قال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، إن مصر في عام 1952 كانت تمر بمرحلة حرجة، حيث عانت من الفقر والجهل والمرض، وكانت دولة تُحكم لصالح "نصف في المائة"، بحسب وصفه، وأن الوثائق المحلية والعالمية – من جنوب أفريقيا إلى الولايات المتحدة – تؤكد أن البلاد كانت على وشك الانهيار.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهاد سمير في برنامج "صباح البلد" المذاع على قناة "صدى البلد" أن ثورة يوليو لم تكن مجرد خيار، بل ضرورة تاريخية، قائلاً: "لم تكن هناك قوى سياسية قادرة على التغيير سوى الضباط الوطنيين الشبان، الذين امتلكوا السلاح والقدرة على الحشد". ولفت إلى أن الاحتلال البريطاني لم يكن ينوي منح مصر استقلالها حتى بعد اندلاع الثورة.
وأكد أن ثورة يوليو بدأت بتحرك من ضباط وطنيين، لكنها تحولت سريعاً إلى تغيير جذري في بنية المجتمع، وهو ما يُميز الثورة عن الانقلاب. وأشار إلى أن "كل ثورة تبدأ بانقلاب، فإذا تطورت إلى تغيير جذري في النظام الاجتماعي والسياسي تُصبح ثورة حقيقية"، مستشهداً بإلغاء الملكية وتحديد الإقطاع وتوسيع الحقوق الاجتماعية.
ووصف الدكتور شقرة طرد الاحتلال البريطاني بأنه أعظم إنجاز للثورة، وقال: "منذ 1882 وحتى 1954، فشلت النخب السياسية في إنهاء الاحتلال. عبد الناصر نجح في ذلك، كما أطلق مشروعات التنمية والتصنيع والتعليم المجاني".
وأكد أن الثورة أحدثت تحولاً جذرياً في شكل الدولة، لتصبح خادمة لشعبها لا حاكمة فقط.
وأوضح أن ثورة يوليو قلبت الموازين الطبقية في مصر، قائلاً: "بعد الثورة، لم يعد هناك الباشاوات أو الإقطاع، بل أصبح هناك تعليم وصحة وتنمية صناعية حقيقية"، مشيراً إلى أن هذه الإنجازات كانت بشهادات المؤسسات الدولية والمراقبين الأجانب الذين زاروا مصر بعد الثورة.