خطورة الهاتف على الأطفال قبل عمر 13 عامًا، في زمن أصبحت فيه الأجهزة الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بات من السهل أن نرى جميع أفراد العائلة يجلسون ينظرون إلى هواتفهم بدون التفوة بأى كلمة، وقد يصل الأمر أحيانا إلى المكوث بنفس الشكل عدد ساعات.
ونلاحظ أن أيضا الأطفال الذين لا يتجاوزون العاشرة أعوام، يُمسكون بالهاتف الذكي ويتنقّلون بين الألعاب ومقاطع الفيديو، ورغم أن بعض الآباء يرون في ذلك وسيلة لإسكات الطفل أو تعليمه، إلا أن الدراسات الحديثة تُحذر من الاستخدام المبكر والمفرط للهواتف الذكية، خاصة قبل سن 13 عامًا.
خطورة الهاتف على الأطفال قبل عمر 13 عامًا

سلّطت "خبيرة التنمية البشرية هبه شمندي" الضوء على الآثار السلبية لاستخدام الهواتف على الأطفال دون 13 عامًا، نفسيًا وسلوكيًا وصحيًا.
وقدمت فى تصريحات خاص لـ صدى البلد، بعض الحلول العملية للتعامل مع هذا التحدي العصري.
1. تأثير سلبي على تطور الدماغ والانتباه
الدماغ في سنوات الطفولة الأولى يمر بمرحلة نمو سريعة تحتاج إلى التحفيز من البيئة الواقعية، اللعب، الحركة، التفاعل، واللغة. الاستخدام المفرط للهاتف يقلل من فرص هذا التفاعل، ما يؤثر سلبًا على:

- مهارات التركيز والانتباه
- نمو اللغة والتعبير
- الذاكرة قصيرة وطويلة المدى
الأبحاث تشير إلى أن الأطفال الذين يستخدمون الشاشات بشكل مفرط يُظهرون علامات تشبه اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD.
2. السلوك العدواني والعزلة الاجتماعية
الهواتف تضع الطفل في عالم افتراضي مليء بالإثارة اللحظية، وتُضعف قدرته على التعامل مع الواقع.
نتائج ذلك تظهر في:
- نوبات الغضب والعصبية عند منعه من الهاتف
- صعوبة التواصل مع الآخرين
- الانطواء وعدم الرغبة في اللعب أو التفاعل الاجتماعي
كما أن المحتوى الذي يشاهده الأطفال قد يحتوي على عنف أو سلوكيات غير مناسبة لعمرهم، مما ينعكس على تصرفاتهم.
3. التأثير على جودة النوم
الضوء الأزرق المنبعث من شاشة الهاتف يُعيق إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم، خاصة إذا استُخدم قبل النوم بساعة أو ساعتين.
وهذا يؤدي إلى:
- صعوبة في النوم
- نوم متقطع وغير مريح
- إرهاق دائم ومزاج متقلب
4. إدمان الشاشات في سن مبكرة
يُعد الهاتف بوابة إلى الإدمان الإلكتروني، خصوصًا للألعاب ومقاطع الفيديو القصيرة.
الإدمان في هذا العمر يُفقد الطفل القدرة على:
- إدارة وقته
- السيطرة على رغباته
- التفاعل مع المحيط
وقد يُلاحظ الأهل أن الطفل يُعاني من نوبات غضب شديدة عند سحب الهاتف، أو لا يهتم بأي شيء آخر غير الجهاز.
5. مخاطر جسدية وصحية

رغم أن الهاتف جهاز صغير، إلا أن آثاره الجسدية كبيرة على الأطفال، منها:
- مشاكل في البصر نتيجة التحديق الطويل
- صداع مزمن بسبب الإضاءة والحركة السريعة على الشاشة
- آلام في الرقبة والعمود الفقري من الجلوس بوضعية خاطئة
- انخفاض النشاط البدني وزيادة خطر السمنة
6. التعرض لمحتوى غير لائق أو خطر إلكتروني
الأطفال دون 13 عامًا ليس لديهم القدرة الكاملة على التمييز بين الصحيح والخطأ، ما يجعلهم فريسة سهلة:
- لمحتوى عنيف أو جنسي أو مخيف
- للتنمر الإلكتروني
- للاحتيال والغرباء في التطبيقات والمواقع
- غياب الرقابة والوعي قد يؤدي إلى صدمات نفسية يصعب علاجها لاحقًا.
كيف يتعامل الأهل مع هذه التحديات؟
وضع قواعد واضحة: لا هاتف خاص قبل 13 عامًا، ويمكن استخدامه لفترات محدودة وتحت إشراف.
- بدائل ممتعة: قدم ألعابًا واقعية، كتبًا، نشاطات فنية ورياضية.
- القدوة أولًا: قلل من استخدامك للهاتف أمام طفلك، ليشعر أن الهاتف ليس كل الحياة.
- استخدام تطبيقات المراقبة الأبوية: للتحكم بالمحتوى ومدة الاستخدام.
- وقت شاشة متوازن: لا يزيد عن ساعة إلى ساعتين يوميًا للأطفال الأكبر من 6 سنوات، وأقل من ذلك للصغار.