الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شريف نادي يكتب: صراع الروس والأوكران 

صراع الروس والأوكران 
صراع الروس والأوكران 

تحولت الأزمة في السودان إلي حرب بالوكالة بين القوي الكبري في ظل تقارير تؤكد تواجد مقاتلين أجانب يشاركون بالعمليات العسكرية إلي جانب طرفي الصراع.

ومنذ منتصف إبريل الماضي تشهد السودان صراعا مسلحا وحربا أهلية بين شركاء الحكم السابقين عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ومحمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي قائد قوات الدعم السريع أودت بحياة أكثر من 13 ألف شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وتحدثت تقارير لوسائل إعلام أوكرانية ودولية، عن وجود قوات أوكرانية داخل السودان، تجري عمليات خاصة لضرب أهداف عسكرية هناك.

ونشرت صحيفة "كييف بوست" الأوكرانية مقاطع فيديو نقلاً عن مصادر من داخل القوات الخاصة حسب وصفها، تظهر فيه القوات الأوكرانية وهي تجري عمليات خاصة داخل السودان ضد ما أسمتهم الصحيفة "مرتزقة روس" وبعض "الجماعات الإرهابية المحلية" الحليفة لروسيا بحسب وصفها. 

كما أكدت الصحيفة الأوكرانية نقلًا عن مصادر رسمية أن القوات الأوكرانية تنشط في السودان منذ أشهر، حيث بدأت القوات الخاصة الأوكرانية عملياتها داخل الخرطوم منذ عدة شهور. وفي نوفمبر من العام الماضي، حصلت "كييف بوست" على مقطعي فيديو يُزعم أنهما يظهران عناصر من القوات الخاصة الأوكرانية وهم يطاردون مرتزقة في البلاد.

في سياق متصل، تطرقت وسائل الإعلام الاوكرانية لقضية تواجد قواتها في الخرطوم بعد إنتشار عدة تقارير عن تورط واشنطن بإجبار اوكرانيا على إرسال مقاتلين للعمل في السودان ولتحقيق أهداف تسعى اليها الإدارة الأمريكية، خصوصًا بعد أن أظهرت هذه القوات قدرات عسكرية كبيرة مقارنة بالجيش السوداني. 

بالإضافة إلى ما سبق يأتي الإعلان الرسمي الأوكراني عن وجود قوات لها في السودان بعد انتشار الكثير من التقارير الإعلامية عن وجود مرتزقة أوكران هناك يقاتلون ضد قوات الدعم السريع. حيث تحدثت هذه التقارير، عن شهادات لمواطنين سودانيين حول رؤيتهم مقاتلين أوكران في مناطق مختلفة داخل السودان.

تم دعم أقوال شهود العيان هذه بوثائق تثبت ذلك، حيث انتشرت صورة لبطاقة جندي أوكراني يدعى "ايفان رادول"، تم العثور عليها في محيط أحد المعسكرات التابعة لقوات الحيش السوداني في ام درمان، مما لا يترك مجال للشك حول صحة هذه التقارير وبالتالي وجود مرتزقة أوكران بشكل فعلي في السودان.

ويشار إلى أن الأنباء والتقارير عن وجود مقاتلين اوكران في السودان أكدتها العديد من الوكالات العالمية ومنها "سي إن إن". حيث أشارت إلى احتفاظ الاستخبارات الأوكرانية بجزء كبير من قوات النخبة الأوكرانية في السودان، التي تحارب إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، وبحسب "سي إن إن" فإن القوات الخاصة الأوكرانية على الأرجح نفذت سلسلة من الهجمات باستخدام طائرات مسيّرة، إضافة إلى عملية برية، ضد قوات الدعم السريع في السودان.

أثارت هذه التقارير إحراج الأدارة الأمريكية والقيادة الأوكرانية، كما سببت جدل كبير عبر منصات التواصل ووسائل الإعلام، خاصة في ظل الأزمات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية التي تعصف بنظام كييف، وخسائره المتتالية أما الروس، بسبب سياساته الخاطئة، والفساد الذي يضرب كل مفاصل الدولة الأوكرانية ما أدى لتحويل نصف الشعب الاوكراني لـ لاجئين هاربين من التجنيد الاجباري.

في الوقت الذي يعاني فيه الجيش في أوكرانيا من نقص في العتاد والأفراد، وتراجع كبير أمام الروس، الأمر الذي دفعه إلى محاولة إعادة اللاجئين من أوروبا من أجل التعبئة العسكرية.


بصمات واشنطن 

لم تستطع واشنطن وكييف الحفاظ على سرية هذه الاتفاقيات، بعد تسريب الكثير من المعلومات حول وجود مرتزقة أوكران في السودان، وتورط واشنطن بإجبار اوكرانيا على إرسال المقاتلين للعمل في السودان كـ مرتزقة، لتحقيق أهداف تسعى اليها الإدارة الأمريكية.

فبحسب التقارير الإعلامية التي تم تداولها، فقد طلبت واشنطن من نظام كييف ارسال قوات مدربة ومحترفة للعمل في الخرطوم كأحد الشروط لاستمرار الدعم المادي والعسكري لكييف، وتم التركيز وبشدة على ضرورة إبقاء هذه الإتفاقات سرية، حتى يبدو أن إرسال الأوكرانيين إلى السودان وكأنه قرار اتخذته مديرية الاستخبارات الأوكرانية دون أي تدخل خارجي، وبالتالي تقوم وسائل الإعلام الاوكرانية بالتغطية على تواجد قواتها في المنطقة بحجة وجود أهداف عسكرية مشروعة. 

من الجدير بالذكر، بأن كثير من المراقبين والخبراء أكدوا بأن الولايات المتحدة الأمريكية تحولت في السنوات الأخيرة إلى سياسة استخدام الميليشيات والأنظمة والمرتزقة والحلفاء في الحرب بالوكالة لتنفيذ اهدافها العسكرية وتحقيق مصالحها في مناطق مختلفة حول العالم دون أن تدخل بشكل مباشر بقدراتها العسكرية الخاصة. فبعد فشلها في افغانستان أصبحت الإدارة الأمريكية تميل بشكل أكبر للحرب بالوكالة وبذلك تتجنب الضغوط الإعلامية الداخلية وغيرها من المعوقات في سبيل الوصول لنفس الأهداف دون التدخل المباشر. حتى أن الكثير من المحللين يرون بأن الولايات المتحدة تستخدم نظام كييف نفسه وقواته كأداة لتحقيق مصالحها دون الاهتمام لدمار حياة ومستقبل الشعب الاوكراني.