلي يوميا، وخارجيا فقد فقدت إسرائيل تعاطف المجتمع الدولى وهناك ضغوط كبيرة عليها لإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار وحل الدولتين، لذلك ليس هناك شئ أمام نتنياهو - فى اعتقادى - إلا افتعال الأزمات للنجاة بنفسه أو كسب أى انتصار لحفظ ماء الوجه لإسرائيل، لكن مصر تعلم هذا جيدا وتتعامل مع ما يحدث بيقظة تامة وتوظف ثقلها السياسى والاستراتيجى لخدمة القضية الفلسطينية.

بدوره قال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية، إن مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي كلها مواقف ثابتة واضحة قوية وحاسمة مع الحق وضد الطغيان الإسرائيلي ومظالمه للفلسطينيين.

وأضاف طارق البرديسي خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن مسار العلاقات يرسمها قائد السياسات الخارجية الأعلى وهو فخامة الرئيس في ضوء التمسك بالشرعية الدولية ووضع الحلول السريعة لعودة حقوق الفلسطينيين وإعلان قيام دولتهم إنصياعاً لقرارات المرجعية الدولية.