الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جائزة بملايين الجنيهات.. طالب مصري يجني أموالا طائلة لهذا السبب

أموال
أموال

فاز 3 طلاب بعلوم الكومبيوتر، أحدهم مصري اسمه يوسف نادر وعمره 22 عاما، بأكبر جائزة نقدية في علم الآثار.. فما القصة؟

الطلاب الثلاثة الفائزين بالجائزة هم المصري المقيم في برلين يوسف نادر، ونظيره الأمريكي Luke Farritor البالغ 21 عاما، إضافة إلى السويسري Julian Schilliger وعمره 22 عاما.

لماذا فاز الطلاب بالجائزة؟

وفقا لصحيفة "التايمز" البريطانية، فاز الطلاب السابقون بالجائزة لاستخدامهم "الذكاء الاصطناعي" في الكشف عن محتوى لفافة من زمن روما القديمة بعد أن ثار بركان "فيزوف" الإيطالي عام 79 بعد الميلاد.

جعل بركان فيزوف من المستحيل فتح اللفافة لقراءتها، لأنها تفحمت وأصبح محتواها لغزا استمر أكثر من 2000 عام.

والمعروف أن ثورة Vesuvius البركانية الكارثية، أدت الى دفن معظم مدينة "بومبي" بالغبار والرماد، وتحويل مئات من لفائف ورق البردي كانت محفوظة في مكتبة كبيرة تضم أكثر من 1800 مخطوطة ولفافة ببلدةHerculaneum المجاورة، وتحولت بفعل الطين البركاني الناري إلى كتل هشة من الفحم، يستحيل على أي كان قراءتها، ومنها اللفافة الشبيهة بقطعة من خشب محروق، والتي كان من الصعب فتحها بدون أن تتفتت إلى قطع صغيرة.

كيف تمكنوا من قراءة اللفافة؟

أحدث الطلاب اختراقا تمكنوا به من حل ما كان مستحيلا، وفازوا بجائزة "تحدي فيزوف" لكشفهم عن محتوى اللفافة التي سبق لملك صقلية ونابولي، فرديناند الأول، أن أهداها في 1802 إلى نابليون بونابارت، فأحالها الإمبراطور الفرنسي الى "معهد فرنسا" الذي احتفظ بها منذ ذلك العام في باريس.

وملخص الاختراق الذي قام به الطلاب الثلاثة، هو إنشاء نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد، جعل طبقات اللفافة المكونة من ورق البردي مرئية، ما أدى الى تصنيفها يدويا باستخدام برامج كمبيوتر خاصة "لتسطيحها" ومدها رقميا.

وتعد التقنية السابقة هي تقنية رائدها البروفسور Brent Seales عالم الكومبيوتر في جامعة University of Kentucky الأمريكية، وباستخدامها تمكن الطلاب من تحديد الكلمات الموجودة داخل الورق الملفوف عبر تدريب "الذكاء الاصطناعي" على التعرف إلى نمط "الطقطقة" المميز، والذي يتكون من الحبر المستخدم منذ حوالي 20 قرناً.

ما قيمة جائزة "تحدي فيزوف"؟

جائزة "تحدي فيزوف" مقدارها 700 ألف دولار، تقاسمها الطلاب بينهم، وكان عليهم للفوز بالجائزة الكشف عن 3 مقاطع من النصوص، طول كل منها 140 حرفا، بحيث يكون 85% من المقطع على الأقل مقروءا.

وبهذه الطريقة تم ترميم 5% من اللفافة حتى الآن، مع إمكانية ترميم المزيد في الأسابيع والأشهر المقبلة.

وكان كل من الطلاب الثلاثة فاز في أكتوبر الماضي بجائزة مبلغها 50 ألف دولار، بعد كشفهم الكلمة الأولى من اللفافة، وهي اليونانية πορφύραc المخبأة بجوفها، وتعني صبغة أرجوانية أو ملابس أرجوانية، عبر التقنية التي استخدمها البروفيسور سيلز في مسرّع للجسيمات.

أما أول من فك شفرة كلمة مقروءة من داخل اللفافة، فكان الطالب الأمريكي لوك فاريتور، حيث فاز بجائزة مقدارها 40 ألفا من الدولارات، ثم تبعه الطالب المصري يوسف نادر بعد فترة وجيزة بصورة أكثر وضوحا وفاز بمبلغ 10000 دولار.

صورة للعالم القديم

الغريب أن يكون ثوران بركان جبل فيزوف عام 79 م، والذي دمر مدينتي بومبي وهيركولانيوم، قد خلق أيضًا واحدة من أكثر الصور تفصيلاً للعالم القديم للأجيال القادمة.

هذه الرموز هي مجموعة من 800 نص متفحمة عثر عليها في مكتبة فيلا كبيرة يعتقد أنها كانت مملوكة لوالد زوجة يوليوس قيصر.

منذ اكتشافها في القرن الثامن عشر، ظلت مخطوطات هركولانيوم لغزًا محيرًا لعلماء الآثار والكلاسيكيين على حد سواء، حيث يُعتقد أنها تحتوي على نصوص قديمة مفقودة، ولكنها هشة للغاية بحيث لا يمكن فكها.

الكلمة الأولى التي ظهرت من المخطوطات هي "porphyras"، وهي كلمة يونانية قديمة تعني اللون الأرجواني، وفي شهر مارس الماضي، أصدر برنت سيلز ، عالم الكمبيوتر بجامعة كنتاكي الذي كان يعمل على مخطوطات هيركولانيوم لمدة 20 عاما ، آلافًا من صور الأشعة السينية ثلاثية الأبعاد لمخطوطتين وثلاث قطع من ورق البردي. 

بعد إجراء المسح الضوئي، قام سيلز بتسوية اللفائف رقميًا، وهي عملية يسميها "الإزالة الافتراضية".

في عام 2016، استخدم سيلز هذه التقنية لفك رموز مخطوطة En-Gedi، وهي عبارة عن رق من القرن الثالث الميلادي متفحم أيضًا - وتبين أنها تحتوي على أقسام مقروءة من سفر اللاويين. 

على عكس الرق العبري الذي استخدم الحبر المعدني، تم تمييز ورق البردي هيركولانيوم بحبر الفحم، ما يعني أن المسح لا يكشف سوى القليل للعين المجردة.

وقد تطلب ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي لمحاولة إيجاد الطرق التي أثر بها الحبر على ورق البردي.

تتحلل أوراق البردي بسهولة، ومن المعروف أن الغالبية العظمى من النصوص اليونانية والرومانية قد فقدت، وهذا يعني أن مخطوطات هيركولانيوم توفر إمكانية توسيع نطاق الشريعة القديمة بشكل كبير.