قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن سكان قطاع غزة لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء، مشيرا إلى أن هناك جهودا تبذلها الولايات المتحدة لتقديم المساعدات الغذائية لسكان القطاع.
وأكد، وفق ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل، أن دولا عربية ستشارك في تقديم هذه المساعدات.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن قدمت الدولة المصرية جهودا كبيرة خلال الأشهر الماضية لاحتواء التصعيد في قطاع غزة، حيث قامت بإرسال أكثر من 5000 شاحنة مساعدات إنسانية إلى القطاع، في تأكيد واضح على التزام مصر الثابت، إنسانيا وسياسيا، تجاه الشعب الفلسطيني، دعما من القيادة والشعب والإعلام المصري.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تبذل دورا محوريا في وقف العدوان وضمان دخول المساعدات الإنسانية، في وقت تثار فيه مزاعم مغلوطة حول إغلاق معبر رفح من الجانب المصري، رغم أن غزة ترتبط بالعالم الخارجي من خلال خمسة معابر رئيسية، أحدها معبر رفح، ما يكذب هذه الشائعات التي تروج لها منصات معادية.
وأشار فهمي، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه نداءا إلى المجتمع الدولي، خاصة الدول الأوروبية والرئيس الأمريكي، مطالبا بتدخل عاجل لوقف الحرب، ومحذرا من أن ما تشهده غزة يمثل عملية إبادة جماعية وتصفية ممنهجة للقضية الفلسطينية.
وفي رده على سؤال بشأن إمكانية احتلال قطاع غزة، قال ترامب: "لا يمكنني قول شيء بشأن احتلال غزة، فالأمر يعود لإسرائيل".
كما تطرق ترامب إلى الشأن الدولي، مؤكدا أن واشنطن ستتخذ قرارا بشأن روسيا عقب الاجتماع المرتقب في موسكو، والذي سيحضره "ويتكوف"، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل حول طبيعة هذا القرار أو الاجتماع.
هجوم إسرائيلي داخلي على نتنياهو
في سياق متصل، شنت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، المعروفة باتجاهها اليساري، هجوما لاذعا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب قراره المتداول حول إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.
ووصفت الصحيفة نتنياهو بأنه "يغرق في وحل غزة، ويسير عكس التيار كالمقامر، ويضحي بأرواح الجنود والمختطفين الإسرائيليين في القطاع".
وفي خضم هذه الانتقادات، نقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي إسرائيلي – لم تكشف عن هويته – تشكيكه في نية نتنياهو تنفيذ الاحتلال الكامل للقطاع، مؤكدا أن رئيس الوزراء بدا خلال الاجتماع الحكومي الأخير مساء الثلاثاء "أسوأ من المعتاد"، في إشارة إلى حالة من الضغط والتخبط يعيشها نتنياهو.
وقال المسؤول: "نتنياهو فشل في تحقيق هدفه من الضغط العسكري على غزة. ما يتم الآن هو محاولة لعمل اختراق جزئي، ربما يشمل إطلاق بعض المختطفين مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، مع الإبقاء على خيار استئناف القتال لاحقا".
واقع إنساني مأساوي في غزة
وتقدر السلطات الإسرائيلية وجود نحو 50 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة، يعتقد أن 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة.
وفي المقابل، تحتجز إسرائيل أكثر من 10.800 فلسطيني في سجونها، وسط ظروف وصفتها منظمات حقوقية بأنها تنطوي على تعذيب وتجويع وإهمال طبي ممنهج، أدى إلى وفاة عدد كبير منهم.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا دموية على قطاع غزة، وصفتها تقارير حقوقية وإعلامية بـ"الإبادة الجماعية"، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، وسط تجاهل دولي، وتحد صارخ لأوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف العدوان.
وقد أسفرت الحرب عن أكثر من 211 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، إضافة إلى مجاعة متفاقمة أودت بحياة عدد كبير من المدنيين.
انقسامات إسرائيلية حول "الاحتلال الكامل"
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام عبرية معلومات عن تصاعد الخلافات داخل دوائر الحكم الإسرائيلية، لا سيما في ظل توجه نتنياهو نحو إعادة احتلال قطاع غزة، خاصة المناطق التي يعتقد بوجود أسرى إسرائيليين فيها.
وفي مقابل هذا الطرح، يروج رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير لما يعرف بـ"خطة التطويق"، والتي تتضمن محاور متعددة تهدف إلى الضغط العسكري على حركة "حماس" لإجبارها على إطلاق سراح الأسرى، دون السقوط في أفخاخ استراتيجية أو التورط في احتلال طويل الأمد.
وختم المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث لصحيفة "هآرتس" بقوله: "كثيرون يرون أن التلويح باحتلال غزة بالكامل مجرد تكتيك للضغط، وليس خطة فعلية. ونتنياهو على الأرجح لن يقيل زامير، بل قد يتفق معه على تنفيذ عملية محدودة توحي بالحزم".