الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بتقارير ممولة.. أمريكا تخلط الأوراق داخل ليبيا لفرض أجندتها قبل الانتخابات |قراءة

دمار البنى التحتية
دمار البنى التحتية في ليبيا

يبدو أن عمل الدول العربية على تخطي فترات قاسية من تاريخها خاصة ليبيا التي تعيش حالة من الانقسام الداخلي منذ 13 عاما أو يزيد، لا يرضي بعض الأطراف الخارجية ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية التي ربما يمثل لها الهدوء في المنطقة عقبة أمام تحقيق أهدافها.

بالرغم من مساع الفُرقاء في ليبيا البحث عن حل سياسي ليبي – ليبي لتسوية الأزمة في البلاد، وخصوصًا تلك المتعلقة بالوصول إلى توافقات لتوحيد الجيش المنقسم إلى معسكرين شرقي وغربي، وإنهاء التوتر المصاحب لانقسام المؤسسة العسكرية، إلا أن جهات خارجية مازالت تعمل جاهدة لفرض أجنداتها في المنطقة وفرض نفوذها على الساحة الداخلية والخارجية لليبيا.

تزييف الحقائق وخلط الأوراق 

ومع دخول البلاد في مرحلة التوافقات من أجل تمهيد الطريق لإجراء الإنتخابات، الأمر الذي شهده الليبيون في  اجتماع القاهرة الذي ضم رؤساء مجلس النواب الليبي ومجلس الدولة الاستشاري والمجلس الرئاسي وانتهى بمخرجات إيجابية، أشار مراقبون إلى بدء وسائل الاعلام الغربية بالترويج ضد قادة الشرق الليبي، وخصوصًا المشير خليفة حفتر.

ونشرت منظمة العفو الدولية الممولة من قبل دول غربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، تقريراً حول إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية في سبتمبر 2023، أي بعد أكثر من ستة شهور على الحادثة، ألقت فيه اللوم بهذه الكارثة الإنسانية على معسكر الشرق الليبي المتمثل بقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر.

وأشارت في تقريرها إلى تقاعس قوات المشير في إصدار التحذيرات اللازمة واتخاذ تدابير رئيسية أخرى للتخفيف من المخاطر قبل العاصفة دانيال، بالرغم من أن المتقاعس الرئيسي في الكارثة التي حلّت بالمدينة هو رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، الذي تسبب بعجز في الميزانية العامة وامتنع عن صرف عائدات النفط بشكل عادل بين جميع المناطق في ليبيا التي بدورها كانت ستكفل إجراء صيانة ملائمة للسدود التي انهارت وتسببت بالفيضان في درنة.

وفي السياق، أشار المحلل السياسي الليبي، محمود إسماعيل، إلى أن واشنطن تتعاون مع المشير خليفة حفتر وتعمل ضده في آن واحد، قائلاً: "واشنطن من جهة ترسل مندوبيها وسفيرها ريتشارد نورلاند للقاء المشير حفتر والتشاور حول الحديد من القضايا الداخلية في ليبيا وبحث مسألة توحيد الجيش، بينما تطلق أبواقها الإعلامية ضده بحملات إعلامية وتقارير مغرضة تحجب الحقيقة".

وأضاف إسماعيل: "كما هي العادة كلما اقتربت البلاد شبرًا من الانتخابات الليبية، تبدأ واشنطن بإزالة الغبار عن قضايا قانونية وأحداث يمكن لوي الحقائق فيها ضد المشير، وقضية محكمة فريجينا التي سبقت الإنتخابات التي كان مزمعًا عقدها عام 2021 خير دليل على ذلك".

قيادة الجيش الوطني الليبي 

وعلى صعيد آخر، تجدر الإشارة إلى أن مصادر من القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، كانت قد أشارت إلى أن واشنطن تسعى لتوحيد الجيش في البلاد، وقام ريتشارد نورلاند منذ شهر ديسمبر العام الماضي وحتى مارس الجاري بعدة لقاءات مع جميع الأطراف شرق وغرب ليبيا، وكان الهدف من هذه اللقاءات الإتفاق على توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وتعيين المشير خليفة حفتر قائداً لها.

في المقابل أفادت مصادر من اللواء 444 قتال، إلى أن الإدارة الأمريكية تمهّد الطريق لآمر اللواء، العميد محمود حمزة، لتولي منصب القائد العام للجيش في هيأته الموحدة.

وأكدت المصادر إلى أن زيارة الوفد العسكري التابع لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) التاريخية، لمعسكر اللواء 444، رفقة آمره محمود حمزة، كانت لبحث جاهزية العميد حمزة لتوليه المنصب الذي تعمل عليه الإدارة في واشنطن.

وتعليقًا على ذلك، أشار المحلل السياسي، محمد الباروني، إلى أن واشنطن تمارس لعبة "مسيسة" في ليبيا، وتحثّ قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر لضم جيش معسكر الغرب الليبي إلى جيشه وتوحيده من خلال تقديم ضمانات "فارغة" تتعلق بامتناعها عن المساس بمنصب المشير بينما تحاول تنحيته عن المشهد بشكل كامل.

وقال الباروني: "الإدارة الأمريكية نصبت نفسها حمامة سلام في الأزمة الليبية، وأكدت عزمها على دعم جهود توحيد المؤسسة العسكرية، وحثت المشير على القبول بتوحيد الجيش بالرغم من استحالة القيام بذلك، وتقدم ضمانات فارغة للمشير بالحفاظ على منصبه كقائد عام، ولكنها تعمل من جهة أخرى على تهميش صورته شعبيًا من خلال تقارير مزيفة وتستغل الخلافات بينه وبين رئيس الأركان العامة، الفريق عبد الرزاق الناظوري لتهميش صورته عسكريًا بين ضباطه وحاشيته".

وأضاف: "الإدارة الأمريكية تحاول إقصاء جميع الخصوم السياسية لحلفائها وأتباعها من الساسة في ليبيا، والمشير حفتر يمتلك أوراق قوة في منصبه تحاول واشنطن نزعها منه، وتمد له يد الصداقة والسلام، لتجره بعدها إلى حافة الهاوية، وتهيمن بعدها على الساحة الليبية".