رغم شهرة المريخ بلقب "الكوكب الأحمر"، إلا أن صورة جديدة التقطتها وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) أظهرت جانبًا مختلفًا من هذا الكوكب الغامض، فعلى سطحه تبرز درجات من الأصفر والبرتقالي والبني، مع وجود تفاصيل تكشف عن نشاط جيولوجي ومناخي مستمر.
عدسة مارس إكسبريس ترصد أركاديا بلانيتيا
الصورة التقطتها الكاميرا عالية الدقة على متن مركبة الفضاء مارس إكسبريس، وتركز على منطقة "أركاديا بلانيتيا"، وهي منطقة واعدة للعلماء لما تحمله من مؤشرات على تاريخ المريخ وإمكانات استيطانه مستقبلًا، تقع هذه المنطقة شمال غرب البراكين العملاقة في النظام الشمسي، وتضم تدفقات من الحمم المتجمدة يُقدّر عمرها بأقل من 3 مليارات عام، مما يجعلها هدفًا علميًّا مهمًّا.
كنوز مائية وجيولوجية تحت السطح
تشير بيانات وكالة الفضاء الأوروبية إلى وجود جليد مائي تحت سطح أركاديا بلانيتيا، مما يضيف إلى أهميتها الاستراتيجية في خطط الاستكشاف المستقبلية، خاصة عند التفكير في إرسال بعثات مأهولة إلى المريخ، كما تُظهر المنطقة نشاطًا مستمرًا لما يُعرف بـ"شياطين الغبار" – وهي أعاصير صغيرة تتشكل بفعل حرارة الشمس، وتظهر في الصورة كنفحات بيضاء دقيقة تمر عبر السهول.
فوهة ارتطام حديثة نسبيًّا
في الزاوية اليمنى السفلية من الصورة، تُشاهد فوهة ارتطام قطرها نحو 15 كيلومترًا، ويشير تراكم المواد المحيطة بها إلى وجود جليد مائي أثناء الاصطدام، كما أن غياب التآكل الواضح حول الحفرة يدل على حداثة تكوّنها، وفقًا للجدول الزمني الجيولوجي للمريخ.
الرياح ترسم تضاريس المريخ
ربما تبدو الصورة ضبابية بعض الشيء، لكن هذه الظاهرة هي نتيجة مباشرة للرياح التي تلتقط جزيئات دقيقة من السطح، مسببة تشوشًا بصريًّا طفيفًا. كما أن هذه الرياح تُعد السبب الرئيسي في تشكيل ما يُعرف بـ"الياردانج" – تلال تتكون عندما تنحت الرياح الصخور الهشة وتُبقي الصلبة منها صامدة، وتظهر هذه التضاريس في الجزء العلوي من الصورة.
ألوان متعددة.. أسرار مختلفة
أسفل منطقة الياردانج الحمراء، تمتد تضاريس بنية تميل إلى الأرجواني، وتتميز بتركيز مرتفع من السيليكات وقليل من الحديد، ما يضفي عليها طابعًا خاصًا، ويعود اختلاف ألوان هذه الطبقات إلى اختلاف خواص الرمال مثل الكثافة والحجم، والتي تؤثر بدورها على كيفية انتقالها وتراكمها على سطح الكوكب.